الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أما عن أمي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وإني يا أمي لا أعرف ماذا أكتب وكيف أرتب الحروف! قرابة الـ40 سنة وأنا أحاول أن أبحث عن مفردة أكثر من «الحٌب» حتى أكتبها، قرأت لكل الشعراء فوجدتهم رغم اتساع خيالهم يقفون عند آخر مفردة عبرت بها فسامحيني يا أمي إذا كنت لا أستطيع أن أُحبك أكثر من ذلك، فأكثر من ذلك سوف أكون في ورطة أمام الله!

أعرف أن يوما ما سوف نتصافح وداعا ولا شئ يؤرقني غير ذلك أخاف على احتراق قلبك إذا ما كنت أنا المُودَع وأخاف من احتراق قلبي إذا كنت أنا المُودِع، وأناشد الله لطفا أن نسير سويا إلى أبي كما كنا دائما سويا.

بالأمس يا أمي رجوت الله ولا تقولي لي كعادتك حرام فمن لي غيره حتى أرجوه وأسأله هو يقبل مني الرجاء والسؤال فلا ضير في سؤال طفل يتعلق بطراطيف ثياب أمه: «أمن المُمكن يا الله ألا تموت أمي!» أو يارب عدني أننا إذا افترقنا أن يكون لنا لقاء.

وأمي لمن لا يعرف أمي جبل صبر ونهر حب ويم من الحنان، أمي توضأت من رحمة الرحمن قبل الآذان بزمان.

أٌمي كفها عنبر وبراجم إصبعها الياسمين.. أمي أنفاسها كروائح الريحان، خفيض صوتها تسبيح، وجهور صوتها قرآن.
يقولون أننا في عٌمرنا نظل نبحث عما بداخلنا من إنسان، عن أفضل صورة نللقا بها الله.. أنقياء.. أتقياء.. أطهار.. اٌمي كانت ذلك منذ أن كانت وطيلة تلك السنوات تغسل الماء بالثلج.
يقولون أن صراعا كان هناك قبل أن يُبنى الجسد بين الروح والنفس.. بين الإيمان والكٌفر.. بين الخير والشر.. أٌمي كانت تحتسي الحٌب وتنثر منه رذاذًا على وجه الأرض.
يقولون أن البشر حينما وطأت أقدامهم الأرض اقتطعوا من ورق الشجر ليحيكوا إزاراتهم، أما أمي فالورد الإبري كان خٍياطا والفٌل الثوب.