الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تجليات العذراء مريم في مصر.. رسائل طمأنينة وسلام.. عبدالرحيم على كان أول صحفى يوثق ظهورها فى أسيوط

السيدة العذراء مريم
السيدة العذراء مريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحتفل الأقباط الأرثوذكس، يوم الأحد، الموافق 7 أغسطس الجاري، ببدء صوم السيدة العذراء مريم، ويستمر الصوم لمدة 15 يوما، وتحمل السيدة العذراء في قلوب أقباط مصر مكانة روحية كبيرة، بل لقد أجمع شعب مصر، على محبتها وتكريمها. وتستعرض «البوابة» في هذه السطور، أبرز تجليات السيدة العذراء مريم في مصر.

ويأتي الصيام بمناسبة صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء، حسب المعتقد المسيحي، وتمتلئ أيام الصيام بالليالي الروحية، والصلوات الكنسية، والتراتيل والتسبحة؛ فيُعد الصيام تكريمًا وتطويبًا لها، (فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني) لو48:1.

ويُعتبر هذا الصيام من الدرجة الثانية بين أصوام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويسمح به أكل الأسماك، بالإضافة إلي الأكلات النباتية ويمنع أكل اللحوم والألبان وكل المنتجات الحيوانية كباقي الأصوام.

رسائل طمأنينة وسلام

وتحمل ظهورات أم النور، معاني ورسائل روحية كثيرة جدا، إلي الشعوب والبشرية، فيُحمل مع ظهورها دومًا الطمأنينة والسلام، وإن كنا نتكلم بالتحديد علي مصر، فهي تختلف عن غيرها من الدول، حيث أتت العذراء مريم في العام الأول الميلادي، حاملة بين يديها السيد المسيح، وعادت بعدها بقرون، وتباركت مصر بعدها عدة مرات بتجلياتها، وسنتحدث عنها واحدة تلو الأخرى، وأيضا تختلف مصر بتجانس مسيحييها ومسلميها، الروحي الفريد، بتهليلهم لها في كل ظهور، ومع كل عيد احتفالي لها.

وبحسب موقع الأنبا تكلا، كان أول ظهور موثق للعذراء مريم في مصر، في إحدى الكنائس في حي الزيتون بالقاهرة، ابتدأ في ليلة الثلاثاء 2 أبريل 1968م، وتجلت في مناظر روحية نورانية، على قباب كنيستها بالزيتون، وهو مشهد ما زال محفورا في قلوب وذاكرة المصريين، إلي يومنا هذا، وهو مشهد موثق فوتوغرافياً، مما دفع إلى تجمهر عشرات الآلاف المصريين، من كل بقاع الوطن، لرؤية هذا المشهد المهيب، وحتي كثير من الصحف ذكرت أن رئيس جمهورية مصر العربية وقتها، الزعيم جمال عبد الناصر، كان بين الجمهور وقتها، ومنهم الكاتب الصحفي محمود فوزي، وتناقلت كل وسائل الإعلام من مصر إلي العالم هذا الحدث التاريخي.

ويحمل هذا الظهور مكانة كبيرة في قلوب المصريين؛ حيث كان الشعب يعيش في ضيقة كبيرة ومشاعر يملؤها الحزن والكسرة؛ وذلك بعد حرب نكسة 1967م؛ فكان بمثابة رسالة طمأنينة وفرح لشعب مصر، رسالة تعني أن الله سيكون معكم.

وبعد هذا الظهور؛ توالت الظهورات بالزيتون، وكان الظهور يتم أو يستمر لفترة زمنية طويلة، وصلت في بعض الأحيان إلى ساعتين وربع، كما حدث في فجر الثلاثاء 3 إبريل سنة 1968.

ومر ما يقرب من عقدين من الزمن، وعاودت العذراء ببث البهجة في قلوب المصريين، مرة أخرى بتجليها في إحدى كنائس شبرا، وكان ذلك يوم 25 مارس سنة 1986م، بين قباب كنيسة القديسة دميانة، وتجلت بهيئتها النورانية، بحجمها الطبيعى الكامل، محاطة بهالة نورانية على القبة الغربية من الكنيسة، وتكرر الظهور أكثر من مرة، واستمر فى إحداها عشرون دقيقة، وتجمع المصريون للقاء العذراء مريم، للمرة الثانية، بعد غياب تخلله انتصار وفرحة "نصر أكتوبر المجيد"، وكان مع ظهورها يرتفع التهليل ويعلو تصفيق الجموع، وتداولت وسائل الاعلام الخبر علي الفور، وانتشر الخبر في جميع انحاء مصر، وازدحمت الشوارع المحيطة بالكنيسة، وظلوا حتى الصباح، وسط أصوات التراتيل والتسابيح.

