الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

فيها ليلة خير من ألف شهر.. فضل العشر الأواخر من رمضان

شهر رمضان
شهر رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور أيمن الحجار، من علماء الأزهر الشريف، إن العشر الأواخر من رمضان هي خاتمة هذا الشهر الكريم، وقد قال صلى الله عليه وسلم «وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ» ، رواه البخاري في صحيحه، ولذا فإن الاجتهاد في هذا الشهر العظيم من أفضل أبواب القربات إلى الله تعالى، والمسلم الأريب العاقل هو الذي يغتنم هذه الفرصة اغتنامًا حقيقيا فلا يفرط في أي وقت قَلَّ أم كَثُر حتى يخرج من هذا الشهر برصيد عظيم من الحسنات وتكفير للسيئات، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم اهتماما بالغا بالعشر الأواخر ويجعل من الشهر احتفاء بالطاعة مع أهل بيته الكرام فقد  أَخْرَجَ  الطبراني في مسنده مِنْ حَدِيثِ عَلِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: (أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ يُطِيقُ الصَلاةَ) ، وَفِي التِّرمِذِيُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رَضِي اللهُ عَنْهُا - قَالَتْ: (لَمْ يَكُن النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَقِيَ مِنْ رَمَضَانَ عَشْرَةُ أَيَّامٍ يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ يُطِيقُ القِيَام إِلا أَقَامَهُ).

وأكد "الحجار" في تصريح خاص للبوابة، أن العشر الأواخر من رمضان قد ورد في بيان فضلها عدد من الأحاديث الصحيحة الصريحة فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» . رَوَاهُ البخاري ومسلم، وكان الصحابة يترقبون ليلة القدر حتى يحصلوا على أجرها فعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُّوٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وقَالَ ابنُ جَرِيرٍ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَغْتَسِلُ، وَيَتَطَيَّبُ فِي اللَّيَالِي التِّي تَكُونُ أَرْجَى لِلَيْلَةِ القَدْرِ. ومما يدل على فضل الاجتهاد في هذه الأيام خصوصًا وقيام الليل عمومًا ما ورد عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ مِنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَانْهَزَمَ النَّاسُ، وَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فِي الِانْهِزَامِ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، رَجَعَ  رَجَاءً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ» أخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه فالمتأمل في هذا الحديث يجد أن صلى الله عليه وسلم ساوى بين قيام الليل والجهاد وذلك للمشقة المشتركة بينهما.

وأوضح "الحجار"، أنه من الأعمال الصالحة في هذه العشر قراءة القرآن، والصدقات، ومواساة الفقراء، والوقوف بجانب المحتاجين، وصلة الأرحام، والإصلاح بين الناس، والإكثار من الدعاء والابتهال،  وكثرة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، وغيرها من العبادات مع البعد عن المحرمات والمعاصي، كما أن ليلة العيد ينبغي على المسلم أن يقوم بإحيائها بجانب من قيام الليل وقراءة القرآن، وأن يسامح من ظلمه، وأن يعفو عمن أساء إليه محبة وقربا من الله، وأن يجعل صدره سليمًا من الحقد والحسد؛ لأن العيد من مواسم الصلة والقرب من الناس حبًّا في الله وطاعة لأوامره.