الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بوادر أزمة جديدة بين بكين وواشنطن.. هل تشعل زيارة بيلوسى حربًا فى تايوان؟

بيلوسى
بيلوسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحمل الأيام القليلة المقبلة، بوادر أزمة جديدة بين الولايات المتحدة والصين، بعد الأنباء التى ترددت عن اعتزام نانسى بيلوسى رئيس مجلس النواب الأمريكي، زيارة تايوان، وهو الأمر الذى تعتبره بكين تدخلا فى شئونها الداخلية، واعتداء على سيادتها.

وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن الجيش الأمريكى أعرب عن مخاوفه بشأن مخطط نانسى بيلوسى للذهاب إلى تايوان، وأوضح بعد عودته من رحلة إلى ماساتشوستس للإعلان عن إجراءات مناخية جديدة “أعتقد أن الجيش يعتقد أنها ليست فكرة جيدة فى الوقت الحالي". 

وتخطط بيلوسى لقيادة وفد إلى تايوان فى شهر أغسطس المقبل، ولم يعلق مكتبها على أى رحلة محتملة، وقال البيت الأبيض إنه لا يعتقد أنها انتهت من الترتيبات، ولكن إذا تم المضى قدما، فسيكون ذلك بمثابة زيارة نادرة إلى الجزيرة لزعيم أمريكى رفيع المستوى، منذ أن سافر نيوت جينجريتش، الجمهوري، إلى هناك قبل ٢٥ عامًا عندما كان رئيس مجلس النواب.

وقالت وكالة"أسوشيتد برس" الأمريكية، إن بايدن قام بتشويش موقف الولايات المتحدة بشأن تايوان بتعليقات سابقة مع ذلك، أشار مرارا وتكرارا إلى أن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان ضد غزو الصين، وأعلن الرئيس الأمريكى فى مايو خلال زيارته لليابان "نحن نتفق مع سياسة "صين واحدة "، لكن فكرة أن تؤخذ بالقوة، فقط بالقوة، ليست مناسبة، وسيؤدى ذلك إلى اضطراب المنطقة بأكملها وسيكون عملا آخر مشابه لما حدث فى أوكرانيا."

وأضافت الوكالة الأمريكية أن الصين كانت عدوانية على نحو متزايد فى السنوات الأخيرة، حيث كثفت الطلعات الجوية العسكرية فى المجال الجوى لتايوان وأرسلت السفن عبر مضيق تايوان، وأثار هذا النمط مخاوف المجتمع الدولى من أن بكين قد تحاول فى نهاية المطاف الاستيلاء على تايوان بالقوة، وبموجب قانون العلاقات مع تايوان لعام ١٩٧٩، تلتزم الولايات المتحدة بتزويد تايوان بالأسلحة للدفاع عنها، ولا يلزم القانون الولايات المتحدة بإرسال قوات إلى تايوان للدفاع عنها. 

وكان من المقرر زيارة بيلوسى فى أبريل، لكن كان عليها تأجيل الزيارة بعد أن ثبتت إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز فى تقرير لها الثلاثاء الماضى إن مكتب بيلوسى لا يؤكد أو ينفى أنباء الزيارة، بسبب بروتوكولات أمنية طويلة الأمد.

رد الصين على الزيارة

وجاء رد فعل الصين محذرا من أى زيارة تقوم بها بيلوسى ومسئولين أمريكيين آخرين، وأكدت وزارة الخارجية الصينية فى بيان الثلاثاء الماضي، أن الزيارة سيكون لها تأثير سلبى شديد على الأساس السياسى للعلاقات الصينية الأمريكية، وترسل إشارة خاطئة بشكل خطير إلى القوات الانفصالية" لاستقلال تايوان. 

ويسعى الأمن القومى والمساعدون الاقتصاديون لبايدن لاستكمال مراجعة سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية وتقديم توصيات إلى الرئيس، حيث فرضت التعريفات الجمركية فى عهد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، رسوما بنسبة ٢٥٪ على منتجات صينية بمليارات الدولارات، وكانت العقوبات تهدف إلى تقليل العجز التجارى للولايات المتحدة وإجبار الصين على تبنى ممارسات أكثر عدلًا.

وفى افتتاحية يوم الثلاثاء الماضي، قالت جلوبال تايمز الصحيفة القومية الشعبية التى نشرها الحزب الشيوعى الصيني، إن خطة بيلوسى ستكون "خطأ تاريخيًا فادحًا لواشنطن"، مضيفة أن زيارة تايوان "هى بالتأكيد خط أحمر يجب ألا تتخطاه بيلوسي".

وفى السياق نفسه، قالت وكالة بلومبرج الأمريكية، إن الصين تعهدت باتخاذ رد "حازم وقوي" على أى زيارة لتايوان تقوم بها رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسي، مما يمهد الطريق لمواجهة محتملة بشأن الرحلة التاريخية المذكورة.

وأوضحت بلومبرج أن الصين تحتج بانتظام على زيارة المسئولين الأجانب لتايبيه، باعتبارها انتهاكًا للاتفاقيات الدبلوماسية لتجنب الاعتراف الرسمى بتايوان، التى تدعى بكين أنها أراضيها، وكثفت الصين نشاطها العسكرى حول تايوان للإشارة إلى استيائها من الزيارات رفيعة المستوى السابقة، وقال هو شيجين، المعلق ورئيس التحرير السابق لصحيفة جلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي، فى تغريدة يوم الثلاثاء إن بيلوسى "ستتحمل أيضًا المسئولية التاريخية عن احتمال إشعال نزاع عسكرى فى مضيق تايوان".

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن تايوان شهدت موجة من هذه الرحلات فى السنوات الأخيرة، حيث تراجعت الولايات المتحدة ودول أخرى ضد حملة العزلة التى شنتها بكين، ويسعى شى للضغط على الزعيمة التايوانية تساى إنج وين بشأن رفضها قبول أن كلا الجانبين جزء من "صين واحدة".