الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكايات الولاد والأرض.. الشهيد محمد غنيم القائد البطل ضحى بحياته من أجل جنوده

الشهيد محمد غنيم
الشهيد محمد غنيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حكاية بطل الصاعقة الشهيد الرائد مقاتل محمد أحمد محمد غنيم ترويها والدته وتبدأ من يوم ولادته فتحكى: محمد الابن الكبير أول فرحتى فى الحياه كلها، عرفت طعم أى حاجة حلوة فى الدنيا وهو بيكبر أمام عينيى، وكل حاجة حلوة كانت له، مش ممكن أنسى فرحتى يوم ولادته فى ١٩٨٩/٩/٥ وكمان أول يوم دخل مدرسة كوبرى القبه الابتدائية بإدارة حدائق القبة التعليمية وكان عمره ٦ سنين وكان متميزا ومتفوقا جدا فى دراسته وكان يطلع الأول على المدرسة ووصل للصف الخامس وكانت هى نهاية المرحلة الابتدائية فى هذا العام، ودخل مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية بنين بإدارة الزيتون التعليمية، وكان الجميع يشهد له بالتفوق وحسن الأخلاق، وخلص المرحلة الاعدادية وكان متفوقا جدا فى دراسته ودخل بعدها مدرسة القبة الثانوية العسكرية بنين بإدارة الزيتون التعليمية، وكان كل أمله وهدفه الوحيد إنه يلتحق بالكلية الحربية، وبدأ فعلا وهو فى المرحلة الثانوية إعداد نفسه بالتدريبات العسكرية وساعده على تأهيله عسكريا إن المدرسة أصلا عسكرية، ومع ذلك كان بيتمرن فى مركز شباب الجزيرة لعبة الكاراتيه ووصل فيها للحزام الأسود، ولم يتوقف عن التدريبات فى النادى حتى إنه بعد نجاحه فى الثانوية العامة من مدرسة القبة وبدون تفكير سحب ملف الحربية وقدم كل أوراقه المطلوبة، وكل يوم عنده اختبار فيه قبل ما ينزل من المنزل يقولى ادعيلى يا أمى، وكنت بدعى له، وبعد ماخلص كل الاختبارات ومنتظر النتيجة على أعصابه وكل خوفه إنه لا يقبل فى الكلية الحربية لكن الله سبحانه وتعالى أراد له كل الخير وتلقيت مكالمة على التليفون الأرضى بالمنزل بقبول الطالب محمد احمد محمد غنيم ضمن الطلبة المقبولين بالكلية الحربية، وديه كانت الفرحة الثالثة فى حياتى ربنا فرح قلبى بيها علشان ابنى، كان فعلا يوم عيد وفرحه بالنسبة له وللأسرة كلها، كان فرحان جدا رغم التدريبات الشاقة فى الكلية بس كان يقول لنا دى كلية الرجالة كان سعيد جدا، وقضى سنوات الكلية على خير وتخرج فى الكلية فى يوليو ٢٠١٩ ولقيت أجمل وأحلى ظابط يوم تخرجه يوم ما علق النجمة على البدلة فى اليوم ده كنت أسعد إنسانة فى الدنيا كلها كنت ماشية معاه وأنا رافعة راسى لفوق وحسيت إنى بقول للناس كلها إن ده ابنى وحبيبى كنت فخورة جدا به، وبعد التخرج التحق يقوات الصاعقة بسلاح المشاة، طبعا كان يسافر وييجى على حسب شغله، وعرفت انه هيقضى سنتين فى سينا كنت قلقانة جدا لكن هو كان فرحان وسعيد بذهابه لسيناء، حتى قامت أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وطبعا كمل فى سيناء كلها فى رفح والشيخ زويد والعريش وجميع المناطق هناك لمدة ثلاث سنوات، وكل ما غخاف عليه أكتر يقولى ادعى لى يا امى كنت بدعى له وقلبى من الخوف والرعب يموت كل ما اسمع واشوف الإرهابيين والخونة بيعملوا إيه فى أولادنا، وانا معرفش غير إنه فى شغله، ولو سألته عن حاجة وأقوله خايفة عليك كان يضحك ضحكة جميله قوى ويقوللى ماتخافيش يا ماما وكل ما أقوله أنا خايفة على البلد وخايفة هيموتونا وهيعملوا فينا ايه تانى كان يقوللى ماتخافيش على مصر طول ما احنا موجودين احنا نقدر نحميها مصر فيها رجاله يا غمى، اوعى تخافى وانا موجود، كان بيخاف على والده واخواته جدا لو اى حد منهم تعبان يجرى به ولو مش موجود يبعتلى حد من أصحابه، تتوقف الأم البطلة وتنظر بعيدا طويلا وتتحدث لشهيدها وعينيها يملؤها الدمع قائلة:» ياااه كنت حنين علينا كلنا يا محمد».

