رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

عزوف الإيرانيين عن التصويت.. هل تعلن الانتخابات الرئاسية وفاة جمهورية ملالي إيران؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أحمدى نجاد ينتقد أجهزة المخابرات لفشلها في حماية الأسرار الحيوية والتجسس على الناس والتدخل في الشئون الداخلية

يتجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع يوم الـ ١٨ من هذا الشهر من أجل التصويت بالانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس جديد بدلًا من الرئيس حسن روحانى المنتهية ولايته.

وسيكون الرئيس القادم لإيران هو الثامن منذ الثورة الإيرانية لعام ١٩٧٩، والتى أطاح فيها روح الله الخمينى المرشد الأول لإيران بحكومة الشاه محمد رضا بهلوى.


انتخابات مسرحية

وبعد اختيار مجلس صيانة الدستور المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية، وتمثلوا في رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسى، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائى، الأمين السابق لمجلس الأمن القومى سعيد جليلى، رئيس مركز الأبحاث في البرلمان على رضا زاكانى، نائب رئيس البرلمان الإيرانى أمير حسين قاضى زادة هاشمى، محافظ البنك المركزى عبد الناصر همتى، رئيس اتحاد رياضة «الزورخانة» وعضو مجلس إدارة منطقة كيش الاقتصادية الحرة محسن مهر على زادة، لاقت تلك الأسماء غضبًا كبيرًا من الشعب الإيرانى.

الأسماء الحالية ضمت شخصيات أكثرها محسوب على التيار الأصولى المتشدد وهو الأمر الذى أدى لغضب كبير خاصة بين المرشحين الذين تم رفضهم وعلى رأسهم محمود أحمد نجاد، الرئيس الإيرانى الأسبق والذى ترشح مرة أخرى للرئاسة.

وبعد ذلك، انتقد أحمدى نجاد أجهزة المخابرات في بلاده لفشلها في حماية الأسرار الحيوية واستخدام مواردها بدلًا من ذلك للتجسس على الناس والتدخل في الشئون الداخلية.


هجوم أذرع النظام على النظام

وفى مقابلة على قناة ماهيزاد على اليوتيوب، لمدة ساعتين مع أحمدى نجاد قال إنه بدلًا من وضع كاميرات للسيطرة على منزله، كان على أجهزة المخابرات حماية منشأة نطنز النووية حيث أدى انفجار في أبريل إلى تدمير عدد كبير من أجهزة الطرد المركزى لتخصيب اليورانيوم.

وقال أحمدى نجاد إن الحادث ألحق أضرارا بـ «عشرة مليارات دولار». كما تحدث الرئيس السابق عن سرقة إسرائيل للأرشيفات النووية الإيرانية في عام ٢٠١٨، والتى كشف عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة في سبتمبر من ذلك العام، متهمًا إيران بأنشطة سرية أخفتها عن المفتشين الدوليين في أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين.

كما أن استبعاد صادق لاريجانى الاسم الأبرز من بين المتقدمين، الذى خدم إيران في كثير من المواقع، دون سبب واضح، يزيد من تلك الفرضية الهادفة إلى فسح الطرق أمام رئيسى، ودفع لاريجانى من سباق الرئاسة، ولاسيما أن الاخير من الممكن أن يطرح كمرشح تسوية بين المحافظين والإصلاحيين.


عزوف متوقع

وقد أشارت استطلاعات الرأى الأخيرة إلى عزوف الشعب الإيرانى عن التصويت بالانتخابات، نظرًا لرفضهم للأسماء التى ترشحت للانتخابات والتى تم اختيارها واعتمادها وعلى رأسهم رئيسى.

ونتيجة لهذا، شدد روحانى على أهمية الانتخابات، داعيًا جميع أفراد الشعب للذهاب إلى صناديق الاقتراع واختيار المرشح الأفضل صاحب البرنامج الأفضل.

وقال روحانى، إن «الانتخابات هى القضية الأهم بالنسبة إلينا، يجب علينا جميعًا التعاون ليتوجه الشعب نحو صناديق الاقتراع بأمل وحيوية للتصويت للأفضل».

لافتًا إلى أن «المرشح الأفضل هو صاحب البرنامج الأفضل وصاحب الإستراتيجية الأفضل، الشعب يريد اختيار أفضل شخص لهذه المسئولية».

وكانت وكالة استطلاع رأى الطلبة وهى وكالة حكومية قالت إن ٣٦ ٪ فقط من الشعب الإيرانى سيصوتون بتلك الانتخابات.

وقد يُعزى إحجام العديد من المستجيبين عن التصويت إلى عدة عوامل، بما في ذلك استبعاد مجلس صيانة الدستور العديد من المرشحين الذين من المرجح أن يتحدوا المرشح الأوفر حظًا لرئيس القضاة إبراهيم رئيسى.

وسينظر إلى قلة المشاركة في الانتخابات على أنه نقص في الدعم لقيادة الدولة.

ولطالما استشهد المرشد الأعلى على خامنئى بالإقبال الكبير على التصويت كدليل على شرعية الجمهورية الحالية، وكانت أقل نسبة مشاركة رئاسية ٥٤.٦٪ في عام ١٩٨٩.

وقد نما عدد الناخبين في إيران إلى ما يزيد عن ٥٩ مليون ناخب مؤهل، أى بزيادة قدرها ٣ ملايين تقريبًا مقارنةً بانتخابات ٢٠١٧ الرئاسية.

ومن الواضح أن تلك الانتخابات لن تشهد اقبالًا مثل سابقتها من حيث مشاركة الشعب الإيرانى، مما سيؤدى إلى خلخلة في شكل النظام أمام العالم وبداية تراجعه.

