رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

القنصل الصيني بمصر في حواره لـ«االبوابة نيوز»: بكين أكبر شریك تجاري للقاهرة.. والدولتان نجحتا في التغلب على آثار كورونا

القنصل الصيني بمصر
القنصل الصيني بمصر جياو لي يينغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمر  العلاقات بين القاهرة وبكين بعصرها الذهبي، ويوجد تطابق بين مصر والصين في المفاهيم التنموية من خلال  «رؤية مصر 2030»  ومبادرة «الحزام والطريق»، كما وتعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 12.6 مليار دولار في عام ٢٠٢١ بزيادة ٧١٪ مقارنة بعام ٢٠٢٠.
وفى ضوء المتغيرات الاقتصادية التى يشهدها العالم وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية ومستقبل العلاقات مع مصر وأفريقيا أجرينا هذا الحوار مع القنصل الصيني بمصر، جياو لي يينغ. وأكدت أن يواجه العالم الیوم خطر إعادة الانقسام والمواجهة.. وإلى الحوار.

  • في رأیكم ھل سیؤثر الصراع بین روسیا وأوكرانیا، والعقوبات ضد روسیا، على تنمیة العلاقات الودیة بین الصین ودول العالم، وھل ستتأثر تنمیة الاقتصاد الصیني؟

في عالم الیوم، تتشابك التغيرات مع وباء القرن الحالي، مما یجلب المزید من التحدیات العالمیة، وفي الآونة الأخیرة اندلعت الأزمة الأوكرانیة، الأمر الذي یزید من التعقید والاضطراب للأوضاع الدولیة التي كان يكتنفها عدم الیقین أصلا.

في مثل هذه الفترة الخاصة ستواصل الصین باعتبارها دولة كبیرة مسئولة، ترفع رایة تعددیة الأطراف عالیا، وتعمل مع كافة الدول المحبة للسلام والراغبة في التنمیة یدا بید على مواصلة تعزیز التضامن والتعاون لمواجهة التحدیات المختلفة، وتواصل الدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشریة، وتبذل جهودا لفتح مستقبل مشرق وجمیل للعالم.

في ظل المخاطر والتحدیات المتعددة، استطاع الاقتصاد الصیني الحفاظ على زخم جید للتنمیة في عام 2021، وقد تم تحقیق إنجازات جدیدة على المستوى الاقتصادي الكلي والمستوى الفردي، وسجل حجم الواردات والصادرات من تجارة السلع رقمًا قیاسیًا مرتفعًا جدیدًا. ولم تتغیر أساسیات التنمیة الاقتصادیة للصین التي تتمتع بمرونة قویة وإمكانیات كبیرة وتحسن طویل الأمد، كما لم یتغیر الاتجاه المستقر للانتعاش الاقتصادي الصیني.. نحن على ثقة بأنه یمكننا تحقیق هدفنا التنموي البالغ حوالي 5.5٪ من النمو الاقتصادي هذا العام.. في الوقت نفسه  یسعدنا كثیرا في السنوات الأخیرة رؤیة مصر تحت القیادة الحكیمة للرئیس عبد الفتاح السیسي تعمل على التنسیق بین جهود الوقایة من الوباء المستجد والسیطرة عليه، والتنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة، وتحرز إنجازات رائعة في البناء الوطني.

إن الصین على استعداد للتعاون مع مصر للسیر یدا بید على طریق السعي وراء التنمیة، وتعمیق التعاون العملي باستمرار في مختلف المجالات، والتحرك بحزم نحو هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك الصیني المصري في العصر الجدید.

  • لماذا قدمت الصین اقتراح بمبادرة “الحزام والطریق”؟ وباعتبار روسیا وأوكرانیا دولتين تقعان على طول "الحزام والطریق"، في رأیكم ھل سیؤثر الخلاف بينهما على بناء "الحزام والطریق"؟

في عام 2013، اقترح الرئیس الصیني شي جینبینغ البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطریق"؛ بهدف التركیز على التواصل والترابط؛ وتعمیق التعاون العملي؛ والعمل معًا لمعالجة مختلف المخاطر والتحدیات التي تواجه البشریة؛ وذلك لتحقیق المنفعة المتبادلة  والفوز المشترك والتنمیة المشتركة.

على مدى السنوات التسع الماضیة، حقق البناء المشترك لـ "الحزام والطریق" نتائج مثمرة وتطور من مجرد “مفهوم” إلى “واقع عملي”، وأصبح منصة التعاون الدولي الأكثر شمولا، والأكثر شهرة والمنتج العام الدولي الأكثر شعبیة.. على الرغم من تأثیر الوباء وعوامل أخرى، حافظ البناء المشترك لـ "الحزام والطریق" على زخم جید.. في الوقت الحاضر، بلغ عدد أعضاء مبادرة “الحزام والطریق” 180 عضوًا، وتتقدم المشاریع الرئیسیة للمبادرة بطریقة منظمة، وهناك العدید من النقاط الإیجابیة للتعاون في مكافحة الوباء.

سنعمل مع المجتمع الدولي على مواصلة الدفع ببناء "الحزام والطریق" بجودة عالیة، بما یجعل "الحزام والطریق" "حزاما للتنمیة" یخدم العالم، و"طریقا للسعادة" یعود بالخیر على شعوب الدول.

