الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مثقفون: مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية والعودة القوية لشباب المسرح أبرز إنجازات 2021

إيناس عبدالدايم وزيرة
إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أجمع مثقفون وأدباء وشعراء على أن العام الجاري (٢٠٢١) ؛ الذي يلملم أوراقه مؤذنا بالرحيل ؛ شهد عودة قوية في إنتاج الرواية ؛ لاسيما التاريخية ؛ مع عودة قوية للشباب على مسرح الدولة وظهور جيل جديد يمد الساحة بأعمال قيمة.

وذكر المثقفون - في أحاديث منفصلة للقسم الثقافي لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء في استعراضهم الحصاد الثقافي الذي شهدته مصر خلال ٢٠٢١ – أن العام الجاري شهد نشاطا ثقافيا ملحوظا ؛ على مستويات عديدة منها المهرجانات المسرحية ومعارض الكتب وصدور العشرات من الروايات بالرغم من تأثيرات جائحة كورونا.

واعتبروا أن القاهرة شهدت صخبا رائعا في مجالات الفكر والأدب والفنون وأنها (أي القاهرة) ؛ مجمع الفنون كلها ؛ لاتزال مستيقظة ثقافيا بما شهدته من فعاليات ثقافية وأنشطة.

فقد أكد الأديب والمترجم الكبير سيد إمام أن القاهرة ماتزال مضيئة بقواها الناعمة وأنها مدينة الأضواء والصخب ومجمع الفنون كلها وأن هناك عشرات الإصدارات التي تكمل مشوار الرائد العظيم نجيب محفوظ ولا تستعيده أو تقلده، وعشرات الروائيين والروائيات.

وذكر "إمام" أن تلك الروايات التي كانت لافتة للأنظار وظهرت هذا العام ؛ تثبت من جديد ريادة القاهرة لهذا النوع الجميل من الإنتاج الأدبي؛ مشيرا إلى أن هناك أيضًا ما لا يقل عن عشرة دواوين شعرية لشعراء وشاعرات يمكن وضعهم بسهولة وسط تقليد الشعر العالمي العظيم.

وأوضح أن العام الجاري شهد "فورة " في إنتاج الرواية والشعر، بينما نجد تراجعًا ملحوظًا في الإنتاج السينمائي الجيد بغياب أسماء مثل عاطف الطيب وعلي بدرخان.

وأضاف أن هذا العام شهد أيضًا ظاهرة الصالونات الأدبية التي تقام أون لاين، ولعل أهمها صالونا زين العابدين فؤاد ود. عبد الناصر هلال اللذين ناقشا عددًا من القضايا الثقافية والفكرية المهمة واستضافا عددًا من ألمع الكتاب والمفكرين، وبذا كسرت الحصار الذي فرضه تفشي وباء كورونا اللعين على حركة الفن والفنانين.

وأوضح أنه تم تكريم أربعة من الأدباء المنسيين وهم مصطفى نصر، وسمير المنزلاوي وسعيد نوح بالإضافة إلى الشاعر درويش الأسيوطي من قبل دائرة الثقافة بالشارقة، وهو تكريم مستحق غاب عن هؤلاء الكتاب المجتهدين سنين.

من جانبه ؛ أكد الدكتور زين عبد الهادي- رئيس تحرير عالم الكتاب - عودة الرواية التاريخية وبزخم كبير وأن هناك انفجارا في روايات الرعب والمغامرات، وهذه الأنواع الأخيرة بعيدة عن النقد والتقييم إلى أن تصبح مسارا جديا في الرواية المصرية الحديثة.

وأضاف أن من أهم الملاحظات ثقافيا استمرار لظاهرة كثيفة منذ عدة سنوات، ظهور عدد كبير من الكتاب في مجال الرواية، أغلبهم كان يعمل في المجال الأكاديمي ولازال أو في العمل الإعلامي مثل د. محمد عفيفي في روايته (يعقوب) والاعلامي شريف عارف في روايته (شارع نوبار) وعلي حسن بروايته (أنا مي زيادة).

وأشار إلى استمرار ظاهرة أدب الرعب والمغامرات، مع ظهور عدد كبير من الروايات التاريخية مثل ليلة سقوط القاهرة وشمعون المصري وغيرهما.

ونوه بأنه من المعروف أن الروايات التاريخية تتكاثر في أزمنة معينة تتعلق بحدود الكتابة، تقف على رأسهم ريم بسيوني بروايتها "القطائع " استمرار لنهجها في هذه الأعمال خلال السنوات الثلاث الماضية.

ولفت أن الحدث الأقوى ٢٠٢١ احتلال فيلم مصري هو فيلم (ريش) لمخرجه عمر زهير للمراكز الاولى سينمائيا بممثلين يقفون أمام الشاشة للمرة الأولى وحصوله على جوائز من كان والصين والجونة. وهو فيلم أشبه بالسينما المستقلة في قفزة غير متوقعة للسينما المصرية وعودتها للصدارة على الرغم من اختلاف النقاد على قيمته.

وأشار إلى أن هناك عودة قوية للشباب لمسرح الدولة وكذلك أيضا المسرح المستقل بمسرحيات متعددة سواء لتعرض في المهرجان القومي للمسرح، وهي مسرحيات عديدة، منها مسرحية " فريدة " و"أحدب نوتردام" و"التجربة الدانماركية".

وتطرق أيضا إلى عودة الدولة بمشروع ضخم في العاصمة الادارية الجديدة، حيث ظهر مشروع مدينة الفنون والثقافة الذي يضم عدة متاحف ومكتبة عامة ضخمة ودارا للأوبرا استضافت مؤخرا الفيلهارمونى النمساوي.