وما زاد الأمور سوءًا، عندما انعقدت المناظرة الأولى، والتى أظهر فيها المرشحون السبعة الذى أعلن عنهم مجلس صيانة الدستور فشلًا ذريعًا في إقناع الناخبين بهم.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى نقاط ضعفهم وجزئيًا بسبب القيود التى فرضها المرشد الأعلى على خامنئى والتليفزيون الحكومى الذى يعمل تحت إشرافه المباشر.

وقد صُدم معظم الذين شاهدوا المناظرة التى امتدت لثلاث ساعات، وتحدثوا عن نقاط ضعف بعضهم البعض والاتهامات المضادة التى تم تداولها خلال المناظرة.

وعلق بعض النشطاء الإيرانيين على هذا الأمر، حيث قالوا إن المرشحين اتهموا بعضهم البعض بأنهم أميون، ويحملون شهادات ملفقة، و«لم يكونوا متحدثين جيدين، وكان أداؤهم مليئًا بالفشل، لقد دعموا أو تورطوا في الفساد المالى، لم يكونوا لائقين للترشح للرئاسة، لقد كذبوا بشأن خلفيتهم، لقد أهانوا بعضهم البعض بشكل شنيع ووجهوا الاتهامات ضد بعضهم البعض، وكذلك كانوا التجسيد الحقيقى لخصائص النظام.


تمهيد الطريق لرئيسي

فيما غرد المحلل الإصلاحى صادق زيباكلام قائلًا: «أراد خمسة مرشحين من اختيار الحكومة تبرئة النظام من مسئوليته عن الوضع الكارثى الحالى في البلاد وإلقاء اللوم على إدارة روحانى في كل المشكلات، وأراد المرشحان الآخران أن يقولا بحذر إن إدارة روحانى هى نتيجة نفس النظام الذى خلق الوضع الحالى بسياساته الثورية خلال الـ ٤٢ سنة الماضية «.

في غضون ذلك، أشار البعض إلى الامتيازات الممنوحة لرئيسى الذى يبدو أنه المرشح المفضل لخامنئى والمتشددين.

وأشار على غنافاتى، ناشط سياسى في إيران، إلى أن التليفزيون الحكومى منح رئيسى امتيازًا خاصًا بعدم إطفاء ميكروفونه في نهاية المهل الزمنية المخصصة له.

وأضاف أن رئيسى كان هو المرشح الوحيد الذى حصل على وقت أكثر لإبهار المشاهدين.

كما اتهم غنافاتى التليفزيون الحكومى بإضفاء بعض التأثير على صوت رئيسى لمنحه السلطة. شعر معظم المشاهدين بخيبة أمل من قبل المرشحين حيث لم يقدم أى من المرشحين السبعة الذين يأملون في الانتخابات بما في ذلك المتشددون الخمسة واثنان من المرشحين المؤيدين أى تفاصيل حول خططهم.

في تعليق بعنوان «هذا ليس نقاشًا»، كتبت وكالة الأنباء الرسمية إرنا، التى تتحدث باسم إدارة روحانى، أنه في نقاش حقيقى وحرصًا على الإنصاف، كان ينبغى على المرشحين الإجابة على نفس مجموعة الأسئلة حتى يتسنى للناخبين الحكم على قدراتهم.

فشل ذريع

خلال المناقشة، تم طرح سؤال مختلف مُعد مسبقًا على كل مرشح، وفى غضون ذلك، انتقدت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) التليفزيون الحكومى بسبب طريقة عرض البرنامج.

واتهمت أن وجود المذيع كان عديم الفائدة، وأنه كان من الممكن أن يستخدم التليفزيون بدلًا من ذلك روبوتًا لفعل الشيء نفسه.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن النقاشات التالية التى تدور حول الشئون الاجتماعية والثقافية والسياسية من غير المرجح أن تجذب أى اهتمام من جانب المشاهدين، أو أن يكون لها تأثير إيجابى على نسبة المشاركة في الانتخابات إذا تم تقديمها بالطريقة نفسها.

في تعليق آخر في نفس اليوم، لاحظت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الأسئلة تم اختيارها بعناية بطريقة لا تعطى فرصة للمرشحين للحديث عن العقوبات ووباء فيروس كورونا.

وقد يكون السبب في ذلك هو نصيحة خامنئى بشأن عدم مناقشة السياسة الخارجية أثناء المناقشات.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المحلل رضا نصرى قوله إن الموضوعين الرئيسيين تم حذفهما عمدا.

وقال: «سياسة الضغط القصوى التى انتهجها ترامب تسببت في خسارة إيران ٢٠٠ مليار دولار. لماذا لا يشمل النقاش حول الوضع الاقتصادى للبلاد الحرب الاقتصادية الأكثر عنفًا وغير المسبوقة ضد إيران؟"

كما نقلت الوكالة عن مواطنين وخبراء وصفوا سلوك التليفزيون الرسمى بأنه «غريب وغير احترافى وضعيف وقابل للنقاش».

في غضون ذلك، شدد تعليق وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أن التليفزيون الحكومى فقد حياده منذ سنوات عديدة.

واقترحت الوكالة أن المناقشات يجب أن تبث على الإنترنت بدلًا من التليفزيون الحكومى.

وقد تؤدى كل تلك المعطيات إلى تآكل شرعية النظام السياسى الإيرانى الحالى، وتزيد من الفجوة بين النظام والمجتمع.

نما عدد الناخبين في إيران إلى ما يزيد على 59 مليون ناخب مؤهل أى بزيادة قدرها 3 ملايين تقريبًا مقارنةً بانتخابات 2017