بعد عمليات القتل والترهيب التى تمارسها جماعة «بوكو حرام» النيجيرية فرع داعش فى نيجيريا منذ عدة شهور، عادت من جديد لعمليات خطف أطفال المدارس لاستخدامهم كعناصر فى صفوفها، وبحسب الجيش النيجيري، فأن عمليات الخطف زادت بشكل مخيف خلال الفترة الماضية وبالتحديد منذ ثلاثة شهور.
وبحسب بيان للشرطة النيجيرية، كانت آخر عمليات الخطف التى حدثت فى نيجيريا يوم الخميس ١٥ أبريل الجارى، حيث هاجم مسلحون حافلة بها طلاب فى العاصمة ابوجا، كما حدثت عملية أخرى يوم الخميس ١١ مارس الماضى، إذ قام مسلحون ايضًا بخطف ٣٩ طالبا بينهم امرأة حامل من مدرسة فى ولاية كادونا، ذلك بحسب ما جاء فى بيان للجيش النيجيري.
وحينها «قال صامويل أروان»، مفوض الأمن والشئون الداخلية في ولاية كادونا إن الشرطة والجيش وآخرين تصدوا لهجمات على مدرسة أخرى وعلى مبنى للحكومة المحلية قرب مطار كادونا.
ويوم السبت الماضى نشر مقطع مصور جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى فى نيجيريا لطلاب مفقودين من الكلية الاتحادية لميكنة الغابات يظهرهم وهم يتعرضون للضرب.
وقال طالب بالكلية في ذلك المقطع، إن خاطفيهم يريدون فدية قدرها ١.٣ مليون دولار.
ويعتبر هذا الحادث هو رابع واقعة خطف لتلاميذ فى أقل من ثلاثة أشهر، من قبل قطاع الطرق التابعين لجماعة بوكو حرام.
الخاطف «أوالون داودوا»
وبحسب وكالة « فرانس برس» الفرنسية، فإن جميع عمليات الاختطاف تتم بواسطة زعيم عصابة محلى يُدعى «أوالون داودوا»، وهذا الرجل بالغ من العمر ٤٣ عاما وينشط بالتعاون مع إيدى مينورتى ودنكرامى، وهما زعيما عصابات لديهما العديد من الأتباع المحليين، وهؤلاء الرجال يعملون مع جماعة بوكو حرام مقابل نسبة من اموال الفدية، والجماعة الإرهابية « حرام» تستعين بذاك الرجل فى عمليات خطف الطلاب لأنه أكثر خبرة منهم فى هذا العمل الإجرامي.
وأوضحت الوكالة الفرنسية، أن داودوا كان لصا مسلحا وسارق ماشية قبل أن يتحول لتهريب السلاح ويحمل معه من ليبيا أسلحة حصل عليها خلال تدريبات ليبيعها إلى عصابات.
وأضافت، أنه مع الوقت عقد تحالفا مع بوكو حرام وأصبح مهرب سلاح لها ايضًا، فيأخذ الأسلحة التى تصادرها الجماعة من القوات الأمنية النيجيرية فى عمليات دهم وكمائن، ثم يبيعها لعصابات أخرى، لقاء حصة».
أشارت الفرانس برس، إلى أن أوالون داودوا شوهد فى الغابة فى منطقة كانكراوتلك المنطقة التى خُطف فيها الأطفال وتم اقتيادهم إليها.
وتابعت، أن أوالون داودوا تلقى أوامر من الإرهابى أبوبكر الشكوى لخطف التلاميذ وجند إيدي مينورتى ودنكرامى للمساعدة.
وواصلت الوكالة، أنه عقب خطف الأطفال، عبروا بهم الحدود إلى ولاية زمفرا وقسموهم بين عصابات مختلفة للاحتفاظ بهم.
كنز ثمين
ومن جانبه قال محمد عز الدين، الباحث فى الشأن الأفريقى، إن خطف الطلاب بالنسبة لجماعة بوكو حرام يعتبر كنز ثمين، فهى فى الوقت الحالى تحتاج لمصدر دخل جديد لتوسع من رقعتها فى نيجيريا، فهي تستطيع من خلال عمليات خطف الطلاب طلب فدية كبيرة.
وأكد عز الدين في تصريح خاص لـ « البوابة»، أن بوكو حرام اتخذت اسلوب خطف الطلاب منهج أساسى منذ أكثر من اربع اشهر، ففى خلال الشهور الاربعة الاخيرة قامت بخطف ما يقرب من ٥٠٠ طالب وطالبة من خلال ٦ عمليات خطف.
