السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

نموذج مشرف .. "راندا" تتوب عن تجارة المخدرات وتعمل سائقة تروسيكل في بورسعيد

راندا على التروسيكل
راندا على التروسيكل في بازار بورسعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

راندا والمخدرات.. 

تستيقظ راندا سامي جاد، صاحبة الـ 40 عامًا، صباح كل يوم، لتقود "التروسيكل" الخاص بها للتوجه إلى بازار بورسعيد الجديد لنقل الخضروات والفاكهة، بحثًا عن الرزق الحلال لتربية أطفالها بعدما أعلنت توبتها عن تجارة المواد المخدرة.

اشتهرت "راندا" لسنوات طويلة داخل أروقة منطقة "زرزارة" العشوائية بمحافظة بورسعيد، خلال سنوات طويلة بتجارة المواد المخدرة، تلك المنطقة التي كانت وكرًا للأعمال المنافية للآداب والخارجين عن القانون، قبل أن تزيل الدولة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، المنطقة وتوفر مساكن بديلة للمستحقين من سكانها، وتُحول المنطقة إلى مشروع سياحي عالمي.

وتروي "راندا" قصتها قائلة: "والدي كان متزوج من 3 سيدات وكان لدي 6 أخوات غيري وجميعًا نعيش في منزل واحد، وعانيت بشدة طوال سنوات طويلة من إهانتهم ومعاملتهم السيئة لي، وكثرة المشاكل في حياتي لدرجة أنني كنت أنام في الشارع، وكان الناس يعطفون علي كمتسولة".

وعن بدايتها مع تجارة المخدرات، تكمل حديثها: "مع تلك الظروف والأجواء الصعبة لم أجد أمامي إلا طريقين أمامي في البيئة التي أعيش بها، إما أن أبيع جسدي أو أتاجر في المخدرات، فتوجهت للمخدرات وعملت بها سنوات طويلة، تزوجت خلالها من زوجي الأول وأنجبت طفلة اسمها (بسنت)، لكننها توفت وهي في عمر عام ونصف، حسيت إن الله تعالى عاقبني في بنتي، رغم أنني كنت بنصح من أبيع له المخدرات بعدم تناولها حتى لا أتحمل ذنبها".

وأضافت: "انفصلت عن زوجي ثاني يوم لوفاة ابنتي، وعاهدت الله أنني لن أسير في الحرام مرة أخرى، وسافرت إلى الغردقة للعمل هناك وتزوجت مرة ثانية وأنجبت (منة ومحمد)، إلا أنني انفصلت عن زوجي الثاني أيضًا، وحصلت على شقة بديلة للعشوائيات، وكنت أعمل كبائعة خضروات وفاكهة لكي أصرف على أطفالي بالحلال وأنفذ عهدي مع الله تعالى، وعندما أكون مريضة أصمم أنزل للعمل حتى أصرف على أولادي، لأنني لا أريد أن يتضرروا، ولا أحصل على نفقة من طليقي لأن ظروفه المادية ضعيفة، لكن أحصل على معاش والدي حوالي 800 جنيه، ورفضت الزواج حتى لا تتكرر مأساتي مع أطفالي".

واستطردت في حديثها: "كان لدي تروسيكل صغير قديم، ولكن قمت ببيعه بسبب كثرة أعطاله، وحصلت على قرض 16 ألف جنيه من بنك ناصر بضمان معاش".

وعن معاناتها الحالية والسبب وراء مناشدتها للرئيس والمسئولين بتوفير مصدر رزق ثابت لها ولأسرتها حتى تطمئن على أطفالها، تختتم حديثها قائلة: "دخل التروسيكل لا يكفى للمصاريف اليومية، والديون متراكمة، ومنها إيجار الشقة التي أسكن بها الذي وصل متآخراته إلى 13 ألف جنيه، وكنت سأطرد لكن أهل الخير سددوا منهم 6 آلاف جنيه ويتبقى باقي الإيجار لم أسدده، بخلاف مصاريف المدارس والعلاج إلى آخره".