الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اليوم التالي للحرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كثير ما يُستخدم تعبير اليوم التالى (The day after) فى وصف السيناريوهات التى تعقب الاحداث الكبيرة ومنها الحرب التي يتصور الكثيرون انها نزهه او عملية جراحية خاطفة محرد ضربة بالطيران خاصة بعدما وضع جنرالات المقاهي وتويتر عشرات الخطط العسكرية والحروب في العادة مادة دسمة وجاذبة في شتى مجالات التعلم والإبداع. ففي الصين، تُعد دراسة الحرب وقواعدها جزءًا أساسيًا من برامج التعليم في المدارس والجامعات، ومن الثقافة العامة للشعب كله. وعندما نتحدث عن الثقافة العسكرية أو دراسة قواعد فن الحرب لا نقصد التدريبات العسكرية على فك السلاح وإطلاق النار، والصف بالطابور، وإنما نقصد دراسة الموضوع على مستوى الاستراتيجية والعمليات والتكتيك.ونادرًا ما نجد مدرسة من المدارس العسكرية الحديثة لا تتأثر بآراء المُنظّر العسكري البروسي (الألماني) كارل فون كلاوزفيتز، فمن بين أكثر آرائه شهرة قوله بأن "الحرب هي ممارسة السياسة بوسائل أخرى."ولكن هناك ثمة اتفاقًا بين الجيوش الغربية، على اختلاف مشاربها وحلفائها وشركائها، على أن العلاقة بين الحرب والسياسة علاقة في غاية التعقيد، وإن كانت الجيوش تجمع على فكرة أنها "لا تمارس السياسة". ولكن هذا الرأي يحتاج إلى إعادة نظر، ولعل مقولة المارشال الفرنسي «موريس دي ساكس» عندما قال   أنا لست من أنصار المعركة، وأنا مقتنع تمامًا بأن الجنرال القدير يستطيع أن يشن حربًا لمدى الحياة من دون أن يُجبر على القتال. ولكن يجب أن يكون هنالك عدد من الاشتباكات المحلية لإنهاء العدو تدريجيًا، وأخذه قطعة قطعة وأول ما علينا فهمه هو أن هدف الجيل الرابع من الحروب ليس الجيوش كما كان الحال مع الأجيال الثلاثة السابقة، وإنما الهدف هو تدمير المجتمع نفسه. وكان إقحام مصر في معركة  دموية هو الحل السحري لايقاف تمددها وتقدمها  حتي لو فرضت عليها وبدء التجهيز للمعركة ببناء السد علي منبع النيل لمنع المياه عن دولة المصب ورغم فشل الثورات وكورونا في هد اركان الدولة، فكان لا بد من مخططات متتابعة ( الارهاب في الشرق في سيناء - تحريك الوضع في الاتجاه الغربي في ليبيا - تحريك الوضع في الاتجاه الجنوبي في السودان - خلق حال من عدم الاستقرار في الداخل )  وعندما فشلت كل هذه المحاولات  كان الاتحاه نحو العمق  الافريقي وثمة من يعتقد أنه نظرًا لتعقد الموقف، فيجب على مصر أن تطور من استراتيجيات الرد الى أبعد من التفاوض ما اثار عددا من تساؤلات حول السيناريوهات المحتملة حول خيارات المفاوض المصري خلال الفترة المقبلة في التعامل مع تهديدات الأمن المائي المصري حال فشل مجلس الأمن في حل القضية على أساس المسار التفاوضي خاصة أن مندوب اثيوبيا أعلنها صراحة رفض بلاده اي اتفاقيات تضع قيودًا عليهم، وهي جملة تم تفسيرها على أنه لا مكان لإعادة توثيق جسور التفاوض على أساس بادرة حسن النوايا ومن ثم فإن عامل الوقت أصبح ضاغطًا، والامر المؤكد إن الدولة المصرية لديها من الأدوات والقوى الشاملة ما يجعل دوائر أمنها القومي القريبة والبعيدة آمنه ومستقرة، والخيارات متاحة، مهما كانت التكلفة