الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

سليمان شفيق يكتب: أقباط مسلمون ومسيحيون في قلب المواطنة قصة إسماعيل والقس إكرام

سليمان شفيق
سليمان شفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حينما قرات كتابات عودة الصديق والأب اسماعيل على الجروب وكان الفجر يؤذن والقس إكرام يرسل لي تأملاته اليومية عن مصدر الفرح الحقيقى وهي طعام وغذاء المؤمن الروحي.
تذكرت سورة مريم و«واذكر في الكتاب إسماعيل» تعد هذه الآية من أكثر الآيات التي تشير إلى الصدق بالوعد والوفاء به وهي أكثر مثال يمكن أن يعلم المرء الصدق مع ربه وتصديق وعده.
وما بين تأملات القس إكرام سمير راعي الكنيسة الإنجيلية بالقوصية تفيض الروح:
بدون الكلمة نعيش في ظلام
بدون الكلمة لا نخلص
بدون الكلمة لا ننجح
بدون الكلمة لا نثمر
الكلمة تملأك بالفرح
الكلمة هي وعود الله الصادقة التي تستطيع أن تستند عليها كل يوم
اقرأ الكلمة - تأملها - احفظها - عش بها حينئذ ستنجح في كل شىء
وكم كانت كلمات الدكتور اسماعيل تضم روحا وحياة حتى انني ربط بين صوفية عمنا اسماعيل وحبه آل البيت والعائلة المقدسة وسائر الانبياء في شخصية فريدة ومتنوعة في المحبة والأنبياء الذين تم ذكرهم في آية «واذكر في الكتاب اسماعيل».
قصة إبراهيم عليه السلام وبعض الأنبياء ومنهم: إسحاق، ويعقوب، وموسى، وهارون، وإسماعيل، وإدريس، ونوح عليهم السلام، وذلك في الآيات من الأربعين حتى الخمسين.
قصة موسى عليه السلام، وقد ذُكرت في الآيات من الحادية والخمسين حتى الثامنة والخمسين.
وتبدأ سورة مريم بدعاء زكريا أن يجعل الله له وليا أو خلفا، وتحدث المعجزة الربانية فيستجيب له ربه ويرزقه بيحيي.
ثم تأتي قصة مريم بنت عمران حين تمثل لها ملك كريم في صورة بشر، وبشرها بعيسي عليه السلام ثم يذكر قصة إبراهيم مع أبيه ومحاولته معه ليكف عن عبادة الأصنام.
ويذكر موسى عليه السلام، وأخاه هارون، ثم يذكر إسماعيل عليه السلام، ويصفه بالصدق، وأنه كان رسولا ونبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة.
كل ذلك اطل إلى مع كلمات عمنا اسماعيل وأذان الفجر وجرس الكنيسة، وماتبقي من تأمل القس اكرام: «الكلمة هي وعود الله الصادقة التي تستطيع أن تستند عليها كل يوم اقرأ الكلمة - تأملها - احفظها - عش بها حينئذ ستنجح في كل شىء».
«لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك.بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تمجح». «يش8:1»
في صالون القوصية الثقافي هند تعرفت من سنوات على العديد من الأحباء والشخصيات التي تعبر عن عمق الاصالة والمحبة.
كان من هؤلاء شخصية متعددة المواهب مثل ألوان الحجر الكريم الذي كلما التقي به شعاع انعكس بلون مختلف، إسماعيل كامل أو من احب اسمية بمولانا من عمق كرمة وحبة للثقافة.
يحضر الصالون لفيف من المثقفين والمزارعين ورجال الأعمال والنشطاء السياسيين والاجتماعيين، رجالًا ونساء، فتيات وشبابًا، مسلمين ومسيحيين، أدركت كل معانى الاستنارة من لمسات الحضور، لقد تعرفت على الدكتور إسماعيل من خلال الصالون الثقافي وهو من الشخصيات العامة في مدينة القوصية وعلم من أعلامها، ويقول جناب القس عن مولانا اسماعيل: «رأيت فيه القاريء والمثقف وصاحب الذهن الحاضر، وصارت من يومها صداقة تزداد يوما بعد يوم، اكتشفت فيها كما هو شخص يمتاز بالكرم الشديد والسخاء ومحبة الفقراء وخدمة كل من يلجأ اليه، كم رأيت مواقف إنسانية يفعلها بعفوية دون أن يطلب منه أجده يساعد ويشجع ويسند».
