الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الدكتورة رحمة دويدار تكتب: (اليوم العالمي للأخوة الإنسانية)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وأله وصحبه أجمعين، وبعد.
تحل علينا في يوم الرابع من فبراير هذا العام، الذكرى الثانية للتوقيع على "وثيقة الأخوة الإنسانية" من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، والتي شهد التوقيع عليها الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان.
وكان أبرز ما دعت إليه تلك الوثيقة هو التعايش السلمي ونبذ الحروب لتسوية الخلافات الدولية، والدعوة إلى اعتماد المفاوضات والتفاهم والاحترام المتبادل بين الدول، مع الإقرار بالتكافؤ والمنفعة أساسًا للعلاقات الدولية.
فظهر لنا كيف تنوعت ألوان التعايش السلمي التي يتمتع بها الناس في ظل النظام الإلهي، حيث كان النظام الإسلامي أقوى من طبق هذا المبدأ ليشمل الجميع ممن يجمعهم المكان والزمان الواحد، فقد قال - تعالى -: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )(الحجرات 13).
وقد نقل لنا التاريخ صورًا كثيرة من صور التسامح والتآخي والاعتدال والتقارب منذ بداية ظهور الإسلام حتى الآن أخرها هذه الوثيقة التي جاءت بعد تأمل عميق للواقع والعالم المعاصر، ولا ننكر أهميتها من أجل السلام العالمي ودورها في التقريب بين الأديان ومحاولة إيجاد مساحة مشتركة بينهم من أجل مصلحة الإنسانية.
ولكن الجديد هذا العام فيما يتعلق بوثيقة الأخوة الإنسانية، هو اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بجعل هذا اليوم الرابع من فبراير كل عام " يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية " بداية من هذا العام، ويعد هذا اعترافًا دستوريًّا ودوليًّا عالميًّا بهذه الوثيقة التاريخية.
كل ذلك في محاولة من الأمم المتحدة لتشجيع الأنشطة التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من أجل تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي، واحترام التنوع وتوخي الاحترام المتبادل، وتهيئة بيئة مواتية لتحقيق السلام والتفاهم المتبادل، حيث قدمت تلك الوثيقة للعالم نموذجًا للتعايش السلمي الذي لطالما دعت إليه الأديان، فالأديان لم تكن أبدًا للحروب أو الكراهية أو العداء والتعصب أو العنف.
وآخر ما اختم به... جزءٌ من نص الوثيقة الخاص بالدعوة إلى السلام العالمي والعيش المشترك (إنَّنا نحن - المُؤمِنين باللهِ وبلِقائِه وبحِسابِه - ومن مُنطَلَقِ مَسؤُوليَّتِنا الدِّينيَّةِ والأدَبيَّةِ، وعَبْرَ هذه الوثيقةِ، نُطالِبُ أنفُسَنا وقادَةَ العالَمِ، وصُنَّاعَ السِّياساتِ الدَّولِيَّةِ والاقتصادِ العالَمِيِّ، بالعمَلِ جدِّيًّا على نَشْرِ ثقافةِ التَّسامُحِ والتعايُشِ والسَّلامِ، والتدخُّلِ فَوْرًا لإيقافِ سَيْلِ الدِّماءِ البَرِيئةِ، ووَقْفِ ما يَشهَدُه العالَمُ حاليًّا من حُرُوبٍ وصِراعاتٍ وتَراجُعٍ مناخِيٍّ وانحِدارٍ ثقافيٍّ وأخلاقيٍّ.
ونَتَوجَّهُ للمُفكِّرينَ والفَلاسِفةِ ورِجالِ الدِّينِ والفَنَّانِينَ والإعلاميِّين والمُبدِعِينَ في كُلِّ مكانٍ ليُعِيدُوا اكتشافَ قِيَمِ السَّلامِ والعَدْلِ والخَيْرِ والجَمالِ والأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ والعَيْشِ المُشتَرَكِ، وليُؤكِّدوا أهميَّتَها كطَوْقِ نَجاةٍ للجَمِيعِ، وليَسعَوْا في نَشْرِ هذه القِيَمِ بينَ الناسِ في كلِّ مكان).