ناقشت كلية التجارة جامعة القاهرة رسالة دكتوراة بعنوان "مدى تأثير استخدام البيانات الحكومية الضخمة المفتوحة في تحسين أداء خدمات الحكومة المصرية الذكية.. بحث تطبيقي على الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة"، إعداد الباحث يوسف محمد محمد نصر.
وأوضح الباحث يوسف نصر، أن هدف هذه الدراسة إستجلاء دور وأهمية البيانات الحكومية المفتوحة الضخمة في تمكين وتعزيز التحول والانتقال من مفهوم الحكومة الإلكترونية إلى مفهوم أكثر تطورًا وحداثة وهو الحكومة الذكية، والتطوير المستمر الذى بات ضرورة ملحة في عصرنا الحاضر في مصر وبلادنا العربية على وجه الخصوص والتي تقوم بإنتاج كمية كبيرة من البيانات التي يمكن استخدامها للمساعدة في تحسين الإيرادات وتطوير البنية التحتية، وتنمية القطاعات المهمة المتعلقة بالاقتصاد والاستثمار والصحة والتعليم وغيرها.
كما هدفت الدراسة إلى أهمية زيادة الوعى والتعرف والتعامل والإستفادة من مبادرات ومنصات البيانات الحكومية المفتوحة الضخمة ومدى تمثيل البيانات والتصاميم والبرمجيات والإتاحة للبيانات والمعلومات والحفظ الرقمي في الفضاء الكوني الإلكتروني الحوسبة السحابية ومدى مشاركة المواطنين والتفاعل معها، واعتمدت الدراسة على أسلوب المنهج التحليل الوصفي، ومن خلاله تم الكشف عن عدة نتائج أبرزها أن منصات البيانات الحكومية الضخمة المفتوحة في مصر والدول العربية لا تزال تحتاج لمزيد من التطوير والتنوع والإثراء والتفاعل بين المواطنين والحكومة.
كما أن التوجه نحو الحكومة الذكية وتطبيقاتها وتصميم منصات البينات الحكومية الضخمة المفتوحة جزءًا أساسيا وفاعلا في بناء وتطوير تلك الحكومات في حاضرها ومستقبلها، ومن ثم بناء مجتمع المعرفة ودعم الاستثمار والاقتصاد القومي والعمل على تنامى التنمية المستدامة.
ويؤكد الباحث أن علم الإدارة الحديث يتبنى منهج التطوير المستمر والابتكار والإبداع في إحداث تغييرات جذرية في مفهوم العمل الإداري التقليدي إلى فكر جديد لعلوم الإدارة الحديثة الذى يعتمد على نظم المعلومات الإدارية وإدارة المعرفة والنظم الخبيرة بمساعدة البرمجيات والأجهزة الذكية التكنولوجية الحديثة والاتصالات المتقدمة.
وأشار إلى إن التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات وتوافر البيانات ساهم ويساهم في تعزيز قدرة المنظمات على الابتكار عبر إدخال تحسينات أساسية على سير الأعمال والإستراتيجيات الإدارية، والتحكم والسيطرة والرقابة، وما تتيحه من تطبيقات تمكن من الإستفادة من المعارف المتاحة وإدارتها لصالح المنظمات ويعتبر ظهور وانتشار الحاسب الآلي والشبكات المحلية في النصف الثاني من الثمانينيات تحولًا نوعيًا، وتبع ذلك ظهور وانتشار الإنترنت في النصف الثاني من التسعينيات باعتبارها وسيلة للمعلومات والاتصالات وهذا هو الفرق الأساسي من الناحية التكنولوجية بين التطبيقات الإدارية التقليدية وتطبيقات الإدارة الإلكترونية إلى تطبيقات الحكومة الذكية.
وبعبارة أخرى يقول الباحث يوسف نصر هذه الدراسة تتناول التطرق إلى تطبيقات الحكومة الذكية في دعم تحقيق العمل الإلكتروني والإستفادة من البيانات الحكومية الضخمة المفتوحة وهى تحقق العديد من الفوائد ولها نتائج إيجابية في العديد من المجالات ويشمل ذلك المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والسياسية والثقافية والإعلامية والتنموية والعلمية.
كما إنها تعزز جوانب مختلفة مثل الشفافية والمسئولية والمسألة ودعم الابتكار وتسهيل الوصول للبيانات الحكومية وتطوير الخدمات والمنتجات التي تقدمها الجهات والمؤسسات الحكومية، وذلك بالتطبيق على الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بجمهورية مصر العربية كأحد الهيئات الحكومية التي تدعم الدخل القومي وتلعب دورًا حيويًا في النهوض بالاقتصاد المصري.
