الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رئيس المركز الكاثوليكي في حواره مع «البوابة نيوز»: كل الأديان تنبذ العنف والخطيئة وتعلي القيم السامية.. مؤتمرات وندوات المركز أشبه بحفل للوحدة الوطنية

الأب بطرس دانيال
الأب بطرس دانيال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يقدم الأب بطرس دانيال نموذجاً لرجل الدين المتفتح الذي لا يكتفي بالصلاة وإقامة الشعائر الدينية بل يدرك أن لديه رسالة اجتماعية لا تقل أهمية عن أي شىء آخر، إلي أن أصبح رئيس المركز الكاثوليكي للسينما المصرية، وفي ظل الأحداث الجارية التقته "البوابة نيوز" فى هذا الحوار للحديث باستفاضة حول العديد من الأحداث والقضايا: 

- كرجل دين يشاهد ما يحدث للأطفال حول العالم ما الذي تتبعه الكنيسة الكاثوليكية للحفاظ علي هؤلاء الصغار؟

نحن كرجال دين نجتمع دائما لإجراء تقييم عام لهذه المعركة ضد جرائم الأطفال واجبنا هو العمل بكل قوتنا حتى تكون هناك بالفعل نتائج ملموسة للغاية ولكن أحيانا نقف جميعا عاجزين أمام الأحداث الصعبة ولكن نسعي لإنهاء صراعات الأطفال.

  • ما رأيك في الحوار المسيحي الإسلامي؟
    الحوار المسيحي الإسلامي ليس أمرا سهلا كما يعتقد البعض ولكنه مهم جدا و له تأثير كبير على المستقبل لأننا نحتاج إلى حوار ديني مستنير له صفات محددة فهو أولا حوار إنساني جاد وملتزم يغير الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الآخر ويبعث الأمل في النفوس نحو عيش في مجتمع تسوده المودة والإخاء والعدل والمساواة والحرية والمحبة. 
  • - لماذا تحرص على جمع المسلمين بالأقباط في الاحتفالات؟
    حفلاتي تضم العشرات من الفنانين ورجال المجتمع مسلمين ومسيحيين وأي حفل يكون  أشبه بحفل للوحدة الوطنية الحقيقية وقد شاهدت بعيني حرص كل من وجهت لهم الدعوة للحضور وسعادتهم بالمشاركة وأنا أري أن ذلك هو تجديد الخطاب الديني.
  • ما هو دور المركز الكاثوليكي للسينما؟ 
    نحن نقيم مهرجاناً لفرق الدراما للشباب، وللأفلام القصيرة، ونحتفل بيوم اليتيم، وتقديم العروض الفنية والهدايا للأطفال بالإضافة إلي إقامة يوم للعطاء لتكريم كبار نجوم الفن والمسنين والمرضى، ويوماً للأديان يجتمع فيه رموز الأديان في يوم للتسامح والعطاء، وأصبح يلعب دورًا مجتمعيًا مهمًا فى الوقت الحالى، عبر تكريم النجوم الكبار وزيارة المرضى منهم، وحث الفنانين على زيارة المرضى فى المستشفيات للتخفيف عنهم، وتسليط الضوء على السينما النظيفة، وتشجيع الشباب الموهوب، من خلال مهرجان الأفلام القصيرة.
    - لماذا تحرص على عرض أفلام ترفع أسهم المهرجان؟
     نحن لا نختار إلا الأفلام الأخلاقية التي تقدم فنا يليق بالمشاهد الذي يأتي إلينا وهو علي يقين أن ما يقدمه المركز يناسب الجميع سنا وخلقا وهذه ميزة، رغم من يهاجم المهرجان بسبب ذلك، فذات مرة، اعترض أحد النقاد على أنشطة المركز، قائلًا إنه لا يوجد ما يسمى السينما النظيفة، وتساءل: ما علاقة مركز كاثوليكى بالفن؟ فاتصلت به هاتفيًا، وسألته: هل يعرض المركز أى فيلم عنيف أو دون المستوى؟ فأجابنى: لا، فسألته: فلماذا تعترض؟ وبينت له دور المركز، وأننا جهة خاصة ومميزة وتشجع الفن والآن ما يحدث في الأفلام هو نتاج ما دعينا إليه وأننا بحاجة لسينما نظيفة حقا.
  • الدين مع الفن كيف تقوم بهذه التوليفة؟
    من الذي قال إن الدين يتعارض مع الفن، الدين مشارك فى كل ما نراه اليوم من فن وجماليات فى العالم كله، ويمكن أن نرى ذلك فى الفن العظيم داخل الكاتدرائيات العالمية، الدين قدم الموسيقى والرسم والتمثيل، نحن نختلف فقط مع الأفلام التى تهين المعتقدات، فلا مانع لدينا من تناول المسيحية فى الأفلام، ولكن دون إهانة، وهذا نوع آخر لتجديد الخطاب الديني.
    - وهل الفن لديه قدرة على محاربة الإرهاب؟
    الفن لديه قدرة علي كل شىء، فأي شىء في الحياة نستطيع تغييره بالفن كقوة ناعمة ومنه نستطيع أن نتقبل الآخر واختلاف الآراء، وإننا جميعًا نحتاج بعضنا بعضًا، ولا يجب أن تكون بيننا مشاعر سلبية أو ضغائن، بل نعمل معًا لإنتاج عمل مفيد للجميع، والفن أيضًا هو أفضل وسيلة لإخراج الطاقات من الإنسان، فكل من يمارس الفن يصبح مشغولًا ليلًا ونهارًا بفنه، ويستثمر وقته للتفكير فى الإبداع والجمال، ومن هنا تأتى ضرورة أن تهتم جميع المؤسسات وقصور الثقافة ومراكز الشباب بتشجيع الشباب على ممارسة الفن بشتى صوره.
    - هل الفن والموسيقي علاج للأمراض؟
    الموسيقى أروع أنواع الفنون لا أحد قلبه صافيا يكره الموسيقي، الموسيقي فن هادف وراق وإلا لم يقم البعض باستخدامها كنوع للعلاج وهي تستخدم في  تهدئة الأعصاب، فهى من أكثر الفنون تأثيرًا على الحالة النفسية للبشر، ففى المستشفيات الكبيرة يجعلون النساء الحوامل يسمعن الموسيقى الكلاسيكية، خاصة موسيقى العبقري النمساوى موزارت وهي  تساعد على تحسين المزاج ورفع معنويات المريض ومساعدته ليجد راحته النفسية، الأمر الذى يساعده كثيرًا للاستجابة للعلاج، ويظهر هذا جليًا مع مرضى الأورام، كما أن للموسيقى سحرًا عجيبًا لمن يمارسها.
     - كيف ترى الكنيسة الشخص المثلي؟
  • كل الأديان تجرم وترفض ذلك الفعل ولكن كل إنسان في الدنيا هو ابن لله، فالميل الجنسي المثلي هو خلل أو اضطراب في الهوية الجنسية أو النوعية لهذا الشخص، وهو عرض لنقص الحب، سواء كان بالنسبة للشاب من والده وهو طفل، أو الفتاة من والدتها وهي طفلة، أو سيطرة الأم على طفلها وتعلقها بها الزائد، فتنقص من دور الأب في حياة هذا الطفل، فلا يخطو إلى عالم الذكورة ويمكن أن يكون نتيجة الاعتداء الجنسي على هؤلاء، لذا فهذا الشخص هو ضحية لظروف أحاطت به، ولكن علينا نبذ ذلك لأنه وارد أن يكون أحيانا بإرادة الرجل أو الفتاة وعندما نقوم بطرح هذه الأعمال علينا أن نقدمها بشكل مرفوض ومنبوذ وأن نقدمها على  أنها ضد الإنسانيه، وتوجد نصوص بالكتاب المقدس تعلن رفض الإنسان المثلي ولا يقبل كجزء من جسد الكنيسة مثل “لا تضاجع ذكرًا مضاجعة امرأة" (لاويين 18: 22)
  • ما هو رأي الكنيسة في زواج المثليين؟
  • أنا مهتم بتوضيح هذا الشأن جدا فالكنيسة ترفض زواج المثليين رفضا قطعا ورغم محاولات الجميع خارج مصر بالقبول إلا أنه تم رفضه، لأن الكتاب المقدس واضح فيما يخص الزواج وهو أن يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدا واحدا، فإذا كان الله يقبل بزواج المثليين فكان خلق الله في البداية أكثر من اثنين وكان سمح بذلك، بل وذكر ذلك في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، والسبب الثانى أنه علميا ومنطقيا، إذا كان الله يريد ذلك كان قام بتعديل للجهاز التناسلي للرجل والمرأة وليس بالشكل المخلوق من الأزل، فخلقهم لذلك من البداية ذكرا وأنثي بشكل متكامل جسديا وجنسيا.
  • ما دور الأب والأم ورعاة الكنيسة لتوصيل الحب لأولادهم وبناتهم حتى لا يصلوا إلى مرحلة الاضطراب؟

