خرج المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية بتصريح جديد يكشف عن عدم الإبلاغ حتى الآن عن ظهور أي سلالات جديدة في مصر من فيروس "كورونا" المستجد من قبل مسئول اللوائح الصحية الدولية المنوط بالإبلاغ عن ظهور أي سلالات جديدة.
وأكد المكتب، على أهمية دور الإعلام في نشر الوعي المجتمعي لتطبيق الإجراءات الاحترازية، حيث إن ليست كل الحالات الإيجابية لديها أعراض، مضيفًا أنه يجب الحرص المستمر على نظافة الأيدي والتباعد الجسدي وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة والمغلقة، وممارسة الرياضة والالتزام بالغذاء الصحي السليم والحفاظ على الصحة النفسية.
سلالة جديدة من "كورونا" بالدول الأوروبية
تفشت السلالة الثانية من فيروس "كورونا" في بريطانيا، وتعدت حدودها إلى مشارق الأرض ومغاربها خلال أيام معدودة، حيث كشفت بريطانيا خلال الشهر الجاري عن السلالة الجديدة أكثر عدوى بنسبة 70% مقارنة بالسلالة الحالية من الوباء، موضحة أن هذه السلالة السبب وراء تفشي الوباء بسرعة في مناطق لندن وجنوب شرق إنجلترا، وسارعت العديد من الدول إلى وقف الرحلات مع بريطانيا لمنع وصول كورونا المتحور إلى أراضيها.
وصلت السلالة الثانية من "كورونا" إلى العديد من الدول في غالبية القارات، ففي الشرق الأوسط باتت لبنان أول دولة عربية أعلنت إصابة بالسلالة الجديدة، فيما اشتبهت سلطة عمان، بوجود حالات لكنها لم تؤكد وجود إصابات، وفي أوروبا أيضًا تم رصد عدد من الحالات في الدنمارك وهولندا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والسويد، أما في آسيا فكان ظهور السلالة الجديدة في اليابان وسنغافورة والفلبين وهونغ كونغ، وأيضا في كندا وأستراليا، والقاسم المشترك بين العديد من الإصابات في هذه الدول أنها مرتبطة بحالات أشخاص قادمين من المملكة المتحدة.
ومن الطبيعي أن تحدث تحورات وطفرات في الفيروسات، فهذه طبيعتها، ورصد العالم 23 تحورا كبيرا في فيروس "كورونا"، لكن الخطير في الأمر هو التحور الذي طرأ في بريطانيا مما جعل الوباء أكثر قدرة على العدوى والانتشار، ويشار إلى أن هناك سلالة أخرى جديدة تعرف بعدواها الشديدة تنتشر في جنوب أفريقيا، لكنه تختلف قليلا عن تلك التي في بريطانيا، وكذلك هناك سلالة أخرى في نيجيريا.
من جانبه، يوضح الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومى للكبد والأمراض المعدية، المستشار العلمي للمركز المصرى للحق في الدواء، أن اكتشاف السلالة الجديدة يأتي من خلال فحص العينات التي يتم الحصول عليها من خلال المسحات التشخيصية، ويتم الفحص بالشفرة الجينية أوالكود الجيني، والتي يتم من خلالها معرفة السلالة، لافتًا إلى أنه في مصر يوجد 3 سلالات حسب تصريح اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس "كورونا"، فلا بد من زيادة المراكز الصحية العلمية المتخصصة وزيادة فحص العينات لاكتشاف مختلف السلالات حين ظهورها.
ويتابع عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن تصريحات المسئولين عن إدارة الأزمة تؤكد عدم ظهور أي سلالة جديدة حتى الآن في مصر، إلا أنه يكون على مستوى العالم نحو 7 سلالات من فيروس "كورونا" سواء في الدول الأوروبية والأفريقية، مطالبًا بضرورة المتابعة الدورية لاكتشاف السلالات الجديدة من الفيروس، ولابد من دعم تقنيات المعامل الحكومية المركزية وجميع الأماكن وفحص المسحات التشخيصية والفحص الجيني، فهناك اختلاف في ترتيب الأحماض النووية ويعمل تحورات في الفيروس تشير إلى وجود سلالات أخرى.
ويشير إلى أن تزايد حالات الإصابات تحتاج إلى فحص العينات للتأكد من السلالات الموجودة في مصر، وزيادة معدل الالتهابات في الجهاز التنفسي في فصل الشتاء وفيروسات الجهاز التنفسي تزيد في الشتاء وهناك حالات مصابة في العزل المنزلي سواء كورونا أو انفلونزا في فصل الشتاء، مطالبًا بزيادة المسحات التشخيصية لمعرفة المصابين، وفيما يخص المخالطين فلا بد من متابعتهم إذا حدث لهم أي أعراض مما يتطلب عمل مسحة على الفور وعزلهم.
كما يضيف الدكتور محمد عبد الحميد شلبي، أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، أن سلالات فيروس كورونا خطيرة جدًا على المواطنين على مستوى دول العالم، وخاصةً كبار السن وضعاف المناعة وأصحاب الأمراض المزمنة، مطالبًا بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية خلال الفترة الراهنة نتيجة تزايد حالات الإصابة والوفاة جراء الفيروس، فضلًا عن تحقيق التباعد الاجتماعي وتعقيم وغسل الأيدي باستمرار، وتناول الأطعمة والمشروبات التي تقوي الجهاز المناعي، وتجنب الخروج من المنازل للفئات السابق ذكرها قدر المستطاع.
ويقول شلبي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن فيروس كورونا منذ بداية ظهوره وهو فيروس سريع الانتشار بين المواطنين، وذلك بناءً على الجهاز المناعي من شخص لآخر مدى قوته أو ضعفه في مواجهة الفيروس، مشددًا على ارتداء الكمامات واتخاذ الإجراءات الوقائية المعلن عنها.
