شهدت محافظة الأقصر، زيارتين هامتين خلال أسبوع واحد لكل من وزيرى التنمية المحلية والبترول، استهدفتا تفقد عدد من المشروعات، وافتتاح أخرى، وتوقيع بروتوكولات تعاون، تنفيذا لخطة التنمية التى وضعتها القيادة السياسية.
أولى الزيارتين، قام بها اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، وجاءت لتفقد عدد من المشروعات التابعة لبرنامج الأغذية العالمى، وبحث ربطها بالمشروعات والمبادرات الناجحة والمتميزة للوزارة في باقى محافظات الصعيد، وكان في استقبال الوزير كل من المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر ومنجستاب هايلى الممثل المقيم ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمى للأمم المتحدة بالقاهرة، وآلاء الزهيرى مسئول العلاقات مع الجهات الحكومية بالبرنامج.
شملت زيارة وزير التنمية المحلية، بمحافظة الأقصر، جولة بقرية البغدادى التابعة لمركز البياضية، حيث تم تفقد أنشطة مشروع بناء مرونة نظم الأمن الغذائى المنفذة بالقرية، واستمع من المزارعين إلى تفاصيل مشروع التغيرات المناخية بالبغدادى والذى يعد أحد مشروعات برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة لدعم أكثر من ١٢٠ ألف شخص من خلال التدخلات المنفذة لمواجهة تغير المناخ والتوعية، حيث تعد قرية البغدادى واحدة من ٦٤ مجتمعًا ريفيًا يقدم لها البرنامج الدعم للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في صعيد مصر ومساعدتهم على تقليل خسائر محاصيلهم وزيادتها من خلال تجميع الأراضى وتحسين تقنيات الزراعة والرى واستخدام الطاقة النظيفة لضخ المياه واستخدام أنواع أفضل من البذور واستخدام الآلات.
كما تفقد الوزير، عددا من المشروعات في قرية البغدادى وعلى رأسها تبطين الترع وتقنيات زراعة محسنة وتجميع حيازات الأراضى ومحطة طاقة شمسية وزيارة وحدة التجفيف الشمسى للطماطم التى تديرها السيدات، وأشاد اللواء محمود شعراوى بمشروع دعم مجتمعات المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بقرية البغدادى والذى يقوم البرنامج بتنفيذه بالتعاون مع وزارة الزراعة في محافظات أسوان والأقصر وسوهاج وقنا وأسيوط والذى سيتم التوسع في نحو ٦٠ قرية جديدة بمحافظات الصعيد خلال الفترة الحالية، ويهدف هذا المشروع إلى زيادة الإنتاج من المحاصيل الزراعية، زيادة دخل المزارعين وخلق فرص عمل واستدامتها والحفاظ عليها.
عقب ذلك، قام "شعراوي" بزيارة إلى مقر جمعية عمر بن الخطاب الخيرية بالقرية، حيث استمع إلى جهود برنامج الأغذية العالمى لدعم الجمعية في مساعدة ودعم الأسر وتقديم الرعاية الاجتماعية والمجتمعية لهم وتقديم قروض للسيدات لتمويل أنشطة اقتصادية مثل الإنتاج الحيوانى والداجنى والمشروعات الزراعية الصغيرة، مثل تجفيف الطماطم، والتى يأمل البرنامج في ربطها بالمبادرات الناجحة والمتميزة لوزارة التنمية المحلية في برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر وكذا المبادرة الرئاسية حياة كريمة.
واستمع وزير التنمية المحلية والمحافظ، إلى تجارب عدد من السيدات بالقرية في إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة، ووجه شعراوى بدعم سيدات القرية للتوسع في مشروعاتهم الحالية في إطار جهود الوزارة لتمكين المرأة اقتصاديًا وتقديم الرعاية الاجتماعية، موجهًا حديثه لسيدات القرية والأهالى "إحنا جايين علشان نخدمكم وده شغلنا وهنساعدكم في زيادة مشروعاتكم"، كما وجه بتوفير قروض ميسرة من صندوق التنمية المحلية للسيدات في القرية.
كما قام شعراوى، بجولة في مركز الأقصر التنسيقى للابتكار ونقل المعرفة، والذى تم إنشاؤه من قبل الحكومة وبرنامج الأغذية العالمى، لتبادل الدروس المستفادة وقصص النجاح في بناء القدرة على الصمود والتنمية الريفية والحماية الاجتماعية والتحول الرقمى، وتابع مجموعة من الدورات التدريبية التى يتم تنظيمها للمزارعين المستفيدين من مشروعات البرنامج حيث يتم حاليًا تنظيم دورة تدريبية في زراعة القمح بالطرق الحديثة، كما اطلع شعراوى على الدورة التدريبية حول طرق تجفيف الطماطم بالمركز لزيادة معدلات التصدير.
