الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

جمال رشدي يكتب: قديسة الوطنية الفلسطينية "شرين أبو عاقلة"

جمال رشدي
جمال رشدي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من المستشفى الفرنسي إلي كنيسة الروم الكاثوليك بفلسطين، شاهدت نقل جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وفي مدخل الكنيسة تواجدت الاف وسط زغاريد وتصفيق مع تراتيل وتسابيح الفرح لروح الشهيدة وهتاف الالاف بالروح بالدم نفديك يا شهيد ومعهم العلم الفلسطيني يرفرف على كل المشهد، وهناك أجراس الكنائس وتكبيرات الشعب "الله وأكبر" هكذا وحد جثمان أبو عاقلة الشعب الفلسطيني ما بين الحزن المحبة مشاعر مختلطة علي روح الشهيدة داخل الكنيسة وفي وجود المطران ياسر عياش، وبجانبه العلم يكسو تابوت الجثمان كما انه يكسوا القدس المحتلة. عظمة شرين أبو عاقلة، تمثلت في انها عاشت حياة النضال دون ان يعرف أحد ديانتها، هكذا هم العظماء عندما يعيشون داخل دائرة الوطنية، فديانته تكون الإنسانية في حب الوطن والوطنية، فلم ينسي المشاهد أي ان كان مكانه صورة شيرين أبو عاقلة وهي تؤدي دورها الإعلامي الوطني وعبارتها الشهيرة في نهاية كل مداخلة " شيرين أبو عاقلة القدس المحتلة"، نعم ربطت شيرين اسمها بالقدس المحتل، أراد الاحتلال قتل شرين، للتخلص من صوتها المرعب لهم ولكن لن يستطيعوا التخلص من روحها، التي ستظل حاضرة ترفرف فوق مدينة القدس دائما كحمامة سلام لأهل القدس، وكصقر محارب مرعب للأعداء عن تلك المدينة. فالذي قتل شرين أبو عاقلة هي رصاصة العدو الصهيوني، ولكن الذي جعل روح الشهيدة تتألم كثيرا مع العظماء الذين هم على شاكلة شرين وهم بالملايين من المحيط الي الخليج، هؤلاء الذين هم من احتلت الصهيونية عقولهم وثقافتهم وجعلتهم كائنات وضيعة الاخلاق والإنسانية والوطنية، وللأسف هؤلاء أصبحوا بالملايين، فبعد استشهاد نجمة القدس المضيئة، خرج هؤلاء الجرذان ينشرون سمومهم من الثقافة الصهيونية برفض الترحم علي روح الشهيدة لان لا يجوز عليها الترحم. هكذا كان نجاح الصهيونية العظيم ليس في احتلال فلسطين فقط بل "الاحتلال الثقافي" التي احتلت به عقول الكثيرين من المحيط الي الخليج، تلك العقول هم أدوات مساندة وقوية لحلم الصهيونية المزعوم " مملكة إسرائيل من المحيط للخليج" وهي عقول تم تقيدها وادخالها داخل دائرة الإرهاب والتطرف والعنصرية، ودورهم المرسوم لهم لا يقتصر علي خدمة القضية الفلسطينية فقط، بل يمتد الي ما هو ابعد واخطر وهو تفرغ الهوية الوطنية من مضمونها الثقافي القائم علي المرجعية التاريخية والحدود الجغرافية هكذا قال احد رمز الثقافة الصهيونية الاخواني سيد قطب " الوطن ما الا حفنة تراب عفن " وهكذا تناقلها ربيبه الإرهابي محمد بديع، مات سيد قطب وانتهي حكم بديع وجماعته ولكن ظلت ثقافتهم الصهيونية تسيطر علي عقول الملايين. والان دم شرين أبو عاقلة " نجمة القدس المضيئة وقديسة الوطنية الفلسطينية يجمع جميع طوائف الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية وراء القضية الفلسطينية، فمشهد العلم الفلسطيني وسط الاف المشيعين يقول ان القدس لن تموت وان مات قدسييها ومنضاليها وأولادها، هذا المشهد المهيب في جنازة قديسة الوطنية الفلسطينية يقول ان الاحتلال لن يدوم بل الي الزوال المؤكد هذا المشهد الذي رأيته في محاولة قيام القوات الصهيونية بعزل نعش الشهيدة عن الاف المشيعين يجسد حالة القدس التي يريد الصهاينة خطفها وعزلها عن شعب فلسطين، لكن ستعيش القدس فلسطينية وستعيش روح الشهيدة فوق فلسطين مناضلة وسيزول الاحتلال ما دام في الصدور انفاس شرين أبو عاقلة من القدس المحتلة.