الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداع.. "ما قاله لي الاكتئاب" قصة لندى داود

ندى داود
ندى داود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 لطالما كنت مناصرة للدعم النفسي وإزالة وصمة العار التي تحيط بالمرض النفسي، كنت أسمع كلمات التشجيع من قبيل كن قويًا، لا شيء يستحق أن تودي بحياتك لأجله، اتصل بالخط الساخن، استشر طبيبًا نفسيًا، تكلم مع شخص تثق به، الانتحار ليس حلًا وكل هذا الهراء،.. إلى أن أصبت بالاكتئاب. 

واجهت الواقع مباشرة، ودون مقدمات أو تحذير، أصبحت بلا طاقة وبلا حياة، شعرت أني خالية من كل المشاعر ومليئة بكل المشاعر، جائعة طوال الوقت وآكل الكثير إلى أن أمرض لدرجة الظن أني أعاني من اضطراب في الشهية، قلة تركيز واستيعاب، شعور بالنعاس طوال الوقت، وتأخر في الدراسة رغم أنني طالبة ملتزمة ومتميزة طوال سنوات التعليم في حياتي، زاد كرهي لنفسي و أصبح نفورًا وقرفًا، رغبة في البكاء وعدم القدرة عليه، أو البكاء غير المبرر وغير المتوقف وصولًا إلى التفكير في الموت والأفكار الانتحارية وإيذاء النفس.

 لم أقم بإيذاء نفسي جسديًا قط لأنني جبانة، لكن آذيت نفسي بعمل أشياء أعلم أن لها عواقب تجرحني، وبعد أن أصبحت داخل التجربة التي لم أظن أبدًا أنني سأصبح بها، تلاشى كل الكلام الذي كنت أسمعه، لم أهتم إن كان ألمي حقيقيًا، لم أهتم إن لم يكن الموت حلًا، أحسست بالعار والخزي من نفسي، ولم أقدر على مواجهته، لم أهتم بطلب المساعدة أو الشكوى وصدقت ما قاله لي الإكتئاب. 

قال لي الاكتئاب: لطالما كنت بشعة وسيئة الخلق. لن يهتم أحد بمعاناتك. معاناتك ليست حقيقية. أنت عبء على من حولك. صديقاتك يكرهنك. تفسدين كل شئ بغبائك. أقنعني الاكتئاب أنني أنا السيئة، والشريرة في قصتي، وربما أنا كذلك. لم أسامحني قط على سوء معاملتي لنفسي، وقد أسامحها إن وصلت لتصالح معها لدرجة أن أصبح الشخصية الرئيسية في قصتي، لا الشريرة. لطالما كتبت عن نفسي منذ صغري. وأنا اكتب قصصًا عن نفسي وعن عائلتي وعن حياتي أو عن شيء واجهني. وكانت هذه أشياء تافهة جدًا حينها، لكن الآن أظن أن الكتابة هي أفضل طريقة أعبر بها عن آلامي وأحزاني، فإن سألني أحد أن أقرأ هذا بصوت عالٍ أو ألخصه فسوف أجري بأقصى سرعة وأختبئ بخزانتي، أو كما تعودت بحمام المدرسة حيث بكيت كثيرًا وسمعت بكاء بنات أخريات. المراهقة شئ صعب جدًا، ولا أصدق أنني سأشتاق لها في يوم من الأيام.