الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر الشامخة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلمه أبو الهول تعني الشيء العظيم أو الكبير وحتى عام 1926 كان ذلك التمثال الكبير مدفونًا في الرمال حتى عنقه، وطالما ذهب الخيال بالزائرين عن ما عساه أن يكون مدفونا تحت تلك الرمال.
وجميع البحوث الأثرية تؤكد أن تاريخ "أبو الهول" يرجع إلى أيام الملك خفرع، فما من شك في أن هذا التمثال جزء من مجموعة خفرع الهرمية، ولكنها ظاهرة فريدة، لم يقم بعمل مثلها ملك آخر من ملوك الفراعنة؛ ولهذا يحق لنا أن نتساءل: كيف نشأت وما هو السبب الذي جعل خفرع يقوم بهذا التجديد؟
ويربض أبو الهول في وسط مكان منخفض على الحافة الشرقية للهضبة، وليس هذا المنخفض في حقيقة الأمر إلا حجرا كبيرا من حجر قطع منه العمال الأحجار اللازمة لبناء الأهرام وأخذوا من هذا الحجر أحسن الأحجار وبقيت في وسطه كتلة كبيرة تركوها في مكانها؛ لأن حجرها كان من نوع غير جيد وكان وجود هذه الكتل الكبيرة في مكانها لا يروق للعين بل يفسد منظر الهرم الثاني وطريقه الصاعد.
مما شكل مشكلة كبيرة كان على البنائين وضع حل لها، فكان عليهم أن يختاروا بين أن يزيلوا هذه الكتلة الضخمة أو تغيير شكلها إلى شكل مناسب، ومن المحتمل أن شكلها الطبيعي كان يوحي في صورة ما بشكل أسد رابط أو وعلى أي حال، فإن مهندسي خفرع رأوا في هذه الصخرة ما يمكن أن تصبح تمثالا فخمًا للملك على صورة أسد له رأس إنسان، وتم تحويل هذه الفكرة إلى حقيقة واقعة وحولوا هذه الكتلة التي تؤذي العين إلى أثر جميل وأبو الهول منحوت كله في صخر الجبل وارتفاعه يزيد عن 20 مترًا وطوله 57 مترا، وينظر أبو الهول نحو الشرق وهو بسيط في نحته عظيم في هيئته، وعلى رأسه لباس الرأس الملكي، وينزل على جانبي وجهه الذي يمثل وجه الملك خفرع نفسه، وينبغي هنا أن أصحح قصة طالما تناقلها الناس ونشرتها بعض الكتب عن تحطيم جنود نابليون لأنف أبو الهول؛ وذلك عندما استخدم هذا التمثال كهدف عند تمرينات هم في إطلاق البنات البنادق والمدافع ويكذب هذه القصة المؤرخ العربي المقريزي الذي توفي عام 1436 ميلادي يذكر المقريزي أنه كان يعيش في زمانه رجل صوفي يسمى صائم الدهر هو من ذهب إلى منطقة الأهرام، وشوه وجه أبو الهول.
ولقد مرت آلاف السنين وما زال أبو الهول جاسما في مكانه وعلى شفتيه ابتسامة مليئة بالأسرار تمثل مصر في اوج عظمتها مصر التي مر عليها الكثير من جنود الأعداء حاولوا أن يدنسوا أرضها المقدسة ولكن هذه الأرض ابتلعتهم جميعا. 
فكم مر على مصر من مد وجزر في تاريخها الطويل، وكان المصريون ينظرون دائما لذلك التاريخ القديم وينظرون إلى الأهرام كرمز للاستقرار والاعتزاز وهم ينظرون إلى أبو الهول كمصدر غير محدود للحكمة وللأمل في المستقبل. حفظ الله مصر وحفظ جيشها العظيم.