السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعدما تناولها مسلسل "لعبة نيوتن".. خبراء "الاغتصاب الزوجي" يترك آثارًا نفسية شديدة تدفع نحو الاكتئاب أو إيذاء النفس".. ولا بدّ من عرض المشكلات على المتخصصين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على هامش تناول الدراما للعديد من القضايا الاجتماعية المهمة التي يشهدها المجتمع في الوقت الراهن، والتي قد لم تتناولها الأعمال الدرامية من قبل، سلط مسلسل "لعبة نيوتن" الضوء على إحدى هذه القضايا، وهي "الاغتصاب الزوجي".


تناول مسلسل "لعبة نيوتن" في إحدى حلقاته، مشهد جمع بين الفنان محمد فراج في دوره "مؤنس"، والفنانة "منى زكي" في دورها زوجته "هنا"، بعد أن اصطحبها لغرفته وحاول أن يحصل على حقوقه الشرعية، ولكنها لم تكن ترغب في ذلك وتحاول الابتعاد عنه، ولكنه مارس أسلوب العنف ضد المرأة وصفعها على وجهها، وحاول أن يغتصبها وبعد محاولات عديدة استطاعت أن تفلت منه وهربت منه لتركض في الشارع.
يُذكر أن قصة مسلسل "لعبة نيوتن" تدور حول رحلة "حازم وهنا"، اللذين يخططان في سرية تامة لإنجاب طفلهما بالأراضي الأمريكية، ولكن المغامرة تتعقد شيئًا فشيئًا، وتأخذهما إلى عوالم لم تكن يومًا في الحسبان، وقد تم تصوير أحداث المسلسل في مصر والولايات المتحدة الأمريكية، للمخرج تامر محسن.
عرفت منظمة الأمم المتحدة، "الاغتصاب الزوجي" أنه العنف الممارس ضد الزوجة من زوجها، وما يسببه لها من تشوهات نفسية تترك آثارها على المدى البعيد على سلوك المرأة، مضيفة أنه يحدث ضررًا جسديًا وجنسيًا ونفسيًا، ويشمل الاعتداء الجسدي، والعلاقات الجنسية القسرية، والإيذاء النفسي، وسلوكيات السيطرة، كما أنه يصيب المرأة بالاكتئاب والإجهاد والقلق.
ناقشت "البوابة نيوز"، بعض خبراء النفس، الضرر الذي يسببه الاغتصاب الزوجي للمرأة، وتأثير هذه القضية عليهن ومدى تغير سلوكياتهن.


وبدوره، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الاغتصاب الزوجي قضية اجتماعية، لا يتم تجريمها في القانون المصري، على أساس أنها تحدث ما بين الزوجين، ولكنها على المستوى النفسي والاجتماعي فهي اغتصاب للمرأة، يحمل نوع من القهر والعنف النفسي الإيجابي ضدها، لافتًا إلى أنه نوع من الاستغلال طرف لطرف آخر، ويؤثر عليها سلبًا، حيث يحمل نتائج سلبية منها الشعور بالاكتئاب ويخلف آثار طويلة المدى في حالة أن الزوجة تعاني من مرض نفسي أو تحمل جينات نفسية سلبية.
وواصل فرويز، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن العلاقة الزوجية تقوم على أساس التراضي فيما بين الزوجين، فإن الاغتصاب الزوجي يؤدي إلى كراهية المرأة للعلاقة نفسها، ودخولها في مرحلة اكتئاب قد يدفعها إلى إيذاء نفسها أو إيذاء الزوج، بجانب أن العلاقات الإجبارية قد تنتهي إلى حدوث اضطرابات في العلاقات الاجتماعية بشكل عام، لافتًا إلى أن هذه القضية تحمل نتائج نفسية سلبية على الأطفال في حالة رؤيتهم لهذا الأمر بين آبائهم وأمهاتهم، فإن نواة المشكلات النفسية تبدأ في مرحلة التربية الأولى من العمر، حيث إن اغتصاب الأم من الأب يشكل ضغط نفسي كبير على الأطفال.
وطالب، بضرورة توفير الدعم النفسي للمرأة ومحاولة بث الطمأنينة إليها، وكذلك دعم الزوج وتوضيح كافة المفاهيم لهم والتأثيرات النفسية عليهم وعلى أطفالهم، ومعرفة سبب دفع الزوج إلى هذا الفعل سواء كان متعاطي للمخدرات أو مريض نفسي أو يعاني من ضغط ما، والعمل على علاج هذه الأسباب، فإن حلها من البداية سيساهم في علاج الأزمة من جذورها.


فيما أكد الدكتور على عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، أن الزواج مودة ورحمة في القانون العام للزواج، فإذا لم تكن العلاقات الزوجية الشرعية غير قائمة على المودة ستسبب في تشوه نفسي ومعرفي وعدم رغبة المرأة في العلاقة الجنسية، حيث إنها تعتبر نفسها شيء مُنتهج، و"النشوز" في مسلسل "لعبة نيوتن" كان له سبب أن الزوجة لم تتحرر من الحب القديم، وكان من المفترض أن تأخذ فترة العدة حقها دون ارتباط، وهذا ما نصح به بعض العلماء فإذا انفصلت المرأة من أي علاقة زوجية أو خطوبة، لا يمكن أن تتزوج مرة أخرى بعد إنهاء العلاقة على الفور، بل تحتاج من فترة 8 أشهر إلى سنتين حتى تضمن انتهاء كل مشاعر الحب واللذة والإغراء والعاطفة التي كانت تحملها للحب القديم.
وتابع عبد الراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المرأة تحتاج إلى روح التراحم والتقدير، وأن يكون هناك ألفة بين الزوجين قبل العلاقة الزوجية، وأن تشعر المرأة بأنه لم يُستباح عرضها أو أرضها، أو إنها تتعامل معاملة غير أدمية، بما يؤدي إلى دفعها إلى كره زوجها، وكره كل الجنس الذكوري، مؤكدًا أن هذا الأمر يترتب عليه عدد من المشكلات النفسية مثل القلق والتوتر والحمل قد يكون غير مرغوب فيه، واكتئاب الولادة والإقدام على إدمان المخدرات، ونوصي الأزواج بحل مشكلات المرأة وعدم إجبارها على العلاقة أو أي شيء آخر.
وبين أن التدخل في العلاقات الزوجية من طرف آخر يدمر العلاقة من الأساس، فلا يمكن للزوجين عرض مشكلاتهم الزوجية على أي طرف كان سواء من عائلاتهم أو أصدقائهم، بل لا بد أن يعرضوا مشكلاتهم على أحد المتخصصين في طبيعة العلاقات بين البشر أو الزوجين، والمشكلات النفسية الأسرية، وهذا الأمر يساعد الزوجين على فهم بعضهم البعض، والوصول إلى بر الأمان والتحرر من كافة المشكلات.