الأب والأم هما المسئولان عن تقديم مجتمع من الحب داخل البيت، وعليهما أن يزرعا في البيت الحب والغفران والاحتمال والتواجد والاهتمام لأطفالهما لتقديم نماذج سوية، لأن من الصعب أن يوجد طفل لديه هذه المشاعر الخاطئة، وبالنسبة لرعاة الكنيسة، أقول لهم في إيديكم العلاج  فكل راع عليه أن يقدم الحب والقبول لكل أولاده بلا شرط وبالتالي سوف يقدم الشفاء لجميع الخطايا، كما أن الخيانة الزوجية مرفوضة تماما فهي  تنهى الزواج تمامًا. 

  • ما السبب وراء تلك الخيانات؟
    أقول لهما أنتما جسد واحد، وما جمعه الله لا يفرقه إنسان، اخترتما بعضكما بقرار مشترك، وحينما وقفتما أمام المذبح، وتم الإكليل، أصبح السيد المسيح فى وسطكما وبداخلكما ومسئولا عنكما وللمخطئين أقول ابحثا عن الخطية التي جعلتكما تبعدان عن بعضكما أو الخطأ الذى سبب الخصام، وعالجاه بهدوء وحكمة، دون عناد أو انتقام، لأن الله لا يحب المتخاصمين، ولا تجعلا الشيطان يضحك عليكما، فيجركما لطرق لا يوجد فيها السيد المسيح، قدما توبة، اقرآ الإنجيل كل يوم، ودائمًا تذكرا وصايا الله لكما، وأنا متأكد أنكما ستعودان إلى بعضكما فورًا.

 

272195972_732570604387990_1402838557385029575_n
272195972_732570604387990_1402838557385029575_n