الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الوئام والأخوة".. الأردن والإمارات يحتفيان في اليوم الأممي للإنسانية.. مليون دولار مناصفة بين الأمم المتحدة وناشطة فرنسية.. محمد عبد السلام: أطلقنا مبادرات تستهدف الشباب والمرأة ‏والتعليم والثقافة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتشارك المملكة الأردنية الهاشمية والإمارات العربية المتحدة، غدًا الخميس، في الذكرى الأممية لليوم الرابع من فبراير لعام 2021، والذي يجمع بين ختام أسبوع الوئام العالمي بين الأديان الذي انطلق مطلع الأسبوع الجاري وتختتم فعالياته اليوم بحضور الملك عبدالله الثاني في العاصمة عمان، والاحتفالية الافتراضية لليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي من خلال اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بحضور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وحاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إلى جانب وزير التسامح والتعايش الإماراتي الشيخ نهيان آل نهيان، وزير الشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، ووزيرة التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وعدد من وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة.



يوم عالمي للأخوة
أعلنت الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي عن يومٍ أممي للأخوة الإنسانية يتم من خلاله تعريف المؤسسات المعنية بما ورد في وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان في الرابع من فبراير 2019، بحضور نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وحاكم دبي محمد بن راشد.
وأكد الأزهر الشريف مشاركة الإمام والبابا في الاحتفال العالمية الافتراضية المقرر لها الثالثة والنصف عصرًا بتوقيت القاهرة، والتي تتواكب مع الذكرى الثانية لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، بحضور عددٍ من القادة والشخصيات من كافة دول العالم.



تحالف إنساني تقوده مصر والإمارات
قال الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية المستشار محمد عبد السلام، إن التحدي الأكبر بعد التوقيع على الوثيقة‏ كان نقل مبادئ الوثيقة التاريخية ‏إلى أرض الواقع، ‏وهو طريق ومشروع صعب للغاية يحتاج إلى تضافر الجهود لكي نمضي ‏بالسرعة المطلوبة ونحقق أهداف الوثيقة، وقد أطلقنا عدة مبادرات تستهدف الشباب والمرأة ‏والتعليم والثقافة والحوار بين أتباع الأديان، وأطلقنا مشروعات إستراتيجية مثل البيت ‏الإبراهيمي وهو رسالة بأن طريق البشرية واحد وأن لكل دين خصوصيته، وخصوصية الأديان ‏من أهم رسائل الأخوة الإنسانية.‏
وقدم الشكر إلى الدبلوماسية المصرية والعربية حيث شكلت ‏الدبلوماسية العربية وخصوصًا المصرية والإماراتية والسعودية والبحرينية تحالفًا إنسانيًّا لإحراز ‏هذا الهدف السامي بالاستجابة لمبادرة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية باعتماد يوم توقيع وثيقة ‏الأخوة الإنسانية يومًا ‏دوليًّا يُحتفى به كل عام، والملهم في هذا القرار أنه جاء بالإجماع خلال ‏أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا يدل على أن الأخوة الإنسانية لا خلاف عليها.‏

احتفاء بالجهود المخلصة في مجال الإخاء
بينما قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جلسات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن اللجنة تسابق الزمان من أجل تحويل مبادئ الأخوة الإنسانية إلى مشروعات واقعية في التعليم والثقافة، مؤكدًا أن احتفال اللجنة العليا بذكرى توقيع الوثيقة هو احتفاء بالجهود المخلصة في مجال الإخاء الإنساني حول العالم، وتشجيع الأفراد والمؤسسات كافة على المضي قدمًا وتنفيذ المبادرات والمشروعات التي تخدم الإنسانية، وتهدف إلى الارتقاء بالإنسان بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين.
وأوضح المحرصاوي أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية منذ انطلاقها عقدت عديدًا من الشراكات الدولية، وسخرت جهودها لتعميم العمل ببنود الوثيقة التاريخية حول العالم، ونجحت اللجنة في تضمين وثيقة الأخوة كمنهج دراسي في جميع المراحل العمرية في عدد من الدول، إضافة إلى الأزهر والفاتيكان، وأطلقت عددًا من المبادرات العالمية.

بيت العائلة المصرية.. تأكيد للقيم العليا والقواسم المشتركة
من جانبه، أوضح الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر، المنسق العام لبيت العائلة المصرية، أن وثيقة الأخوة الإنسانية تعتبر امتدادًا للنسق الفكري الأزهري الوسطي، الذي يقوم على احترام التعددية الدينية والمذهبية وقبول الآخر والعيش المشترك في سلام، مؤكدًا أن فكرة الأخوة الإنسانية متجذرة في الثقافة الأزهرية، مبينًا أن قوة العلاقات بين شركاء الوطن(الأزهر والكنيسة) يعد تطبيقًا عمليًا لوثيقة الأخوة الإنسانية.
وبين "الأمير" أن بيت العائلة المصرية يعمل على تأكيد القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، كما يعمل على بلورة خطاب جديد ينبثق منه أسلوب من التربية الخُلقية والفكرية بما يناسب الشباب والنشء ويشجع على الانخراط العقلي في ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف.