وأعرب وزير التنمية المحلية، عن سعادته بما شاهده في المركز والجهود الكبيرة التى يقوم بها برنامج الأغذية العالمى، معربًا عن أمله في زيادة عدد القرى المستهدفة لتنفيذ مشروع توحيد الحيازات الزراعية بها، مؤكدا أن الوزارة مستمرة في الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة عبر مبادرة مشروعك وقروض صندوق التنمية المحلية لخلق فرص عمل وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، مشيرا إلى أن الاهتمام بالمواطن على رأس أولويات عمل الحكومة تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية.
كما أشار اللواء محمود شعراوى، إلى جهود الوزارة للنهوض بالقرى المصرية بالمحافظات وجعلها قرى نموذجية وخاصة فيما يخص البنية التحتية والصرف الصحى ومياه الشرب وتوفير فرص عمل لأبناء القرى من الشباب والمرأة المعيلة، مشيرًا إلى التنسيق والتعاون بين الوزارة والبرنامج في عملية اختيار القرى التى سيعمل عليها خلال الفترة الحالية في إطار فكر التنمية المتكاملة التى تنفذه الوزارة وتحويل القرى إلى قرى نموذجية ومبادرة رئيس الجمهورية حياة كريمة وتطوير الريف المصري.
وفى نهاية الجولة، وقع اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية ومنجستاب هايلى الممثل المقيم ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمى للأمم المتحدة بالقاهرة، على الاتفاق الإطارى للتعاون بين الوزارة والبرنامج والاتفاق على مجالات التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة، ومن بينها الربط بين مركز الأقصر ومركز "نارو" مقر إقليم الشمال الأفريقي لمنظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية والذى تستضيفه القاهرة لتبادل ونشر التجارب الناجحة والخاصة بمشروعات وزارة التنمية المحلية وعلى رأسها برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ومشروعات مبادرة حياة كريمة ومجالات تنمية المدن.
وستشمل مجالات التعاون بين الجانبين ضمن الاتفاق الإطارى تنفيذ البوابة "الجيو مكانية" لوزارة التنمية المحلية والتى تهدف إلى رصد ومتابعة كل المشروعات والخدمات التى تديرها وتشرف عليها الوزارة بالمحافظات، عبر إنشاء وحدة نظم المعلومات الجيو مكانية بالوزارة وإنشاء قاعدة بيانات جغرافية مركزية موحدة وتنظيم عملية تبادل المعلومات والبيانات بين الوزارات والمحافظات، وبناء نظام لدعم عمليات اتخاذ القرار وإدارة الأزمات.
حيث سيقدم البرنامج الدعم الفنى والتقنى لتحديد الهيكل التنظيمى والكوادر الفنية المطلوبة، وسيتم تدريب عدد من العاملين بالوزارة على أحدث برامج نظم المعلومات الجغرافية بالتعاون مع إحدى الشركات الكبرى، كما يشمل الاتفاق الإطارى أيضًا إنشاء منصة التجارة الإلكترونية لتسويق منتجات المحافظات اليدوية والتراثية "أيادى مصر" بهدف دعم المنتجات اليدوية للمرأة بالمحافظات لتمكينها اقتصاديًا وتحسين القدرة التسويقية وزيادة فرص البيع والشراء والمساعدة في الوصول للأسواق.
واختتم الوزير جولته، بلقاء محافظى الأقصر وقنا والجهات المشاركة في تنفيذ مشروع تطوير الريف المصرى، حيث أكد اللواء محمود شعراوى، أن المشروع القومى لتطوير القرى المصرية الذى يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي، يأتى في إطار المرحلة الجديدة لمبادرة حياة كريمة، ويستهدف إحداث تطوير شامل لكل قرى الريف المصرى الذى يعيش فيها ٥٦٪ من السكان خلال ثلاث سنوات فقط وذلك من خلال العمل على مستوى مراكز إدارية بالكامل، وتبدأ المرحلة الأولى للبرنامج بـ ٥١ مركزا سيتم نهو الأعمال المطلوبة بها خلال عام واحد.
فيما كانت الزيارة الثانية لوزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، حيث افتتح محطتى تموين الوقود المتكاملتين الجديدتين بالمحافظة واللتين تقدمان خدمات التموين بالغاز الطبيعى للسيارات لأول مرة بالأقصر، والملحق بهما مركزين لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى لخدمة مدينة الأقصر والمناطق المجاورة لها.
وأوضح الوزير، أن المحطتين المتكاملتين بالأقصر تأتيان ضمن خطة الوزارة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين على مستوى الجمهورية، وبخاصة في صعيد مصر، مشيرًا إلى أن خطة نشر المحطات المتكاملة لخدمة المواطنين تراعى زيادة منافذ التموين بالغاز الطبيعى، وكذلك مراكز التحويل تحقيقًا لخطط التوسع في استخدام الغاز الطبيعى كوقود في السيارات وزيادة الاعتماد عليه ضمن منظومة تداول الوقود بالسوق المحلية.
