رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

وزير الأوقاف: فهم حقيقة الموت دافع حقيقي لعمارة الكون

وزير الاوقاف
وزير الاوقاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صرح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، أن فهم حقيقة الموت فهما صحيحا دافع حقيقي لعمارة الكون، فمن خلق الموت والحياة هو من يحاسبنا على أعمالنا يوم أن نلقاه، وهو من أمرنا بالعمل وعمارة الكون حتى آخر نفس في حياتنا، فديننا دين مفعم بالحياة، لم  يجعل من فلسفة الموت عائقًا لعمارة الأرض وصناعة الحضارات، بل جعل منها أكبر دافع للعمل والإنتاج وبناء الدول، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً ، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها" (أخرجه أحمد ). 


وقال "جمعة"، إن مع تيقن الموت نحن مطالبون بعمارة الكون، وإذا لم تدرك ثمرة عملك في الدنيا فستدركها في الآخرة، ألم يقل نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" (صحيح مسلم) ، حيث يمتد الثواب بامتداد هذا النفع ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه : من علَّم علمًا، أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّثَ مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه " (أخرجه البيهقي )  والثواب هنا أيضا ممتد بامتداد النفع. 
 

وأوضح وزير الأوقاف، أن الموت للمؤمن ليس عقدة وليس عائقًا، لأن المؤمن يدرك أنه سيجني ثمرة عمله إما في الدنيا وإما في الآخرة وإما فيهما معًا، ليقينه  بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، حيث يقول الحق سبحانه:" إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" (الكهف : 30) .
 

وأكد الدكتور محمد مختار، أن تذكر الموت لدى غير المؤمن فمن الممكن أن يكون وسيلة يأس وإحباط أو انصراف عن العمل، لظنه أنه قد لا يستفيد من جهده، كونه لا يفكر إلا فيما يستفيد هو منه   أو ينتفع به  في عاجل أمره. 
 

مردفًا: و الموت عند المؤمن فدافع قوي له لعمارة الكون وصناعة الحضارة ومحفز له على العمل والإتقان ، حيث يتذود  المؤمن بعمارة الدنيا لرضا  ربه عنه في الدنيا والآخرة، وهو  مطالب أيضا بأن يذر ورثته أغنياء، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " إنَّك إنْ تَذَرْ وَرَثَتَك أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ " (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

وقال "جمعة"، إن الموت عند المؤمن انتقال لا انتهاء، حيث يعمل المؤمن على أن يأخذ  من دنياه لآخرته، وزاده الحقيقي هو عمله الذي قدمه سواء أكان لنفسه أم لأبنائه أم لوطنه أم لأمته.

وأكد وزير الأوقاف، أن تذكر الموت يدفع المؤمن لحسن المراقبة في سره وعلنه، راقبناه أم لم نراقبه، لأنه يراقب من لا تأخذه سنة ولا نوم، حيث يقول الحق سبحانه: " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ  لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ  لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ  مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ  يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ  وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ  وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ  وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا  وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" (البقرة :255) ، ويقول سبحانه :" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ  وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ  فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ  وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا  إِلَّا مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ"  (آل عمران: 185).