الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإدارة الضريبية والممول تاريخ من العلاقات المضطربة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"أموال الضرائب لا رائحة لها" بهذه الجملة الشهيرة إستطاع الإمبراطور الروماني " فيسباسيان" الذى حكم الإمبراطورية الرومانية بين عامي 69 و79 ميلادية إلقاء اللوم على ابنه بسبب رفضه لفكرة فرض ضرائب عامه على المراحيض، كناية على أن أموال الضرائب على تلك الخدمة ليست لها رائحة كريهة.
وقد تم فرض الضرائب على أشياء غريبة عبر التاريخ في الدول المختلفة، وأبرز هذه الضرائب قيام الحكومة الإنجليزية عام 1294 بفرض ضريبة على الصوف لتمويل حربها على فرنسا، وكذلك فقد فرض فيليب السادس بفرنسا ضريبة Le Puy على الملح عام 1341، وفى عام 1733 قدم وزير الخزانة البريطانى "روبرت والبول" مشروع قانون للبرلمان لفرض الضرائب على التبغ والنبيذ، وقد مرر البرلمان البريطاني ما يسمي بضريبة الشاي Boston Tea Party عام 1773 لحماية إحتكار شركة الهند الشرقية البريطانية للشاي.
وقد تم فرض الضرائب أيضًاعلى كل من يمتلك القبعات ويرتديها (1811:1784  بريطانيا)، وضرائب أخرى يتم فرضها على من يربون الأبقار والمواشي (أوروبا)، والضرائب التي تتعلق بمن يحملون أوراق التسلية ويلعبون بها(القرن السابع عشر خلال فترة حكم الملك جيمس الأول في إنجلترا)، وضرائب يتم فرضها لمنع الناس من تسمية بعض الاسماء(السويد).
وفي حقيقة الأمر تمتلئ صفحات التاريخ بصور أشد غرابة لتطبيق تلك الفريضة المالية لما لهذا الإيراد من أهمية بالغة عبر تلك الأزمنة وحتى يومنا هذا، مما دعي أحد الأباء المؤسسين لأمريكا وهو السياسي والكاتب الشهير Benjamin Franklin لإطلاق جملته الشهيرة " في الحياة لا مفر من شيئين هما الموت والضرائب" ويبدوا أن الجملة بالرغم من بساطة تكوينها إلا أنها تحمل بين ثناياها إشارة بالغة الدقة من أن الدولة لن تتهاون فى ملاحقة أموالها عبر هذا الإيراد والمحافظة على ديمومته وإستمراره دافعًا لعجلة التنمية وتأمينًا لإحتياجات الدولة الأساسية.
"البلوغرز واليتيوبرز" وأحدث صوره لفرض الضرائب ففى خطوة جادة لإدارة الضرائب المصرية ومحاولة منها لدمج الاقتصاد غير الرسمي، فقد أعلنت منذ بضعة أيام الدعوة لصناع المحتوى المرئي والمكتوب للتسجيل ضمن المنظومة الضريبية لعدم الدخول تحت جرائم التهرب الضريبي، وقد سادت حالة من الجدل بين صناع تلك المحتويات بين مويدًا لهذه الفكرة ومعارض لها، وقد بدأت بالفعل إدارة الضرائب بمخاطبة شركات Facebook، YouTubeبغرض جمع البيانات الخاصة بالمدونين أو المؤثرين عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وفي سبيل ذلك قامت الإدارة الضريبية باستحداث وحدة التجارة الإلكترونية لمتابعة ومخاطبة صناع المحتوى للتسجيل ضمن تلك المنظومة.
فالضرائب أداة مالية مهمة للدولة وأحد مظاهر التضامن الاجتماعي الذي يحتم على المجتمع تحمل نصيبه من أعباء الدولة دون إخلال بالتوازن بين المصالح العامة والفردية.