الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السيسي وكنوز مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أسعدني كثيرا قرار البدء في تنفيذ أول مصفاة ذهب معتمدة في مصر، حيث سبق لي العمل في مجال تجارة الذهب والماس، وعرفت وقتها أن الذهب هو العملة الحقيقية في العالم، وتابعت زيادة قيمته اقتصاديا بمعدلات ضخمة مقارنة بالعملات الورقية التي يسهل طباعتها بالبنوك المركزية ثم تداولها في الأسواق فتنخفض قوتها الشرائية بمرور الزمن بعكس الذهب الذى يحتاج إلى مجهود ضخم خلال مراحل إنتاجه، بداية من استخراجه من المناجم ومرورا بمراحل التصفية والتنقية ثم صناعة السبائك التي تظل ذهبا حتى وإن مر عليها مئات السنين.

وهو ما يفسر اهتمام المصري القديم بمعدن الذهب حتى يومنا هذا فالمرأة المصرية البسيطة تقوم بتحويل جزء من مدخراتها الى "الغوايش" الذهبية حيث قلة تكلفة مصنعيتها، وتحتفظ بها لسنين طويلة، ولا تقوم ببيعها إلا عند الحاجة الملحة وبفارق كبير في السعر.

فعندما نعلم أن سعر جرام الذهب عيار 24 في سنة 1995 كان فقط 26 جنيها وأنه وصل إلى أكثر من ألف جنيه سنة 2020 سنفهم أهمية الذهب كوعاء ادخاري والعجيب أن تلك النظرية التي تعرفها جيدا المرأة المصرية البسيطة هي نفس نظرية أكبر الاقتصاديين في العالم الذين ينصحونك بتحويل عشرون فى المائة من مدخراتك الى الذهب.

ومن خلال خبراتي في التحليل الاقتصادي والعمل في أكثر من دولة يزداد إعجابي بالرئيس عبد الفتاح السيسي في بحثه الدائم عن المال، فقد صرح ذات مرة بأن المال هو أهم شيء وهذا حقيقي، فإن كنت تريد بناء دولة لا بد من تعظيم مواردها.

لذلك عندما وجد الرئيس مناجم تنتج الذهب في مصر لم يكتفي بذلك، لكنه قام بدراسة كيفية الاستفادة القصوى من هذه المناجم، فقرر إنشاء أول مصفاة ذهب في مرسى علم، بعد أن كانت مصر تصدره خاما من منجم السكرى إلى كندا وهناك يتم تنقيته من الشوائب والمعادن الأخرى وينتج عن ذلك خسارة مصر لملايين الدولارات.

فكان قرار السيسي بوقف هذه الخسارة على الفور وإنشاء المصفاة حتى تتمكن مصر من تنقية الذهب وإنتاجه بالختم الرسمي المشهور 4 تسعات. ولم يكتفى بذلك لكنه بدأ في إنشاء أول مدينة للذهب في مصر، وبها أول مدرسة لتعليم صناعة الذهب، وأكثر من 400 ورشة متطورة لصناعة المشغولات الذهبية.

فمصر التي كانت رائدة صناعة الذهب منذ قدماء المصريين لابد وان تعود لها ريادتها في هذا المجال.

فكيف تكون المشغولات الذهبية الإيطالية أو ما يتم تصنيعه في دبى أو لبنان أشهر من المشغولات المصرية العريقة؟! وعندما أفكر بعمق فيما تقوم به الحكومة المصرية في صناعة حيوية مثل صناعة الذهب أجد أنه لأول مرة في تاريخ مصر الحديث أن تقوم الحكومة بتسليط الضوء على الموارد الثمينة لتستخرجها وتطورها لتعظيم العائد منها فهذه هي مصر الجديدة التي تدار بأسلوب الاستثمار الذكي.