الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فجيعتي.. وحكاية خمسة وخميسة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الموت هو الحقيقة الوحيدة التى يراها الإنسان ولا يتعظ، رغم جلاله ورهبته، ورغم أنه وصف فى القرآن الكريم وصفا صريحا بالمصيبة، إلا أن بنى آدم لا يتعظون!.. ربما ترق قلوبهم أثناء تشييع جنازة أو حين يوارى جثمان التراب!.. ومع ذلك لا نلتفت لمراجعة أنفسنا وعلاقاتنا بالغير، ووجوب أن نتصف بالتسامح والتغاضي والرفق وجبر الخاطر.. ونتذكر مقام الإنسان الهين اللين عند ربه، كما بشرنا الحديث الشريف:”َحرُم على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ”.. ما أكتبه نتيجة فجيعتى فى إنسان أحببته على مدار عمرى، وهو أصغر أشقاء أمى، خالى الحبيب (أشرف مكاوى).. وأكتب عنه لأنقل صورة أشهد الله على دقتها، فهو إنسان بشوش، سمح النفس، عفيف اللسان،  خفيف الظل إلى أبعد حدود، تملأ وجهه الابتسامة، أخذ الحياة ضحكة، عاش كنسمة هواء.. لم يعنف إنسانا أو تجهم فى وجه أحد.. لم نره منذ طفولتنا يغضب أحدا، أو يقسو حتى بنظراته، يترفق حتى فى عتابه.. يخطئ من يخطئ ويتجاوز من يتجاوز، وهو حين يغضب يكتفى بمغادرة المكان.. يصدق فيه قول الحق سبحانه وتعالى:(والذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).. عاش طوال حياته مسالما، فلم يسيء إلى أحد ولو بكلمة.. لا يعرف التكبر رغم امتلاء كيانه بالكبرياء وعزة النفس، يقترب من الضعيف ويتباسط معه، ويبتعد عن أصحاب السلطة ويعتبر التقرب منهم رياءا وبحثا عن منافع زائلة.. وفى مفاجأة إهتز لها كل من يعرفه، بعد ساعات من شعوره بالآلام بعد إجراء طبى بسيط ببنج موضعى يطلق عليه”العلاج الحرارى" للعمود الفقرى، توفاه الله!..هو من الاشخاص الذين يخشون الذهاب إلى الأطباء، ولكنه القدر!..كان خبر الوفاة كالبركان الذى فجر حقيقة الرجل، حب جم وبكاء من القريب والغريب، وخاتمة القرآن تقرأ له فى مصر وخارجها.. وكأن الله سخر عباده للدعاء له، ليرينا بأعيننا مكافأة اللين وجبر خواطر العباد والسعى فى قضاء حوائج الناس، وخاصة توفير العمل.. دائم التصدق وفعل الخير فى الخفاء، فخفف الله عليه عناء المرض، وظلت الإبتسامة وهو نائم نومة الموت، لنأخذ من حياته العبرة.. وكانت الصدمة أشد على أمى، والتى كانت بمثابة أمه، فقد شاركت أمها فى تربيته.. وبعد وفاة جدتى منذ ٣١ عاما، أصبحت الأم لأشقائها الخمسة..فكنت أشعر أنهم أشقائى لأنهم يشاركوننى فى قلبها.. أما خالى الأصغر فكان صديقا لى منذ طفولتى، يحكي لى عن حبه،ويعرفنى بمن دق لها قلبه.. وكنت أراه دائما حنونا على أمى وبارا بها..لذا كانت الفجيعة أكبر ونار القلب أشرس، وقد إختزلتها أمى الشاعرة/علا مكاوى فى”حكاية خمسة وخميسة": 
بينى وبينك 
سبعة أعوام
ولكن
شبت قدميك
على كفى..
لم يخل قلبى
يوما من لهفى
من خوفى..
خوفى عليك من الأيام..
ولكن الموت.....!!
لم يخطر يوما
على فكرى
إلا فى اليوم
المحسوم!!!

أمك گنت..
رغما عنك 
وعنى..

أمك
بحكم 
مشاركتى
لأمك..

أمك 
يوم
حملت داخل
قلبى وضميرى
آخر وصاياها...

أمك 
حين 
أخذت 
مصحفها الذهبى..
حين طرقت
بابه 
قفزت صورتك
على صدرى..
لأفهم 
أن قلب أمك
مفطور 
عليك..
وهى تعلم 
أنك أقل
خلفتها حظا
فى ضمتها إليك..
فأرادت 
أن تسكن صورتك
بجوار القلب!!!
لتسمع
صورتك
دقاته!!!!

أمك 
هذا النبع الصافى
من الحنان..
من نسيت كل
الدنيا 
لأن دنيتها
خمسة أبناء..
وخميسة 
تتوسطهم!!!
تورثها 
كيف تكون
الأم....
وتضم
هذا الخلف
الصالح...
السارق للعمر..
والحلم الأوحد
للأمان!!!!

أمك
يا صاحب
أجمل بسمة...
يا من مررت
على الدنيا
كما النسمة...
كانت تخشى
عليك عين
الحساد..
فشعرك الذهبى
وتقاطيع الوجه
وشقاوة ضحكتك
تجذب عين الحساد..
لم أنس 
يا ولدى
حين فقدت الأم..
لم تقو قدميك
ولا قلبك!!!
ودخلت 
شرنقة أطباء!!!
قالوا
مرضك يا ولدى
هو الحزن!!!
هو مرض الروح
فلا تحزن..
قوقعت الحزن
داخل صدرك
وأطلقت
ضحكات
يملؤها شجن....
عشت الساخر...
المتهكم ع الدنيا...
السارق ضحكتها...
والمتنازل عن الاعيبها!!!
تفر من الدمع..
من الحزن..
من أى مكان
لمريض وأطباء!!
ودموعك
قرارك تحبسها....
لا تهرب من عينيك
إلا أمام ضعفى!!!
فهذا الملهوف
علي
ملهوف لهفة 
طفل 
لا يعرف من الدنيا
سوى أمه!!!
يا ليتك 
يا فلذة كبدى
كنت غليظ
القلب!!!
ياليتك كنت
قاسى..
أو متطاول..
أو متعال..
أو جاحد
حتى يحتمل
القلب فراقك!!!!
نظرة عينيك
المملؤة دموع
خوفا 
من ألمى العابر
لن أنساها
ولن أنسى 
مفاجأة
حب جارف 
من كل الخلق!!
أمدتنى قوة..
رغم وقوفى 
وحيدة!!!
وحيدة كعادتى!!!!
فالخمسة
يسند بعضهم البعض
فى فرح وعزاء..
وأظل 
فى وحدتى
المفروضة
أحرسهم..
وأفكر 
فى كل
ما يغيب 
عن الفكر!!!
وأدعوا 
عين الله 
ترعاهم...
وأصلب ظهرى..
لأنى حملت
أمانة 
دور الأم..
وبعضهم
حمل أمانة
دور الأب...
وكثيرة إختلافات
الأب عن الأم!!!
سأظل
يا فلذة كبد
أمى وكبدى
حارسة لبقايا
روحك على الأرض...
ورغم الضعف
الساكن جسدى
سأكون الحارس
حتى ألقاك...