الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

في ذكرى وفاته.. محطات في حياة محمد كمال المصرى "شرفنطح"

محمد كمال المصرى
محمد كمال المصرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فنان متميز بملامحه وتكوينه الجسدى قدم شخصيات كوميدية للرجل الضئيل، الماكر، صاحب الصوت المتميز البخيل وقد نجح فى هذا بدرجة جيدة جدًا فهو ناظر المدرسة في “سلامة في خير”، وهو الأسطى عكاشة صاحب صالون دقن الباشا في “الآنسة ماما”، وهو شملول زوج ضريبة هانم في “عفريتة إسماعيل ياسين” لكنه ظل مشهورا بلقبه المتميز “شرفنطح”.

ورغم قلة أعماله وظهوره في أدوارا ثانوية إلا أنه استطاع ترك بصمة في ذهن المشاهد وتم اختار 3 أفلام من اعماله بقائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام 1996؛ إنه  الفنان محمد كمال المصرى الذى تحل اليوم ذكرى وفاته حيث توفى فى  25 اكتوبر عام 1966 

وترصد “البوابة” أبرز المحطات فى حياته:

ولد محمد كمال المصرى 11 اغسطس  بحارة مامس المتفرعة من شارع محمد على بالقاهرة عام ١٨٨٦ لأب يعمل أستاذا بالأزهر، والذى ألحقه بكتاب بدرب سعادة فى سن الرابعة

والتحق فى العاشرة بمدرسة الحلمية الابتدائية، وهى ثانى مدرسة يكون فيها فريق للتمثيل بعد مدرسة الخديوية، وكان مدرس اللغة العربيه بالمدرسة صديقا لمحمود مراد، أول من أدخل فن التمثيل بالمدارس المصرية، والذى ساعد محمد كمال المصرى، على الاهتمام بالتمثيل ويهمل دراسته.

وكان محمد كمال المصري يتمتع بصوت حلو، وكان يقلد الشيخ سلامه حجازى، وفكر ان يعمل مطربا، ولكنه فشل، فإتجه لتقديم المونولوجات الفكاهية.

واضطر محمد كمال المصرى لترك القاهرة، الموجود بها والده الأزهرى، وإتجه للأسكندرية ليلتحق بفرقة عبد القادر سليمان، ثم كون فرقة تمثيلية بإسمه من الهواة، وألحق بها مطربا شابا نظير ٥ قروش فى الليلة، كان هذا المطرب هو خالد الذكر سيد درويش.

وتجول محمد كمال المصرى بفرقته بالأقاليم لمدة ٤ سنوات، انتهت بقيام ثورة ١٩١٩، فعاد للقاهرة، وحاول الإلتحاق بفرقة الريحانى، الذى رفضه، فكون فرقة خاصة به، لمنافسة الريحانى، ولكى يرد له الإهانة، إخترع شخصية شرفنطح، لينافس شخصية كشكش بك التى يؤديها الريحانى، وبعد حل فرقته، رحب به الريحانى فى فرقته عام ١٩٣٥ حيث قدم شخصية الشاويش عوكل، وبعد تألقه فى هذا الدور، عمل الريحانى وبديع خيرى على صنع دورا له فى كل مسرحيات الفرقة، التى لم يفارقها حتى اعتزاله.

وبدأ محمد كمال المصرى علاقته بالسينما عام ١٩٣١، عندما شارك فى فيلم صاحب السعادة كشكش بيه، وقام ببطولة فيلم مخزن العشاق عام ١٩٣٣، ليصبح قاسم مشترك فى معظم الأفلام الكوميدية التى أنتجت بعد ذلك، بالاضافة لعمله بمسرح الريحانى.

واشتهر محمد كمال المصرى ببخله وحرصه الشديد، وكان يضع أمواله فى حزام يلفه حول وسطه، ولما إنهار البيت الذى يسكن به بحارة مامس، إنتقل لحجرة فوق سطوح أحد منازل القلعة، ولم يخبر أحد بعنوانه الجديد.

واكتشف الجيران موت محمد كمال المصرى عندما انبعثت رائحة جثته من حجرته فقد هاجمه مرض الربو وقرر الاعتزال والانزواء في مسكنه الصغير بـحارة ألماظ، وعاني الفقر والوحدة بعد أن انصرفت عنه الأضواء، ولم يبقى بجانبه سوى زوجته فهو لم ينجب أبناءً، ويشاء قدره أن يتهالك بيته وتخليه البلدية، فيجمع عزاله البسيط ويركب تروماي القلعة مقيما بحجرة صغيرة هناك. وعانى حتى خصصت له النقابة عشرة جنيه معاشا شهريا بالكاد كان يكفي دواءه، وعاش سنوات من الوحدة والانعزال إلى أن رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 25 أكتوبر 1966.