وهو ما دفع قداسة البابا شنودة الثالث الراحل تشكيل لجنة للتحقق من الواقعة، فانطلقت اللجنة إلي موقع التجلي؛ فشاهدت اللجنة ظهور العذراء مريم واستقصوا من الحقيقة، وكان الظهور الثاني مختلفا عن السابق؛ حيث كان في وضح النهار ونور تجليها كان مختلفا ومتباينا عن ضوء الشمس، وارتبط هذا الظهور بمعجزات شفاء رواها الكثير من المرضى لديهم أمراض مستعصية، عجز الطب عن علاجها، فتوافدوا عليها طلباً للشفاء

وبعد عقد آخر من الزمن؛ عادت مرة أخرى بنورها، وظهرت في إحدي قرى محافظة المنوفية، في قرية شنتا الحجر، وكان ذلك أثناء صوم العذراء فى 6 أغسطس 1997م، حيث يقال إن بعض الناس، رأوا نورًا فائقا للطبيعة، وانتشر الخبر، وتجمهر الآلاف من المصريين، منطلقين إلي القرية، مستقلبين الظهور بالتهليل كعادته.

وقد وثقت هذا الظهور مجلة "اليقظة القبطية"، فى عددها الصادر فى يناير فبراير 1999م، ووصف هذا التجلي قداسة البابا شنودة الثالث، في محاضرته الأسبوعية، يوم الأربعاء الموافق 10 أغسطس 1997م، ووصفه بأنه: نور غير طبيعى، أى لم يأت من مصدر كهربى أو صناعى، لأنه نابع من مصدر علوى طبيعى.

وعادت مرة أخرى في بداية الألفية الجديدة؛ ولكن هذه المرة في صعيد مصر، بمحافظة أسيوط، بظهور آخر نوراني، استقبله المصريون بالتسابيح والترانيم الدينية، وكانت بداية ظهورها في يوم 17 أغسطس 2000م، في مدينة القوصية، بمحافظة أسيوط، في كنيسة الشهيد العظيم ما رجرجس الروماني للأقباط الأرثوذكس.

وترجع قصة هذا الظهور عندما شاهدت سيدة مسلمة، كانت تسير فوق سطح الكنيسة، وتتمشي بين المنارتين، اعتقدت في بداية الأمر أنها سيدة عادية تحاول الانتحار، أو أن تحاول خلع الصليب المثبت فوق المنارة، فأسرعت لإبلاغ المسئولين بالمنطقة، وكانت هذه الشرارة بداية للفرح والتهليل، الذي انطلق من أسيوط، حتى عم مصر كلها، بهذا الظهور العجيب، الذي أبهر المصريين، مثل اول مرة، حينما رأوا نور أم النور.

ومن مظاهر هذا التجلي: النور علي قباب الكنيسة، بجانب حمام أبيض يطير في سماء القوصية، وسط ظلام الليل، ولا سيما بعد سماع أهالي القوصية الخبر، بادروا بإغلاق الأضواء، حتي يتسني لهم رؤية هذا الحدث المبهج النادر، نادرًا لكون الضوء غير معلوم المصدر، والحمام الذي طار في السماء ليلاً، ولا يزال إلي يومنا هذا تنتشر الصور بجانب مقطع فديو نادر، يوثق هذه الحدث.

وقد وثقت وكالات الأنباء والمجلات والصحف المصرية هذه التجلي، ويشار هنا إلى أن الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «البوابة نيوز»، ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس ولندن، حينما كان وقتها صحفياً بجريدة «الأهالى»، وكان أحد أبرز الصحفيين وقتها، بانفراده بتغطية هذا الحدث، بتحقيق استقصائي للحقيقة، وكانت من أولى المجلات توثيقًا للحدث هي مجلة "آخر ساعة"، وكتبت سطور الحدث الصحفية "مني ثابت".

وعلق البابا شنودة الثالث، علي ظهورات العذراء مريم، في إحدى محاضراته، بقوله: "نحن نعيش في عالم مادي على الأرض، ولكن هناك عالم آخر فوقنا عالم آخر، ذلك العالم الآخر نسميه "سكّان السماء"، ونسميه أيضًا: "عالم النور".

وفي النهاية؛ يجب علينا التذكير بأن هذه الظهورات، ليست علي سبيل الحصر، لكنها فقط أبرز الظهورات، التي لا تزال عالقة في أذهان الشعب المصري، علي مدار المائة عام الماضية.

9030EB4D-AB24-4B8F-AB05-F3765EF42305
9030EB4D-AB24-4B8F-AB05-F3765EF42305
9A82574D-4ADE-4FEC-89C8-AFABA65BA7D4
9A82574D-4ADE-4FEC-89C8-AFABA65BA7D4