وتعود الأم البطلة لنا من جديد تستكمل حكاية البطل: محمد كان كل حاجه فى حياتنا، ولما كان ينزل إجازة لازم يشوف أصحابه كلهم،وكل العيله كان يكلمهم بالتليفون لأنه مش هيقدر فى الإجازة يشوف الناس كلها، لكن كان لازم يزور أولاد عمه لان عمه متوفى ويروح ويقول لوالدتهم أنا جاى اشوف اخواتى لو عايزين حاجه، فعلا رجل عشان كده طلب ضمه إلى المأمورية فى سينا فى العمليه الشاملة لسينا ٢٠١٨ ومن غير ما يقول لنا أنه مسافر أخفى علينا هذا الخبر وقال إنه رايح مشروع وهو فى مأمورية لعملية حق الشهيد ولم أعرف أنه فى سينا إلا يوم الاستشهاد.
وعن هذا اليوم تحكى الأم البطلة: محمد كان فى القوات الخاصة، وبعدها كان فى التدخل السريع هو كان قائد سرية ذهبوا لسيناء عشان يجيبوا حق إخواتهم اللى غدروا بهم الجماعة الإرهابية وفى يوم ٢٠١٦/١٠/٢٩ حدث ما لم أتخيله ولا أتوقعه فى اليوم ده قرأت خبر استشهاد ابنى من ع النت وأنا لا أعرف انه فى سيناء، فى هذا اليوم كان فيه هجوم من الإرهابيين وخرج محمد مع جنوده لمكافحة الخونة وكان واقف على البرج جندى مجند ومع كثرة الضرب والتعامل خاف على الجندى طلع هو البرج ونزل الجندى جوه العربية وعرفت أنه قتل من الخونة كتير جدا لكن يشاء القدر أنه يجيله طلقة قناصة من واحد خسيس جبان بيضرب وهو مستخبى لكن لو هو أمامه كان قدر عليه لان احنا فى جيشنا كلهم رجالة مفهمش خسيس ولا جبان وأخذ الطلقة فى الجبهة ونفدت من الناحية الأخرى واستشهد فى الحال، تبكى الأم وتشير إلى جبهة البطل على وهى متمسكة بصورته كأنها طوق نجاة لها وتقول: » هنا الطلقة جات هنا مطرح ما بيسجد لله»، وتنهمر دمعات الفراق المطمئنة برحمة ربها على وليدها لتمسح بيمينها تلك الدمعات وتعيدها على جبهة وليدها ثم تقبله وتحدثه:» أنا عارفة انك فى الجنة يا ابنى ومش زعلانة من قدر الله، بس انت واحشنى اوى اوى «. بعد أن تركنا الأم فى حديثها مع وليدها لفترة، عادت إلينا تتحدث عن يوم استشهاد البطل: وانتظرته فى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، واستقبلوه بالتهليل والزغاريد، حتى ان رأيته، وسبحان الله هو ده حسن الخاتمة رايت الوجه الجميل المبتسم البشوش واحتسبته عند الله شهيد، وذهبت تانى يوم للمستشفى ورايته مره أخرى وخرجنا بالجنازة العسكريه وذهبت معهم لدفن الشهيد وفى هذه المره انا اللى زغردت لحبيب قلبى عريس الجنه، أبنى الشهيد الرائد محمد أحمد محمد حبيبى نور عينى، خلانى مش أم عادية،لا، خلانى أم البطل.