الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

فى عيد العمال: عمال وقديسون فى حياة المسيح النجار

سليمان شفيق
سليمان شفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في البدء كان يوسف النجار خطيب القديسة مريم العذراء، وهو ابن يعقوب بن متان، من نسل داود من سبط يهوذا، وُلِدَ في بيت لحم، وعمل بمهنة النجارة وعاش في الناصرة حتى أصبح شيخاً وقورًا، ولما نظر الرب إلى برِّه وقداسته وشيخوخته الحسنة، اختاره ليكون خطيباً للعذراء القديسة مريم.

وبعد ولادة المسيح وزيارة المجوس ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم قائلاً: «قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. فقام وأخذ الصبي وأمه، وانصرف إلى مصر». (مت 2: 13 – 15)

فلما مات هيرودس، إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلاً: «قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي. فقام وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل... وإذ أوحى إليه في حلم انصرف إلى نواحي الجليل وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة (مت 2: 19 – 23)

وتحمل القديس يوسف الكثير من المتاعب أثناء تلك الرحلة الشاقة، وما كان يعزيه، أنه كان يعاين وجه الرب يسوع المسيح وينال بركة العذراء القديسة مريم.

وظل القديس يوسف يعمل في مهنته ويرعى العائلة المقدسة إلى أن أكمل جهاده الحسن ورقد في الرب قبل صلب السيد المسيح له المجد لذلك عهد الرب بأمه العذراء إلى تلميذه يوحنا.

ينقل لنا متي أن يوسف كان نجار (متى 13 : 55 )، أما مرقس فيطلق هذا اللقب علي يسوع نفسه :”أليس هذا النجار ابن مريم ” مرقس 6 : 3. لا شك في أن يوسف علم يسوع المهنة التي كان يزاولها هو. فقد كانت العادة في تلك الأيام أن يورث الأب مهنته مع عدتها ومشغلها لابنه من بعده. لم يكن الحافز لذلك ماليا فحسب، أي تأمين معيشة العائلة، أو عائلياً وراثياً، لتخليد ذكري الأب.

فكان العمل اليدوي عند اليهود شيئاً مقدساً ومحترماً جداً. وكان التلمود وكان الربانيون يفضلون الشخص الذي يعتاش من مهنته علي الذي كان يعيش حياة التقوى بطالاً. حتي هم أنفسهم كانوا يزاولون مهن يدوية تعيلهم هم وعائلتهم: الرابي هيلل، مثلاً كان حطاباً وشاول الفريسي المحافظ كان خائط خيم. غير أن مفردة لا تعني النجار الذي يعمل في الخشب ويصنع العربات والنير وسائر المنتجات الخشبية فحسب، بل أيضا البناء الذي يعمل في الحجارة، ونحن نرى أن هناك نصوصاً عديدة تبين لنا معرفة يسوع بأصول البناء وبعض مصطلحاته:

سمعان بن يونا: 

معنى اسمه صخرة وحجر، ولد فى قرية بيت صيدا الواقعة على بحر طبرية قبل ميلاد السيد المسيح بعدة سنوات، قد تصل إلى العشرة، كان لقاؤه الأول بالمسيح، بعد أن أخبره اندراوس أخوه- بناء على توجيه يوحنا- قد وجدنا المسيا واصطحبه إلى حيث المسيح... وفى ذلك اللقاء قال له يسوع "أنت سمعان بن يونا. أنت تدعى صفا " (يو 1: 35- 42)... أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه بقوله "لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس".

القديس إندراوس

هوشقيق بطرس الرسول، ومعنى اسمه "ذو مروءة"، كان فى البداية أحد تلميذ يوحنا المعمدان (النبى يحيى)، ومنه سمع عن يسوع، فقصده ومكث معه يوما كاملًا ليعاين أعماله وأقواله فأيقن أنه المسيح المنتظر، بعدها بشر أخاه بطرس بأنه وجد المسيا، وبعد معجزة صيد السمك الكثير دعاه مع أخيه بطرس ليكون صيادا للناس، فترك السفينة والشباك وتبع المسيح ولم يفار قه منذ ذلك الحين".

القديس يعقوب الكبير : هو يعقوب بن زبدي وشقيق يوحنا الحبيب ويعرف أيضا باسم يعقوب الكبير كان يعمل بصيد السمك حينما دعاه إلي التلمذة يسوع المسيح . 

القديس يوحنا الحبيب 

يوحنا بن زبدي التلميذ الذي كان يسوع يحبه ودعاه مع أخيه يعقوب ليكون من تلاميذه ورغم أنه كان غنيا جدا عمل بمهنة الصيد كحرفة، حيث كانت العادة عند اليهود بالتقيد بعمل أو الإشراف في إحدى الحرف. 

