شتوية باردة وحدة قاسية فى محاولة للهرب من برودة تجتاحنى جلست فى المقهى أحتسى قهوتى أبحث عن دفء مفقود فى أحضان غرفتى، يطول أنتظار الدفء، على الطاولة المقابلة تجلس فتاه كنت مأخوذا بجمالها بياض بشرتها الصافى عينيها العسليتين المشعتين شعرها الكستنائى المسترسل شئ فى الفتاه مااستطعت مقاومته شعرت بدبيب قلبى ودفء يسرى فى اوصالى غادرت الفتاه وتبعتها عيناى من خلف زجاج المقهى مشت خطوات والتفتت يمينا ويسارا ثم سارت بضع خطوات والتفتت خلفها فى زعر شديد رايتها تهرول ثم عاد وجهها يتجمد مفزوعا مرة اخرى نظرت حولى ابحث عن ذاك الشئ الذى أفزعها كان الطريق خاويا لا شئ سوى برد الشتاء نهضت لألحقها فى سباق هستيري دنوت منها فأطلقت نايات حنجرتها المرتعشة آهات الم مكتومه تغلغلت فى صدرى واخترقت قلبى كنت أشعر ببرودة جسدها وتمزقها أردت أن اضم يديها المرتجفتين خيل الى أن السماء تمطر لكنه ماكان الشتاء ولا المطر عيناها وحدهما كانتا تمطران بسخاء فاجانئ ذاك الشئ فى اذنها، تتحالف دموعها مع الليل والشتاء لتقرأ اسطر من طيات الماضى ايقظت زوايا النسيان فى ذاكرتى ومخيلتى وعادت بى لايام صددت عقلى عن تذكرها فصحت اقول أعلم متاتشعرين به جيدا أنا ايضا مررت به ، أيام قليلة وتختفى الاشباح وتنتهى الآلام، ستدركين كما أدركت أن الشمس لاتحدث شهيقا عن شروقها، وستطربين لصوت خرير الماء ستسمعين ابواق السيارات وضوضاء المرور ستعبرين الطريق بأمان، تجربة السمع لاول مرة تجربة قاسية ستعتادين سماعة الصمم ستدركين ان لا احد خلفك وان الاصوات التى افزعتك ما كانت سوى وقع خطواتك.
ثقافة
إبداعات||"الشمس لا تحدث زئيرا عند شروقها".. قصة لأسماء محمد صلاح
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق