الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أم كلثوم.. شمس الأصيل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل علينا اليوم ذكرى رحيل ​سيدة الغناء العربي أم كلثوم، التى لقبها جمهورها في مصر والعالم العربي بالعديد من الألقاب، أبرزها كوكب الشرق وشمس الأصيل وثومة والست وصوت القاهرة والهرم الرابع، وغيرها.
ولدت فاطمة السيد إبراهيم السيد البلتاجي في نهاية عام 1898 بقرية طماي الزهايرة التابعة لمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وكان والدها يعمل مؤذنًا لمسجد القرية، كما كان ينشد الابتهالات في الاحتفالات.
اكتشف والدها موهبتها الغنائية فأشركها معه في الإنشاد الديني ولكن على أنها صبي، إلى أن قرر أخذها والسفر إلى القاهرة ليساعدها على اكتشاف موهبتها.
بدأت أم كلثوم مسيرتها عام 1922 عندما أحيت مع والدها ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا، وأعطتها سيدة القصر خاتمًا ذهبيًا، وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرًا لها في ذلك اليوم، ومن بعدها بدأت تحيي حفلات كبار العائلات، وحضر حفلاتها الأولى منيرة المهدية والموسيقار ​محمد عبد الوهاب​.
ألحقها "عبد الوهاب" بالتخت الشرقي، وبعدها شاركت في فيلم "سلامة" وفيلم "فاطمة".
تتلمذت أم كلثوم على يد المحلنين محمد القبصجى وزكريا أحمد، وحققت شهرتها الكبيرة مع الشاعر أحمد رامى الذى كتب لها 137 أغنية.
حققت أم كلثوم أعلى مبيعات عندما غنت في عام 1928 مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الآسية" وانطلق اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية.
في عام 1935 غنت أم كلثوم " على بلد المحبوب وديني" من ألحان رياض السنباطي، الذى ظل يلحن لها من بعدها ما يقرب من 40 عاما، ويكاد يكون هو ملحنها الوحيد في فترة الخمسينات، بعدها بعام لحنت أغنية "يارتني كنت النسيم"، في عام 1946 غنت 3 قصائد من ألحان السنباطي وكلمات أحمد شوقي، غنت (سلوا قلبي) التي أخذت بعدا سياسيا في أبياتها التي تقول "وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تأخذ الدنيا غلابا"
في سنة 1966 غنت من الحان رياض السنباطي قصيدة الأطلال من كلمات الشاعر إبراهيم ناجي وكان غناؤها لهذه الأغنية بعد عام واحد من غنائها لاغنية أنت عمري من الحان محمد عبد الوهاب، وكان ذلك بمثابة رد من السنباطي على عمل عبد الوهاب أنت عمري الذي حقق نجاحًا كبيرًا واثبت السنباطي أيضًا قدرته الفائقة على تلحين القصائد التي تكتب بالفصحي وحققت الأطلال نجاحًا قويًا.
في اوائل عهد ثورة يوليو تم منع إذاعة أغاني أم كلثوم من الإذاعة نهائيا وطردها من منصب (نقيبة الموسيقيين) باعتبارها (مطربة العهد البائد)، لم يكن هذا قرارا من مجلس قيادة الثورة لكنه قرار فردي تم اتخاذه من قبل الضابط المشرف على الإذاعة.
أعتبرت ضد الثورة عندما غنت، للجيش المحاصر في الفالوجا أثناء حرب فلسطين أغنية (غلبت أصالح في روحي)، ذلك الجيش الذي كان بين أفراده عبد الناصر وأنور السادات، بسبب حصولها على قلاده صاحبه العصمة وغنائها للملك أكثر من مره منها أغنية عام 1932 في حضور الملك فؤاد.
في سبتمبر عام 1952، أوصل مصطفى أمين قرار الطرد إلى جمال عبد الناصر شخصيا الذى قام بإلغائه، وعلى إثر نزاع على منصب النقيب يتم إلغاء انتخابات النقابة، ويتم تعيين محمد عبد الوهاب نقيبا للموسيقيين، على إثر هذا الموقف وما تردد عن مساندة بعض الضباط الأحرار لعبد الوهاب؛ تُبَلِغ أم كلثوم قرار اعتزالها إلى الصاغ أحمد شفيق الأبو عوف.
الذي نقله إلى مجلس قيادة الثورة، فذهب إليها وفد مكون من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وصلاح سالم لإقناعها بالعدول عن رأيها، لقد أثرت هذه اللحظة فيها كثيرا جدا كما ظهر فيما بعد من أغانٍ لها ومواقف، وحملت إعجابا جارفا بعبد النـاصر وبمواقفه ككل الشعب آنذاك، ويتجلى ذلك في أغنية مثل (بعد الصبر ما طال نهض الشرق وقال، حققنا الآمال برياستك يا جمال) أو (يا جمال يا مثال الوطنية..أجمل أعيادنا المصرية برياستك للجمهورية)
تم تدارك كل ما حدث سابقا في حق أم كلثوم بعد أن هدأت الأمور، كما أن الثورة أعطتها دافعا معنويا قويا، حتى أنها رأست اللجنة التي أشرفت على اختيار السلام الوطني الجديد للجمهورية، حيث أيدت أم كلثوم النشيد الوطني الذي أعده عبد الوهاب.
شاركت أم كلثوم في الكفاح الوطنى بعد الهزيمة، حيث قامت بجولات عربية تبرعت بإيرادها لتسليح الجيش المصرى.
قدمت أم كلثوم أكثر من 350 أغنية، في عام 1975 استمرت صحتها بالتدهور، وكانت الصحف تتحدث يوميًا عن حالتها الصحية، حتى توفت في الثالث من فبراير من عام 1975.
وشارك في جنازتها 4 ملايين شخص، ووصفت جنازتها بأنها من أكبر الجنازات التاريخية.