بدوره ؛ أكد المفكر الدكتور أحمد زايد ؛ الحاصل على جائزة العويس الثقافية ؛ أن ٢٠٢١ شهد نشاطا ثقافيا ملحوظا على مستويات عديدة منها المهرجانات السنيمائية والمسرحية، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب ؛ كذلك الإنتاج السينمائي والدراما. 

وقال زايد إنه تم نشر الكتب الثقافية والأعمال الأدبية خاصة الرواية،والترجمة من اللغات الأجنبية وإن بمعدلات أقل من الأعوام السابقة، وعقد الندوات والمؤتمرات في المؤسسات الثقافية الرسمية والمدنية والجامعات الحكومية والخاصة.

وأعرب عن أمله في أن يشهد العام المقبل مزيدا من النشاط لقصور الثقافة ومزيدا من نشر المسارح ودور السينما في الأقاليم ومزيدا من رصد التمويل من جانب الدولة للصناعات الثقافية ونشر الكتب والترجمة ؛ متمنيا أن تتحقق أمنيته التي كتب عنها وتحدثت عنها كثيرا حول ما أطلق عليه المشروع القومي للقراءة.

من جانبها ؛أكدت الشاعرة هاجر عمر، التي فازت مؤخرا بجائزة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو للشعر النسائي ؛ أن ٢٠٢١ كان عاما مليئا بالتحديات الثقافية أثرت جائحة كورونا على الكثير من اللقاءات والمهرجانات والأنشطة الثقافية وعطلت حركة السفر بالرغم من ذلك استطاعت بعض المهرجانات الصمود ولقد شرفت بحضور مهرجان طنطا الدولي للشعر ومهرجان المربد في العراق.

ورأت أنه لا شيء يمكن أن يعرقل حركة الفكر والإنتاج الأدبي وإنما كان التحدي في الأنشطة والفعاليات، لافتة إلى أن الجائحة أظهرت الجائحة أهمية التواصل الاجتماعي في النشر والتفاعل والتواصل ؛ وأشارت في هذا السياق إلى ظهور مبادرات ثقافية رائدة باستخدام برامج "الزوم".

وتمنت ؛ في عام ٢٠٢٢ ؛ مزيدا من الإزدهار في الأنشطة والفعاليات الثقافية ؛ متوقعة أن نصل إلى درجة من التعايش مع الجائحة رغم المخاوف العالمية من حدة انتشارها.

بدوره ؛ أكد الكاتب والقاص سمير الفيل أن عام 2021 كان غنيا بالفعاليات الثقافية بالرغم من جائحة كورونا، التي أغلقت بعض المسارح ودور السينما. لقد عادت الندوات من جديد.

ورصد الفيل عدة ظواهر في الحقل الثقافي ورصدتها منها الاهتمام المكثف بإعادة افتتاح بعض المواقع الأثرية وهذا له ارتباط بالعنصر الثقافي ( مسيرة الموميات ـ طريق الكباش ).

وأشار إلى أن كتاب الرواية مازالوا يرفدوننا بأعمال باهرة، منها على سبيل المثال كتابات: عزت القمحاوي، ومحمود الورداني، ومحمد ابراهيم طه، ومحمد المنسي قنديل، وعادل عصمت وغيرهم.

ولفت إلى استمرار المركز القومي للترجمة في تقديم أعماله المترجمة عن اللغات الاصلية وازدهار مهرجانات المسرح بمصر، وجدية الندوات المصاحبة وكذلك تأسيس مختبرات السرد في بعض المحافظات منها " مختبر السرد بدمياط ".

وتوقع القاص سمير الفيل من العام الجديد زيادة الاهتمام بالثقافة العلمية، وتقديم كتب مبسطة للطلائع وعودة الروح للقصة القصيرة، وظهور جيل جديد يمد الساحة بأعمال قيمة.

كما توقع نجاح اساتذة علم الفلكلور والفنون الشعبية في تقديم عناصر لرفعها على قائمة التراث اللامادي كما كان النجاح مع عنصر " الأراجوز "، وقبلها " السيرة الهلالية ".

من جانبها ؛ ذكرت الكاتبة الشابة دعاء البطراوي أن ٢٠٢١ كان حافلا بالكثير من الأحداث الثقافية، فعلى الصعيد العالمي.. حصل الكاتب عبد الرازق قرنح على جائزة نوبل في الأدب، ويعتبر أول كاتب ذو بشرة سمراء يحصل على الجائزة منذ توني موريسون في عام 199٣.

وأشارت إلى موكب المومياوات الملكية الذي أقيم 3 أبريل 2021 يعد من أهم الأحداث الثقافية العالمية التي تحدث عنها العالم، ويتضمن مغادرة 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بميدان التحرير إلى موقعها الجديد بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وهو الحدث الذي نقلته أكثر من ٤٠٠ قناة تليفزيونية من مختلف أنحاء العالم على الهواء مباشرة.

واعتبرت أيضا أن معرض الكتاب لعام ٢٠٢١ في دورته ال٥٢ يعد هو الحدث الثقافي الذي ينتظره الكثيرون، خصوصا انه تم تأجيله من يناير إلى يونيو بسبب جائحة كورونا مما تسبب في الكثير من الارتباك لدى الأدباء ودور النشر وقتئذ.

ولفتت إلى زيادة أعداد نوادي الأدب على مستوى المحافظات، واستحداث نوادي جديدة لم تكن موجودة من قبل، كذلك عودة الكثير من الفعاليات الثقافية بعد التوقف، مثل مختبر السرديات بدمياط الذي توقف لفترة طويلة بسبب جائحة كورونا، ثم عاد مرة أخرى في سبتمبر الحالي.

وتمنت في عام ٢٠٢٢ أن يحقق معرض الكتاب في دورته ال ٥٣ نجاحا مبهرا كعهده في السنوات السابقة.