الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"مناهضة العنف ضد المرأة" على مائدة ملتقى الهناجر الثقافى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد ملتقى الهناجر الثقافى، ندوته الشهرية بعنوان "مصر.. ومناهضة العنف ضد المرأة"، والذي ينظمه قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، مساء أمس السبت، بمركز الهناجر للفنون، وذلك فى إطار حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، وكذلك بمناسبة حلول اليوم العالمى لحقوق الإنسان، بحضور الدكتورة اقبال السمالوطى، عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية سابقًا، والدكتورة سوزان القلينى، عضو المجلس القومى للمرأة ورئيس لجنة الإعلام، والدكتورة نسرين البغدادى، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتورة ريهام العاصى، رئيس اتحاد قيادات المرأة العربية "فرع مصر"، ورئيس الاتحاد العربى للتنمية المستدامة، وأدات الندوة الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد، مدير ومرسس الملتقى، ووفق بيان صادر عن المركز اليوم الأحد.
في البداية طالبت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس ملتقى الهناجر الثقافى، الحضور بالوقوف دقيقة حدادًا على روح زميلها بمركز الهناجر "محمد فوزى"، موضحة أن فعالية اليوم تتزامن مع مُضى أسبوعين على رحيله، وكان من خيرة الزملاء الذي تميز بحسن خلقه وتفانيه فى العمل.
وقالت عبدالحميد، إن المرأة هى المحرك الرئيسي والاساسي في المجتمع ولها دور ايجابي وفعال على مر العصور، مشيرة إلى أن إحدى الدراسات التى أجريت بغرض التقييم العقلى والنفسى للمرأة، أفضت إلى أن المرأة أكثر تحضرًا وإنسانية من الرجل؛ فهكذا خلقها الله سبحانه وتعالى، وخصها بتلك المميزات حتى تستطيع أن تعتنى وتهتم بهذا الكائن البشرى الذى تحمله فى بطنها تسعة أشهر وتتبابع تفاصيله حتى يكبر ، ولنا فى الحكم والأقوال المأثورة عبرة، فتقول إحدى الحكم البديعة فى هذا الصدد: "يظل الرجل طفلا حتى تموت أمه فإذا ماتت شاخ فجأة!".
وأضافت عبدالحميد، أن بنات حواء يشتركن مع الرجل فى انطباق هذه الحكمه عليهن فيما يخص قيمة الأم اللا محدودة، ولنا أيضًا عبرة فى أشعار أمير شعراء فلسطين، الشاعر الراحل محمود درويش حينما قال: أحنُّ إلى خبز أُمى
وقهوةِ أُمى
ولمسةِ أمى....
وتكبرُ فىَّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
وأعشق عمرى لأنى
إذا مُتُّ ،
أخجل من دمع أُمى!

كما يقول أيضًا محمود درويش فى قصيدة أخرى كتبها على لسان امرأة: 
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّى.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبًا
حذارِ.. حذارِ.. من جوعى
ومن غضبى!
استشهدت عبدالحميد، بعبارة رائد تحرير المرأة قاسم أمين، التى وردت فى كتابه "تحرير المرأة" الذى أكمل كتابته القرن الماضى عام 1938م، حينما قال: "إذا تحررت المرأة ستُحرك المجتمع إلى الأمام؛ فارتقاء المرأة هو السبيل الوحيد لتقدم ورقى أى مجتمع."، كما قال كذلك عن المرأة: "إذا أردت أن أتخيل السعادة، تخيلتها فى صورة امرأة تحمل عقل وفكر مستنير."، وواصلت مؤكدة أن الرائد قاسم أمين لم يطالب بتعليم المرأة وإقامة تشريعات تكفل لها حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية متحيزا فقط لكونها امرأة، بل لكونها فى الأساس إنسان، تحمل عقل وفكر يجب أن يحترم.
كما تناولت الدكتورة ناهد عبد الحميد فى ذات الإطار أحد أقوال أستاذ الأجيال أحمد لطفى السيد، ألا وهو: "إن تعليم وتربية الإناث أكثر نفعًا للمجتمع من تربية الذكور."، واستشهدت بالبيت الشعرى الشهير لشاعر النيل حافظ إبراهيم، الذى يقول: 
الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتهَا
أعددتَ شعبا طيِّبَ الأعراق ِ
وأكدت عبدالحميد أن مكانة المرأة ووضعها فى أى مجتمع، تظل أهم مؤشرات تقدم ورقى هذا المجتمع.
قدمت فرقة "صبايا القاهرة" بقيادة المايسترو الدكتور محمد عوض، مجموعة من الأغاني التراثية: ألو ألو إحنا هنا، جابلك ايه يا صبية، قالو الست هتفضل زى ما هي، صبرى عليك طال" غناء الفنانة ميرنا شلبى، نسمة سيد.