الدكتور إسماعيل من الاشخاص الذين تجدهم في المحنة شاكرين ثابتين راضين بإرادة الله وقضائه لم أره يتذمر أو يشكو.
الدكتور إسماعيل لا تكفي السطور عن الكلام عن علاقاته ومحبته للجميع لا يعرف التمييز والتفرقة بل هو يحب الجميع والجميع يحبه". هكذا عايش القس مولانا.
ويضيف المعلم والمؤرخ ناعوم ثابت عن مولانا اسماعيل: «كل ذلك متع مولانا اسماعيل بصوفية القوصية في احتفالاتهم بمولد الشيخ على البواقي، حيث تم الإعلان عن بدء الاحتفالات، بمحمل يطوف شوارع المدينة الرئيسية، ومن قبله كانت احتفالات مولد الشيخ نجيب وغيرها من الموالد، هذا هو عمنا اسماعيل، هو الابن الأكبر للحاج كامل سليمان صالح أحد مزارعى القوصية الطيبين المشهود له من الجميع ؛ حصل الشاب اسماعيل على الثانوية العامة عام ١٩٦٤ والتحق بكلية الصيدلة (لم يلتحق بالهندسة التي كان يرغبها آنذاك)؛ حصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة أسيوط عام 1970 ثم التحق بالقوات المسلحة كجندى ثم ضابط احتياطى وفي أثناء ذلك حصل على دبلوم التحاليل الطبية من جامعة القاهرة وبخروجه من القوات المسلحة افتتح له صيدلية ثم معمل تحاليل (لم يستمر) وفي سنواته الأخيرةبعض ماورثه من أبيه دخل الحيز العمرانى لمدينة القوصية فتصرف فيه بالبيع لمن يستحقون دون استقواء. أخيرا شيد منزلًا له يتسع لكل الاحباء، وختم أعماله الخيرية ببناء مسجد له على ناصية شارعه فكان في غاية الروعة والاتقان».
هذا هو مولانا اسماعيل الذي يجمع أصالة الفراعنة وكرم من حموا المسيحية وسماحة الإسلام ومحبة صوفية للجميع، عمنا اسماعيل شفاك الله وأكثر من امثالك، ولا يكف مولانا اسماعيل عن توجيه التحية للنائبة هند وصالونها الثقافي الذي جمع بين الجميع على ارضية المواطنة وحب الوطن.
تمنيت أن يفيض النيل من القوصية إلى القاهرة بتلك الروح، ويموج على امتداد النهر ما يجرى من صالونات ثقافية وسياسية بالقوصية، وبيت تلك العائلة، لكى يعرف الكل أن الوطن بخير، والقوصية تنتظرك مولانا الخديوي الرمز والقيمة والصديق.
هناك أشخاص يطلق عليهم المحبون للحياة وهذا هو الدكتور إسماعيل لديه طاقة إيجابية رائعة تراها كلما تقابلت معه محبا للناس وهو محبوب من الجميع.
نعود لجناب القس وسهراته مع مولانا اسماعيل في مطعم لتناول العشاء، مولانا يذكر كل الاهل من المسيحيين، ويطمئن من القس على الكنيسة، والقس يضيف عن المودة للمسلمين في حياته اليومية وعلاقاتة القوية مع جيران الكنيسة ومحبتة لصداقتة القوية مع المستشار محرم فؤاد والشيخ ماهر والأستاذ مصطفى محسب والأستاذ نصر خليفة وآخرين.
ويمضي الحوار في مودة تفبض كموج النيل ومواطنة معاشة في وطن واحد.