وبين في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن أسبوع الوئام الذي تحتفي به الأردن جاء ليؤكد أن الإسلام هو ديانة سلام وفق ما أعلنه الملك عبدالله في رسالة عمان، وأيده في ذلك 138 عالمًا مسلمًا بعنوان "كلمة سواء"، تقوم على ركني محبة الله ومحبة القريب الإنساني، مشددًا على أن احتفال هذا العام يتواكب مع اليوم الأممي للأخوة الإنسانية والذي ينبثق من المسيرة الوئامية التي انطلقت بتوقيع البابا فرنسيس والإمام الأكبر من أجل السلام العالمي والعيش المشترك والذي يدل على عطش الشعوب وأتباع الديانات لكلمة سواء تعزز أخواتنا الإنسانية في زمن الفرقة والتحريض والعنف والتعصب والطائفية العمياء.

حوارًا فقهيًّا ولاهوتيًّا راقيًا
أكد الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، أن وثيقة الأخوة ‏الإنسانية وثيقة تاريخية ملهمة، تمثل حوارًا فقهيًّا ولاهوتيًّا راقيًا، وتنظر للكرامةِ ‏الإنسانيةِ نظرةً عميقةً‏ تلتحم مع تحدياتِ اللحظةِ الراهنةْ، وتحديات العولمة التي ‏حاولت فرض أنماطها وسياساتها فأدت إلى نزاعاتٍ عرقيةٍ ودينيةٍ بشكلٍ لم تعرفْهُ ‏البشريةُ من قبلْ، مؤكدًا أن ما طرَحَتْهُ هذهِ الوثيقة هو فَهمٌ عميقٌ للعَلاقةِ مع اللهِ، ‏وإدراكٌ لواقعِ المهمشينَ ‏والفقراءِ، والآثارِ المدمرةِ للحروبِ، كما تدعونا الوثيقة إلى ‏استمرارِ الحوارِ وضرورةِ ‏دعمِهِ، مع الارتباطِ بالتغييرِ الإيجابيِّ على أرضِ الواقعِ، ‏والعملِ معًا منْ خلالِ مبادراتٍ جديدةٍ ‏وإبداعيةٍ.‏



جائزة المليون دولار مناصفة للمرة الثانية
أعلنت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، رسميًا فوز كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والناشطة الفرنسية من أصول مغربية لطيفة بن زياتين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021، والتي تقدر بمليون دولار أمريكي، وذلك بعد أن منحت الجائزة سابقًا لفضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس على خلفية توقيع الوثيقة عام 2019.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة: "بكل تواضع وامتنان عميق وشعور بالفخر أتلقى جائزة زايد للأخوة الإنسانية، التي أعتبرها أيضًا تقديرًا للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة كل يوم وفي كل مكان لتعزيز السلام والكرامة الإنسانية."
كما أعربت الناشطة الفرنسية ذو الأصل المغربي لطيفة بن زياتين عن سعادتها قائلة: "أقف اليوم بتواضع كبير أمام هذا الشرف العظيم الذي تمثله جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والتي لا تعد تكريما لما قدمت من مبادرات وحسب، وإنما احتفاءً بكل الجهود التي يبذلها زملائي كل يوم للقضاء على التشدد من خلال الحوار والاحترام المتبادل وتعزيز ثقافة السلام والعيش المشترك، وآمل في أن تسهم هذه الجائزة في رفع مستوى الوعي في مجتمعاتنا تجاه أهمية بذل المزيد من الجهود في هذا المجال".

أسبوع الوئام بين الأديان
بدورها تحتفي العاصمة الأردنية عمان بذكرى الأسبوع الأممي للوئام بين الأديان — الذي اقترحه الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن في الأمم المتحدة في 2010 — بعد اعتماده من قبل الأمم المتحدة في 20 أكتوبر لعام 2010، وأشارت الجمعية العامة في قرارها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.



محبة الله والقريب الإنساني
يقول المطران منيب يونان رئيس الاتحاد اللوثري سابقا والرئيس الفخري للأديان من أجل السلام، إلى أسبوع الوئام العالمي بين الأديان الذي تختتم فعالياته اليوم بحضور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، يؤكد على أن البلاد العربية دائمًا ما تكون حاضرة وفاعلة في تلك المبادرات الإنسانية التي تنبع من يقينها وعقيدتها الراسخة بأهمية هذا المبدأ، لافتًا إلى أن الأردن نجحت في تأييد أممي لهذا الأسبوع في العام 2010، وذلك سعيًا لتعزيز السلام ونبذ العنف وهو ما يتلاقى مع وثيقة الأخوة الإنسانية ويدعمها في هذا الجانب.