الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

نزار الجليدي: تحفظ فرنسي من وصول ليز تراس لرئاسة الحكومة البريطانية

ليز تراس
ليز تراس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسلمت ليز تراس رسميا، اليوم الثلاثاء، رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لبوريس جونسون، بعد اجتماع لها مع الملكة إليزابيث الثانية في مقرّ إقامتها.
وينتظر عدد من المراقبين طريقة تعامل رئيسة الوزراء الجديدة مع عدد من الملفات أهمها ملف الطاقة وطريقة تعاملها مع روسيا والأزمة الأوكرانية، وتعزيز الاقتصاد.
وفي وقت سابق، إبان عملها وزيرة للخارجية، أعربت “تراس” عن قلقهما العميق إزاء تفاقم التهديد الإرهابي في إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل الأفريقي؛ لذا فمن المنتظر معرفة دورها في ملف مواجهة التطرف والإرهاب، في وقت تعيش أفراد وجماعات متهمة بالإرهاب في عواصم غربية من بينها لندن. 
 

قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي، المقيم في فرنسا، نزار الجليدي، إن حدث انتخاب المحافظة ليز تراس على رأس الحكومة البريطانية خلفا لبوريس جونسون مرور الكرام بالنسبة للأوروبيين وخاصة الفرنسيين حيث أن الحدث كان يوم أمس الاثنين في لندن أمّا ارتداداته فكانت قوية ومسموعة في الإعلام الفرنسي الذي يترجم في جزء كبير منه تخوفات الإليزيه وحذره ممّن تلقّب بـ"تاتشر الجديدة" نسبة لرئيسة الوزراء التاريخية للفترة من 1979 إلى 1990، وهي أول امرأة تولّت رئاسة وزراء المملكة المتحدة وفترة حكمها في بلدها هي الأطول خلال القرن العشرين، وقد لازمها لقب "المرأة الحديدية".


وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن "تراس"  صاحبة 47 عاما هي رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على "بريكست"، وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد مارجريت تاتشر وتيريزا ماي. ومن المفارقات أنها من أبوين يؤيدان حزب العمال، وتوجهاتهما يسارية، ودرست السياسة والاقتصاد والفلسفة في جامعة أكسفورد.


وتابع: لها مواقف سابقة واضحة من فرنسا وأروبا عموما وهي تشترك مع الكثير من المحافظين في بريطانيا في حلم استعادة الامبراطورية البريطانية، وتشترك معهم في كره دفين لفرنسا وللأوروبيين عموما حتى أن إجابتها حينما سألت عمّا إذا كان الرئيس الفرنسي غيمانويل ماكرون عدوّا أم صديقا؟ لم تكن ديبلوماسية إطلاقا وردّت بأن "الموضوع لم يحسم بعد"… وتابعت: "إذا فزت برئاسة الوزراء سأتعامل معه على أساس أفعاله لا أقواله". 


ولفت "الجليدي" إلى أن إجابة ماكرون كانت أكثر وضحا حينما ردّ بالقول "نعيش في عالم معقد، تزداد فيه الديمقراطيات الاستبدادية، وقوى عدم التوازن، فإذا لم نتمكن، كفرنسيين وبريطانيين، من تحديد ما إذا كنا أصدقاء أم أعداء، فإننا نتجه نحو مشاكل خطيرة". لكنّه أكّد أن بريطانيا هي "أمة صديقة، وقوية وحليفة".
وأوضح "الجليدي" أنه من الثابت أن الشابين "ماكرون" و"تراس" لن يكونا صديقين أبدا فلكل منهما حلمه الذي يتناقض مع الآخر وبتحقيقه يريد دخول التاريخ، فماكرون يعتبر أنه يتحمّل عبء إعادة أوروبا إلى الخارطة العالمية أكثر قوة وصلابة وهو يعتبر الأصلح لمهمة حمل راية الحرب والسلم والاقتصادات الأوروبية.


وأشار إلى أن انتخاب ليز تراس من قبل المحافظين يحمّلها مسؤولية إحياء حلم الإمبراطورية البريطانية والذي يعتقد كثيرون أنه كاد يتبخّر بسبب الفاتورة الباهظة التي دفعتها بريطانيا خلال سنوات انضمامها للاتحاد الأوروبي. بسبب ملف عبور المهاجرين غير الشرعيين عبر بحر المانش باتجاه بريطانيا، والاتهامات التي وجهتها حكومة جونسون للسلطات الفرنسية بالتقصير في معالجة هذه الإشكالية. كما برز إلى الواجهة أيضا ملف تراخيص الصيد البحري الذي أدى إلى تصعيد من قبل الطرفين، فضلا عن توترات أخرى في علاقة بالاقتصاد والتبادل التجاري بين البلدين وملف الطاقة .


مستكملا، أن هذه التخوفات تبدّدها صوفيا فاسيلوبولو، أستاذة السياسة الأوروبية في جامعة كينجز كوليدج التي ترى أن هذا العداء لا يمكن أن يستمر، منوّهة إلى أن حزب المحافظين براجماتي على الرغم من خطابه المتشدد. كما أنه أقدم حزب سياسي لا يزال نشطا في بريطانيا وسيكون قادرا على إدارة الأمور كما يجب.