الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

30 يونيو..ثورة التصحيح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أرادوا بمصر شرًا، أرادوا تفكيك الدولة والمؤسسات والشعب، فقامت ثورة يونيو بتفكيك أحلامهم، وقفت كاللقمة المتعثرة في الحلق أمام التمدد الإيراني، أمام إقامة الوطن البديل لأجل إسرائيل؛ ذلك الحلم الذي اشتعلت لأجله ثورات الربيع العربي في الوطن العربي بأكمله، فربما كان خريفًا عربيًا من اجل ربيع عبري.
بالفعل، أفسدت ثورة يونيو مخططات تغيير الشرق الأوسط ونظرية أن يأكل نفسه بنفسه، واستطاعت التماسك ولملمة الأوراق وتغير بوصلة الأحداث تمامًا، على الصعيد الخارجي والداخلي.
فعلى الصعيد الخارجي، استطاعت تغيير دفة سير الأمور وسرعان ما بدأت التأثير في الأحداث في الإقليم والقارة الأفريقية، فاستوعبت تغيير النظام في السودان عقب سقوط البشير واحتوت أي مشكلة قد تنتج عن مثلث حلايب وشلاتين، استطاعت أن تتوغل في العمق الليبي دون مدرعات أو ذخيرة بل بالدبلوماسية الحازمة، والردع، بخط أحمر وضعه الرئيس في سرت والجفرة، من خلاله استطاعت مصر أن تكون جزءًا من الحل في القضية الليبية.
استطاعت أن تحول المشهد في غزة، من أنفاق تنقل عناصر إرهابية لقلب العاصمة تقتحم السجون وتهدد الأمن المصري، إلى اتجاه معاكس تمامًا، إلى إعادة اعمار بشركات وسواعد مصرية في قلب غزة.
وها نحن منذ أيام قريبة، نرى الجيش المصري ينسق مع الجيش اللبناني ويرسل له مساعدات فلنا أن نستشرف قريبًا، حلا لذلك البلد الذي قارب على الانهيار تمامًا بمساعدات مصرية ليست تفضلا من الدولة المصرية بقدر ما هو دور ذلك البلد الذي أصبح البلد المُثقل في المنطقة، الذي إذا ما أراد المجتمع الدولي الوساطة إلى أي بلد في العالم العربي أو الافريقى لن يستطيع إلا من خلال مصر.
أمّا على الصعيد الداخلي، فلنا أن نرى كيف تغير المشهد، من نقص سلع ومحروقات وأدوية وهى السلع الإستراتيجية التي ينبىء نقصها بسقوط دولة ما، أصبحت مصر من الدول القليلة التي احتفظت بمخزونها الاستراتيجي من الغذاء وعدم تعرض أي سلعة للنقص خلال جائحة كورونا بل أصبحت من الدول الأولى في تصدير الفواكه والخضروات ذات الجودة العالية والأسعار البسيطة في الأسواق المحلية كما أصبحت من الدول المصدرة للغاز المُسال بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي وعمل الرئيس على زيادة المنتجات غير البترولية.
لا يمكن اختزال ما تم إنجازه في السبع سنوات الماضية في بضعة سطور، من تطوير العشوائيات وإقامة مدن جديدة وتطوير البُنى التحتية وثورة في مجال النقل في مصر وطفرة نوعية في الخدمات المقدمة، ولكن يمكن القول بأن الدولة المصرية أمنت أن التنمية هي الضامن الوحيد لضمان مكتسبات ثورة التصحيح، لذا اتسمت بالجرأة في الإصلاح الاقتصادي، وكانت هناك رؤية واضحة وأمينة منذ البداية، اتسمت بالجرأة في التقنين ومنع مزيد من الفوضى السكنية والعقارية والإدارية.
بدون ثورة الثلاثين من يونيو، لأصبح أطلس العالم بدون الدولة المصرية، التى عادت بفضل ثورة شعبها الأمين ومساندة جيشه الباسل.