الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حسن حنفي.. جدل "التراث والتجديد"

الراحل الدكتور حسن
الراحل الدكتور حسن حنفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اهتم المفكر الراحل الدكتور حسن حنفي بمناقشة قضايا "التراث والتجديد" وأثر النظر تجاه تراثنا القديم في التغيير الاجتماعي، والتى قسمها إلى ثلاثة اتجاهات، وهي: التغيير بالعودة للقديم كليا، والتغيير بالاعتماد على التجديد كليا، والتغيير من خلال محاولة الجمع بين القديم والجديد، موضحا في الوقت نفسه عيوب كل اتجاه أراد صناعة التغيير ومن ثم تعثرت محاولاته.
حنفي، الذي رحل عن عالمنا اليوم الخميس، أشار إلى عدد من العيوب التي وقع فيها كل اتجاه إصلاحي، فكانت ملاحظته على الاتجاه الأول "التغيير بالقديم" كالتالي: سيادة النظرة الإلهية على الفكر النظري، وعجز أنصار ذلك التيار عن تحويل الفكر اللاهوتي إلى نظري ثم أيديولوجية، وتوقف الفكرة عن التطور وتعلقها بمرحلة تاريخية معينة لا يتم تخطيها، إلى جانب سيادة تصور طبقي وهرمي للمجتمع، والتعصب للفكرة، ومعادة كل محاولة للتجديد، والإيمان بدور القوة في التغيير.
أما الاتجاه الثاني "التغيير بالتجديد" فتأتي ملاحظاته عليه كالتالي: تشدق هذا التيار بالكثير من الألفاظ التي لا يفهمها الجمهور والتي يشعر من خلالها بأنهم يتعالون عليه، إلى جانب تبعيتهم الفكرية للغرب، ومعاداة التراث القومي للجماهير، وتورطهم في العنف ضد المعارضة، العمل السري والرغبة في السيطرة على السلطة، وتجنب استبدال النظريات المفروضة بأخرى واقعية تعبر عن مصلحة الجماهير.
وعلق "حنفي" على الاتجاه الثالث "التغيير بواسطة القديم والجديد"، موضحا أنه اتجاه يفتقد لأساس نظري يوضح طريقتهم، إلى جانب ضلعوهم في معاداة أنصار التغيير الجذري أمثال أنصار القديم وأنصار الجديد، الترقيع الاجتماعي في التغيير، والوصول بالجماهير إلى السلبية واللامبالاة، والإيمان بدور السلطة في التغيير وهو ما يحدث تحت ضغط دون إيمان حقيقي بمثل هذا التغيير.
يشار إلى أن "حنفي" من مواليد العام 1935 حصل على ليسانس آداب قسم الفلسفة عام 1965 ثم سافر إلى فرنسا لإتمام دراسته والحصول على الدكتوراه، درس في عدد من الجامعات العربية، وأصبح رئيسا لقسم الفلسفة، ونال جائزة الدولة التقديرية وجائزة النيل تقديرا لجهوده الفكرية.
ورغم ما قدمه "حنفي" من جهود حول قضايا التراث والتجديد فإن الفيلسوف الدكتور فؤاد زكريا قدم دراسة لأفكار حسن حنفي في كتاب "الحقيقة والوهم" وانتقد ميوله للحركة الإسلامية المعاصرة، كما عاب جهود "حنفي" أثناء حديثه عن مستقبل الأصولية الإسلامية.

وصنع مشروع "حنفي" الضخم الذي حمل عنوان "التراث والتجديد" جدلا واسعا، وحوارا فكريا، ما جعل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب يقوم بالرد على بعض أفكاره في كتاب حول التراث والتجديد أصدرته مطبوعات مجلس حكماء المسلمين.