معجزة صيد السمك:

من الدلائل المهمة علي عمل تلاميذ المسيح بالصيد يذكر الكتاب المقدس معجزة صيد السمك :

جلسَ يسوع في السفينةِ يُعَلِّمُ الجموع. ولَمَّا فَرَغَ مِنْ كلامِهِ قالَ لسِمعان: " سِرْ إلى عُمْق البُحيرة وأرسِلوا شِباكَكُم للصيد ". فأجابَ سِمعان : " يا مُعَلِّم، تعِبنا طَوالَ الليلِ ولم نُصِبْ شيئاً، ولكنّي أُرسِلُ الشِّباكَ إجابةً لطَلَبِكَ .

وفعَلوا فأَصابوا من السَّمَكِ شيئاً كثيراً جِدّاً. وكادت شِباكُهُمْ تَتَمَزَّق. فأشاروا إلى شُركائِهِم في السفينة الأُخرى أن يأتوا ويُعاونوهم. فأتَوا وملأوا السفينتَيْنِ حتى كادتا تغرقان .فلما رأى سِمعانُ بطرسُ ذلك أكَبَّ على رُكبَتَيْ يسوع وقال:

"سيِّدي، تباعَدْ عنّي، إنّي رجلٌ خاطئ". وكان الدَهَشُ قد استولَى عليهِ وعلى أصحابِهِ كُلِّهِم، لِكَثرَةِ الصيدِ الذي أصابوه. ومِثْلُهُمْ يعقوبُ ويوحنَّا ابنا زَبَدى، وكانا شريكَيْ سِمعان.

قالَ يسوعُ لسِمعان: " لا تَخَفْ. ستكونُ بعدَ اليومِ للبَشَرِ صيَّاداً ". فَرَجعوا بالسفينَتَيْنِ إلى البَرِّ، وتركوا كلَّ شيءِ وتبعوه. (لوقا 5/4-11)

أمثال المسيح والحرف:

 مثل الزرع الجيد والزوان (مت 13: 24- 30، 36-43)، ويرمي هذا المثل إلي أن الشيطان يحاول علي الدوام أن يزيف الإنجيل بديانته الباطلة. ونجدهما ينميان معًا في عالم المسيحية الاسمية حيث نجد مجرد المعترفين والمؤمنين الحقيقيين، ولكن ستفصل بينهما الدينونة

مثل الرعاة :

باب الخراف (يو 10: 1- 10)، والراعي الصالح (يو 10: 11- 18، 25- 30). والمثل الأول يشير إلي أن الرب يسوع المسيح هو الطريق الوحيد ليصبح الإنسان عضوًا في العائلة الروحية الجديدة (الرعية أو القطيع)، فالذين يرفضون الدخول من هذا الباب (مثل الفريسيين) ويحاولون الحصول علي الخلاص عن طريق برهم الذاتي، إنما هم من السرَّاق واللصوص وليسوا من القطيع. والرب يسوع المسيح كالراعي الصالح، بذل نفسه عن خرافه، وهو يدعو خرافه الخاصة من بين الأمم واليهود، ويجعل منهم رعية واحدة (وليس حظيرة واحدة).

مثل البنائين (مت 7: 24- 27؛ لو 6: 46- 49)، فهناك نوعان من البنائين، فالعقلاء منهم هم الذين يبنون حياتهم علي أساس الإيمان الراسخ في المسيح، أما الحمقي فيحاولون بناء حياتهم على غير هذا الأساس الراسخ من الإيمان بالمسيح

الكرامين:

مثل الكرامين الأشرار (مت 21: 33- 41؛ مر 12: 1- 9؛ لو 20: 9- 16)، ومثل الحجر المرفوض (مت 21: 42- 46؛ مر 12: 10، 11؛ لو 20: 17- 19).

ففي المثل الأول، يشبه المسيح أعداءه بكرامين أبوا القيام بمسئوليتهم في حفظ الكرم (شعب إسرائيل) لصاحبه (الله)- بل- في الحقيقة-أساءوا معاملة العبيد (الأنبياء) الذين أرسلهم صاحب الكرم.

وأخيرًا أرسل إليهم ابنه (الرب يسوع المسيح) فقتلوه، ولذلك، فإن الله سيهلكهم. وفي المثل الثاني، يبدو الفريسيون كبنائين رفضوا حجرًا معينًا (الرب يسوع المسيح)، وألقوه بعيدًا، علي أساس أنه لا يصلح للبناء الذي كانوا يقيمونه. ولكن هذا الحجر صار رأس الزاوية، كما صار سلاحًا قويًا في يد الله للقضاء على المقاومين للمسيا.