  • ما  الدور الذي تضطلع بها الشركات المتوسطة والصغیرة ومتناهية الصغر تجاه الاقتصاد الصیني؟ وما الدروس التي یمكن أن تستخلصها  مصر من تجربة الصین في مجال التنمیة الاقتصادیة، ولا سیما تنمیة الشركات الصغیرة ؟

في الوقت الحاضر، یمثل عدد من الشركات المتوسطة والصغیرة ومتناهية الصغر أكثر من 99 ٪ من إجمالي عدد الشركات في الصین، وهناك نحو 100ملیون وحدة من أصحاب الأعمال التجاریة الفردیة من إجمالي 150 ملیون وحدة من كیانات السوق، مما أدى إلى توفیر قرابة 300 ملیون فرصة عمل.. لطالما دأبت الحكومة الصینیة على إیلاء أولویة عالیة لتنمیة الشركات المتوسطة والصغیرة ومتناهية الصغر، وقدمت مجموعة من سیاسات الدعم، فمن ناحیة قامت بخفض عتبة الدخول للسوق الصینیة بالنسبة للشركات الصغیرة والمتوسطة الحجم، وتعزیز المنافسة العادلة، وتحسین المناخ التجاري بشكل كبیر، وذلك عن طریق تبسیط الإجراءات الإداریة وتحویل الصلاحیات للسلطات المحلیة، وتجدید الرقابة، وتقدیم خدمات فعالة، ومن ناحیة أخرى إتاحة تخفیض الضرائب والرسوم، والقروض الصغیرة والمتناهية الصغر، وتأمین ائتمان الصادرات، وغيرها  من الدعم المالي. في مواجهة التأثیر الشدید للوباء المستجد على الشركات الصغیرة والمتناهية الصغر، وأتاحت الصین أكثر من 40 سیاسة دعم، وستواصل تنفیذ سیاسات المساعدة العملیة مثل التخفیضات الضریبیة، والدعم المالي، وخفض الإیجارات للمرافق، وذلك لتمكین الشركات الصغیرة والمتناهية الصغر للتغلب على الصعوبات.

في ظل الوضع الوبائي الراهن، ما آخر تطورات التعاون الاقتصادي والتجاري بین الصین ومصر؟

في ظل التوجیه الاستراتیجي لرئیسي البلدین، نجحت الصین ومصر في التغلب بنشاط على تأثیر الوباء وتعزیز التعاون الاقتصادي والتجاري بین الجانبین لتحقیق نتائج جیدة.. في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2021، بلغ حجم تجارة السلع بین الصین ومصر 19.97 ملیار دولار أمریكي، بزیادة سنویة 37٪، مسجلا رقمًا قیاسیًا مرتفعًا جدیدًا.

تظل الصین أكبر شریك تجاري لمصر وذلك للعام العاشر على التوالي، ففي الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2021، بلغ حجم الاستثمار الصیني المباشر الجدید في مصر 223 ملیون دولار أمریكي، بزیادة  1.5 % عن العام السابق، وقامت شركة سینوفاك بیوتیك بالتعاون مع الشركات المصریة ببناء أول خط إنتاج محلي للقاحات كوفید-19 في أفریقیا، بقدرة إنتاجیة سنویة تبلغ 200 ملیون جرعة، واجتذب مشروع منطقة السویس للتعاون الاقتصادي والتجاري بین الصین ومصر"تیدا" 120 شركة، تعمل معظمها  بشكل جید، في حین تم الانتهاء من تجهيز عدد 10 أبراج إداریة، وتم وضع هيكل السقف الفولاذي للبرج الأیقوني، في مشروع بناء منطقة الأعمال المركزیة بالعاصمة الإداریة الجدیدة، الذي یبلغ ارتفاعه  385 مترًا والذي یعد بمجرد اكتماله أطول مبنى على مستوى أفریقیا. 

  • ما التقدم الذي تم إحرازه في "البرامج التسعة" للتعاون الصیني الأفریقي، وماذا عن آفاق الاستثمار والتعاون الصیني مع أفریقیا؟

یعد العام الماضي عاما مثمرا للتعاون الصیني الأفریقي، حیث نجح الجانبان في عقد الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصیني الأفریقي، الذي أعلن فیه الرئیس الصیني شي جینبینغ "البرامج التسعة" حول التعاون مع أفریقیا والدفع ببناء المجتمع الصیني الإفریقي للمستقبل المشترك في العصر الجدید، مما ضخ قوة دافعة جدیدة لتطور العلاقات الصینیة الأفریقیة.. كما یعد العام الجاري عاما لبدء تنفیذ مخرجات الاجتماع الوزاري، سنبذل جهودا لتكریس "روح الصداقة والتعاون بین الصین وأفریقیا"، وسنركز الجهود مع الدول الأفریقیة لتعزیز التحول والارتقاء بالتعاون الثنائي في مجالات مثل الصحة، وتحسین معیشة الشعب، والتنمیة الخضراء، والاقتصاد الرقمي، وبناء القدرات، وتسریع وتیرة بناء "الحزام والطریق" بجودة عالیة، وتحقیق حصاد مبكر لـ"البرامج التسعة".

ستسعى الصین خلال السنوات الثلاث القادمة إلى وصول القیمة الإجمالیة للواردات من أفریقیا إلى 300 ملیار دولار، ودفع الشركات الصینیة للاستثمار في أفریقیا بحجم لا یقل عن 10 ملیارات دولار، وتشجیع الشركات الصینیة في أفریقیا على توفیر فرص عمل محلیة بما لا یقل عن 800 ألف وظیفة، مما یساھم في دعم التعافي الاقتصادي والتنمیة المستدامة في أفریقیا بخطوات ملموسة.