أكدت الدكتورة اقبال السمالوطى، عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية سابقًا، أن المجتمع يشهد حالة من العنف بشكل عام، وذلك يشتمل على العنف ضد المرأة بطبيعة الحال، وهنا يجب تنمية العام للأسرة، حتى نحد من العنف المجتمعى عمومًا والعنف ضد المرأة على وجه الخصوص، وهذا الأمر يحتاج للتطبيق عبر محاور مختلفة، منها المسرح التفاعلى والرياضة، فضلًا عن العلاج بالفن والحكى وتكثيف عقد اللقاءات والندوات التوعوية.
وأشارت السمالوطي، إلى أن العنف ضد المرأة لا يتسبب فيه الرجل دائمًا؛ فإنه يشتمل كذلك على عنف المرأة ضد المرأة، ولا يقصد به بالضرورة الألم المادى الناتج عن ضربها، بل له جانب أخطر وهو العنف النفسى، وهنا تكمن أهمية التنشأة الاجتماعية السليمة.
من جانبها أضافت الدكتورة سوزان القلينى، عضو المجلس القومى للمرأة ورئيس لجنة الإعلام، أن الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة سنويًا، خلال ستة عشرة يوم بداية من 25 نوفمبر حتى 10 ديسمبر الجاري، تعود إلى قصة قديمة؛ بدأت أحداثها بمقتل الأخوات "ميرابال" يوم 25 نوفمبر 1960م، وتعرضن للقتل بكل وحشية آنذاك فى جمهورية الدومينيكان، بأوامر من حاكمها لمعارضاتهن السياسية لنظامه، الذى فرض سيطرته المطلقة على البلاد، وبعد انهيار نظامه، كرمت ذكرى الأخوات "ميرابال"، وقامت أختهن الرابعة المتبقية على قيد الحياة "ديدى" بتحويل المنزل الذى ولدن به لمتحف، ضم مقتنياتهن فأصبحن الأخوات "ميرابال" رمزًا للمقاومة والنضال فى مواجهة العنف ضد النساء، وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1999م تخليد ذكراهن بالاحتفال سنويًا باليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة، بالتزامن مع يوم رحيلهن، كما خصص هيئة الأمم المتحدة للمرأة يوم 25 من كل شهر، لارتداء ملابس برتقالية اللون بوصفه رمزًا لاشراق الشمس مجددًا، منذ بدء الحملة التى أطلقتها الأمم المتحدة عام 2009 لتعبئة المجتمع المدنى والناشطين والحكومات لمناهضة العنف ضد المرأة.
كما حذرت الدكتورة نسرين البغدادى، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائي، من استمرار التمييز ضد الإناث، حيث أن الذكور والإناث يتعاون كلاهما فى بناء المجتمع المصرى، وأكدت على ضرورة تكافؤ جميع الحقوق لكل الأبناء ذكورًا أو إناثًا وعدم التمييز بينهم وفقًا إلى جنسهم فى التربية والتعليم والصحة، واختتمت مؤكدة أن هذه الأمور ما زالت تحدث فى مجتمعنا، خاصة فى القرى المصرية.
من جانبها أكدت الدكتورة ريهام العاصى، رئيس اتحاد قيادات المرأة العربية "فرع مصر"، ورئيس الاتحاد العربى للتنمية المستدامة، أن الزواج المبكر يمثل أحد أبشع أوجه العنف ضد المرأة، مشيرة إلى حالة فتاة أجبرها الوالد على الزواج المبكر فى عمر السادسة عشرة؛ فتوفى زوجها بعد إنجابها ولم تستطع تقييده بطبيعة الحال كون زواجها لم يكن رسميًا تفاديًا لصغر سنها، فلا شك أنه مأسآة تتم تحت غطاء كلمات مستفزة يجب أن يلفظها مجتمعنا، مثل أن الزواج للمرأة "سترة"، وكأنها عار يجب التستر عليه سريعًا، مشيدة بدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرأة، والذي خصص نسبة 25% من مقاعد البرلمان لها، لافتة إلى أنه مكتسب رائع للمرأة المصرية.
واختتمت الفرقة فقراتها بباقة من الأغاني التراثية منها "سواح" أداء أحمد شريف، "يا دبلة الخطوبة، شبك حبيبى، قارئة الفنجان، لما راح الصبر، إحنا الحياة" أداء د. محمد عوض والمطربتان ميرنا شلبي، نسمة السيد، إلى جانب مجموعة من القصائد الشعرية منها "يوم بيفوت" لمحمد عبدالمنعم.