الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بدء حصاد الكروم في الصعيد.. اللؤلؤ الأحمر والزمرد الأخضر يزين «المشنة» و«البرنيكة»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كرنفالات احتفالية وأغانى شعبية وابتسامات مشرقة تتمايل وترقص وسط مساحات شاسعة من اللؤلؤ الأحمر والزمرد الأخضر، في بساتين العنب، حيث يعمل المزارعون كخلية نحل ويحتفلون بقرب انتهاء موسم العنب وسط فرحة عارمة بين الجناين والبساتين. وتتجمع لآلئ العنب مع بعضها لتشكل أشكالا هندسية فائقة الجمال تمتد على مرمى البصر، في مشهد بديع يشكل لوحة فنية من مناظر طبيعية خلابة، تمتزج فيها الابتسامات والفرحة والاحتفالات بالعرق والجهد. ويستمر كرنفال اللؤلؤ والزمرد من حبات العنب المختلف ألوانه حتى نهاية شهر ديسمبر، وتجولت البوابة بين بساتين العنب في قرية دفش أشهر قرى محافظة المنيا في زراعة العنب، للتعرف على موسم حصاد العنب الذى أصبح ينافس عالميا..



موسم الحصاد «طاقة فرج»

عم محمد: تحديد مواعيد الزواج والأفراح مع قبض أثمان المحاصيل.. ونجمع عناقيد اللؤلؤ على صوت الأغانى

رغم كبر سنه إلا أنه كان نشيطًا في إنشاد الأغانى، ويتجول بين أشجار العنب يقطف العناقيد في المشنة كأنه يقطف حبات اللؤلؤ، ويعد عم محمد مبارك من أقدم مزارعى العنب في قرية دفش، وتظهر على ملامحه ابتسامة مشرقة وينشد الأناشيد المبهجة ومنها أغنية شادية «إن ماسمريت ياعنب بلدنا لأجرى وأندهلك عيال بلدنا». ويحكى «عم محمد» عن يومياته في بساتين العنب، ويقول: «نفرح كثيرًا بموسم حصاد العنب، فهو حصاد تعب وشقاء العام كله، فهى أيام عيد، ننتظرها كل عام، ونحدد فيها مواعيد الزواج والأفراح وعقد القران، بعد قبض أثمان المحاصيل لدفع المهور ومصروفات العرس».

وأشار إلى أن الجميع، سواء المزارعين أو أصحاب الحقول أو عمال اليومية، يعتبرون الموسم موسم الخير لما فيه من خيرات كثيرة، أو كما يطلقون عليه «طاقة الفرج»، لما يدخله على الجميع من الخير والسعادة، فالزرع مثل الابن ترعاه حتى يكبر، وعند حصاده تفرح، والفرحة الكبرى ليست في الحصاد فقط، ولكن بتجمع الأبناء والأهالى والجيران في مكان واحد بعيدا عن الصراعات والخلافات.

وتابع: «نحتفل كل عام في طقوس بين الحقول والبساتين، وعلى صوت الأغانى نحصد عناقيد اللؤلؤ وننشد الأغانى الشعبية عن العنب التى توارثناها عن اجدادنا، لكى نرفع من طاقتنا ونكسر الملل والتعب والإرهاق أثناء الحصاد، ومما زيد من فرحتنا أن عنب بلدنا ذو شهرة عالمية ومطلوب بالأسواق الأوربية».



البناتى والرومى الأحمر أشهر الأصناف



أنامل من ذهب وحماس فوق العادة لقطف عناقيد العنب ووضعها في «المشنة» و«البرنيكة»، حيث يبدأ الفلاحون والعمال يومهم في الحقل منذ الصباح الباكر ويقضون يومهم بين بساتين العنب.

ويقول عيسى الحضيرى: إن العنب محصول له اهمية إستراتيجية كبيرة، ومصر إحدى الدول التى اكتسبت أهمية كبيرة في قطاع تصدير الفاكهة والخضروات إلى أوروبا في السنوات الأخيرة، حيث شهدت البلاد نموا ممتازا في تصدير العنب، كما أن الوجود المصرى القوى في أوروبا، أدى إلى إبطاء تصدير العنب الإسبانى إلى الدول الأوروبية خاصة إيطاليا، فقد أصبحت مصر أكثر احترافية.

ويكمل: «نعمل على تحسين كل شىء ونفعله للحفاظ على قدرتنا التنافسية، فالعنب المصرى أصبح ينافس العنب الإسبانى بشكل واضح، بعد أن كان العنب الإسبانى الأساسى على الموائد الأوروبية، ولكنه استبدل الآن بالعنب المصرى الذى اكتسح الأسواق الأوروبية».

ويقول جمعة كامل أن إنتاج العنب في مصر يعتمد على صنفين أساسيين، هما العنب البناتى والعنب الرومى الأحمر، وتشكل المساحة التى يشغلانها نحو ٨٠٪ من مساحة العنب في مصر، والبناتى الأبيض يسمى أيضا سلطانين وثماره عديمة البذور، وهى حبات صغيرة ترتفع في عصيرها نسبة السكريات، بينما يقل محتواه من الحموضة ويمكن معاملة كروم وعناقيد العنب النباتى بطرق خاصة لإنتاج عناقيد ممتازة ذات حبات كبيرة، ما يجعله صنفا صالحا للتصدير.

ويضيف: إن العنب البناتى يعتبر من أهم أصناف الزبيب المشهورة في العالم، وهو كذلك من أصناف عنب المائدة والعصير الرئيسية في مصر، وقد بدأ في السنوات الأخيرة تجفيف ثماره آليا وتحويلها إلى زبيب، وكرمة العنب البناتى الأبيض قوية النمو وتحتاج إلى التقليم الطويل، ويعد العنب البناتى أشهر أنواع العنب في مصر، وهو معروف بحلاوته وخلوه من البذور وهو من أقدم أنواع العنب المعدلة وراثيا.