الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عطوة: عبدالرحمن الشافعي ترك بصمة في المسرح المصري

المخرج المسرحي عبدالرحمن
المخرج المسرحي عبدالرحمن الشافعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نعت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة وقياداتها كافة والعاملون بها المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعي، الذي وافته المنية مساء اليوم، والهيئة قيادة وعاملين يسألون المولى عز وجل أن يتغمد الراحل الكبير برحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

وقال "عطوة" إن الراحل الكبير يعد أستاذا رائدا في الفنون المسرحية والشعبية وجمع بين الموهبتين الإبداعية والإدارية وترك بصمة لا يمكن أن تنسى في المسرح المصري وفنونه بكل ما قدمه من تراث شعبي وفنون تلقائية، ويعود له الفضل في التطور الكبير الذي شهدته فرقة النيل الفرقة الأم لفرق الآلات الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، حين تولى إدارتها ومدّها بعناصر جديدة من الفنانين الشعبيين، وضخ بها دماءً جديدة ليبرز منها أصالة الفن الشعبي المصري التقليدي بالشكل الجمالي للموسيقى والغناء الشعبي، وأطلق عليها اسم أهم المعالم الحضارية والتاريخية لمصر "النيل". وقدم "عطوة" العزاء لأسرة الراحل الكبير ونجليه الفنان أحمد الشافعي، والناقد المسرحي الدكتور محمد الشافعي وأصدقائه وتلاميذه، داعيا الله أن يتغمده برحمته ومغفرته.

ولد عبد الرحمن الشافعى عام 1939 بمحافظة الشرقية، ومارس هوايته المسرحية بالمرحلة الثانوية، فكون فرقه شعبية مسرحية كانت تقدم عروضها في الموالد، تخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس، ثم التحق بشعبة المسرح العالمي، وفي عام 1963 انتدب للمسرح الحديث ثم للفرقة الغنائية الاستعراضية عام 1967، وكون فرقة الغورى، وأخرج لها "ياسين وبهية"، و"آه يا ليل يا قمر"، و"أدهم الشرقاوى، و"سنبلة قمح على قبر جمال" عُين الشافعي أول مدير لمسرح السامر في سبتمبر 1971 فأخرج لفرقه السامر مجموعة من السير الشعبية؛ أهمها: "علي الزيبق، شفيقة ومتولي، السيرة الهلالية، عاشق المداحين، منين أجيب ناس، مولد يا سيد، الشحاتين، حكاية من وادي الملح".

مارس "الشافعي" عمله بالمسرح العالمي ممثلا ومساعدا للإخراج مع كبار المخرجين مثل: سيد بدير، سعد أردش، حمدي غيث، حسن عبد السلام، كمال عيد. استمر بالعمل في فرق التليفزيون حتى انتدب عام 1968 للعمل مخرجا بالثقافة الجماهيرية، فكون أول فرقة للحي الشعبي بالغوري بحي الحسين، وكون فرقته المسرحية من أبناء الحي والعاملين به، وقدم أول أعماله "ياسين وبهية" لنجيب سرور، وأخرج بعدها "آه ياليل يا قمر"،"كفر أيوب"، "سنبلة على قبر جمال" و"أدهم الشرقاوي"، ثم عين أول مدير لمسرح السامر عام 1971، فقدم: علي الزيبق، هنا القاهرة، حكاوي الزمان، شفيقة ومتولي، شلبية الغازية، وغيرهم. وفي تلك الفترة تم اختيار "الشافعي" مشرفا على فرقة النيل للالات الشعبية عام 1975 ليكتمل النضج الفني بإخراجه "عاشق المداحين" عام 1978.

قدم بعدها عشرات النصوص المسرحية الأصيلة لكبار كتاب المسرح المصري مثل: يوسف أدريس، نعمان عاشور، رشاد رشدي، محمود دياب، سعد الدين وهبة، وغيرهم. عمل على استلهام التراث الشعبي خاصة وسط وجوده مع مجموعة من الشعراء والموسيقيين والمغنيين والمداحين الشعبيين التلقائيين بفرقة النيل، فقدم مسرحية "السيرة الهلالية" عام 1985، محاولا في معظم أعماله المسرحية أن يعمل على الهوية المصرية وأن يتناول أعمالا قومية مصرية، وهو ما جعل "الشافعي" مختلفا، وخلال مسيرته الفنية قدم 72 عرضا احترافيا ما بين الهيئة العامة لقصور الثقافة، والبيت الفني للمسرح، والبيت الفني للفنون الشعبية ومركز الهناجر للفنون. بخلاف العروض الاحتفالية والتي كانت تقدم في المناسبات القومية أو المشاركة في المهرجانات الدولية.

لم يكتف "الشافعي" بتناول الأعمال التراثية فحسب، بل قدم ثلاثة أعمال كبار للمسرح الاستعراضي. ففي عام 1992 قدم على مسرح البالون مسرحية "ست الحسن" تأليف محمد أبو العلا السلاموني، وفي عام 1996 قدم للفرقة الغنائية الاستعراضية مسرحية "أحلام ياسمين"، ثم قدم للفرقة نفسها مسرحية "السنيورة" عام 1997 على مسرح محمد عبد الوهاب، وفي عام 1975 أسند للشافعي الإشراف على فرقة النيل للالات الشعبية وإخراج برامجها الفنية وهذه الفرقة تتميز بأنها تضم فنانين حقيقين وليسوا مدربين أو أكاديميين، بل هم من شتى محافظات مصر، وهو ما يعطي مصداقية لأعمال "الشافعي" في تأصيل المسرح الشعبي المصري، وشاركت الفرقة منذ توليه إدارتها في الكثير من المهرجانات الدولية بفرنس وأمريكا وأستراليا وكندا والهند وإيطاليا وإنجلترا وإسبانيا وأيرلندا والصين وكوريا والدانمارك وغيرهم، وحصلت على العديد من الجوائز، وهو أول من كون فرقة الواحات للفنون الشعبية كذلك فرقة الأقصر وتأسيس أول مهرجان للتحطيب بمصر.