الكلمات في يد الصغار حبات فل، إذا ما رأوا حبات العرق تسيل من جبين الأب لدى عودته من عمله غزلوا من كلماتهم منشفة وتهادوا إليه ضحكة من القلب إلى القلب، وإذا ما لمست أرواحهم تعب الأم صنعوا من كلماتهم تاجا وعقدا من الفل فمن ذا يستحق تاج الأميرة سوى من تحترق لتنير لهم دروب الحياة.
حنان ابنة لوالدين بسيطين يجاهدان ليزلل الصعاب أمام أقدام صغارهن، يلتقطا لهم الفرحة من على غصون الحياة، يبحثان لهم عن نافذة للحلم، يتدافعان ليفتحاها حتى أنهما اتصلا بالبوابة وأرسلا أكثر من قصة قصيرة لابنتهما حنان وهما يحدوهما الأمل لنشرها، يتحدثان عنها بشجن وأمل وتفاؤل.
يقولون عنها أنهما كان يحلمان أن تكون طبيبة لكن الحظ عاندها فدخلت تمريض وهناك جمعت من غرف المرضى الحكايات فعبأت قلمها بمداد من تجارب الناس ودونت ما سكن قلبها في دفترها في ليالي النبطشيات الطويلة.
رأت هناك فجعة الأمهات ومعاناة الأحبة والحرب الضروس مع الوجع وتناحر الألم والأمل وبكاء الحرف أحيانا وبهجته أحيانا.
قابلناها في منزلها مع أسرتها وقدمنا لهم باقة ورود من المحبة وصفحة بيضاء يضعون فيها عنوانا لحلمهم.
كانت سعادتهم لاستجابة البوابة لهم لا توصف، أهديناهم بعض القصص والروايات وهذه السطور لتكون لابنتهما بداية طريق، عسى أن نلتقي حنان بعد أعوام في محافل التوقيع أو في صالون ثقافي وهي تناقش إحدى رواياتها أو عسانا أن نجد اسمها على أغلفة بعض الكتب.
ها نحن نواصل رسم البهجة لمن نستطيع الوصول إليه من نجوم الظل وابطال خلف كادرات الكاميرات.
