رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

6 أعوام من العمليات العسكرية.. فرنسا تقطف رؤوس الإرهاب في مالي.. تحجيم نشاط تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا.. وتصفية قادة الجماعات المسلحة ورموز التطرف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجاحات فرنسية قوية في مواجهة الإرهاب، بمقتل أبرز قادة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء والمغرب العربي، في ظل عمليات «برخان» العسكرية- بدأت في شهر أغسطس من العام 2014 لتعقب الجماعات المسلحة في شمال مالي ومنطقة الساحل- كان آخرها مقتل قائد العلميات العسكرية لتنظيم « جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» - الموالي لتنظيم القاعدة- الإرهابي المطلوب دوليا «باه أغ موسى»، الضابط المنشق عن الجيش المالي، وأبرز مؤسسي تنظيم حركة «انصار الدين» التي يقودها الزعيم الطوراقي المطلوب دوليا أياد اغ غالي.

الجمعة 13 نوفمبر 2020، أعلنت القوات الفرنسية مقتل الإرهابي «باه أغ موسى» العقيد السابق بالجيش الموريتاني والقائد العسكري لتنظيم « جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» - الموالي لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء، والعقل المدبر للعديد من العلميات الإرهابية في مالي ضد القوات المسلحة المالية والمصالح الأجنبية في الدولة الصحراوية التي تعاني من تمرد ونشاط إرهابي منذ عقود.
«باه أغ موسى» كان أحد أبرز القادة الارهابين على لائحة المطلوبين لدى فرنسا، ة تضم 17 فردا يتم تعقبهم من لدن القوات الفرنسية الموجودة في مالي، ووفقا وثائق المخابرات العسكرية الفرنسية، كشفت عنها صحيفة “لوموند” يناير 2017.

وتذكر بعض التقديرات في مارس 2018 أنه يوجد بالمنطقة نحو 10 آلاف إرهابي، هو ما يشكل تهديدا لاستقرار منطقة الساحل والصحراء، والتي تأثرت بفعل الصراع الدائر في ليباي وسيطرة تنظيم الإخوان على العاصمة طرابلس.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فقد أودى عمليات الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مالي والنيجر بوركينا فاسو، بحياة أربعة آلاف شخص على الأقل في 2019.


إستراتيجية فرنسا
نجاح فرنسا خلال الـ6 سنوات من عملية «برخان»، بمقتل العديد من أبرز رؤوس الجماعات الإرهابية والمتطرفة في شمال مالي ومنطقة الساحل والصحراء، مثل « على أغ وأدويسين»، المسئول في فرع تنظيم القاعدة، الذي تم قتله قريبا من مدينة كيدال، و«أمادا أغ أحمد» المعروف باسم «عبدالكريم الطوارقي»، و«إبراهيم أغ إناولين»، المسئول الميداني في حركة « أنصارالدين»، والمالي «عمر ولد حاماها »الملقب بـ«اللحية الحمراء»، أحد أقارب «مختار بلمختار»، زعيم جماعة المرابطي.
كما أعلنت القوات الفرنسية مقتل الجزائري جمال عكاشة المعروف بـ«يحيى أبو الهمام» أمير إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلام، واحد أبرز جماعة « أنصار الإسلام والمسلمين»، و« على مايشو»، الملقب بـ ««أبو عبدالرحمن الصنهاجي المغربي » وكان يتولى منصب القاضي الشرعي لجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، ومن الجماعة نفسها قتل الإرهابي أمادو كوفا، وأبو عياض التونسي وأبو دجانة القصيمي والذي كان ناطقا باسم جماعة «المرابطون» المنطوي تحت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين».
ومن ابرز نجاحات فرنسا في مواجهة الجماعات الإرهابية الإعلان عن مقتل زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبدالمالك درودكال المكنى بـ«أبو مصعب عبدالودود» في شمال مالي يونيو 2020، وهو الأمر الذي شكل علامة بارزة في حملة «قطف رؤس الإرهاب» من قبل إدارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تجاه الجماعات الإرهابية في شمال مالي ومنطقة الساحل والصحراء.

في 28 فبراير 2019، أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية «فلورانس بارلي » أنّ الجيش الفرنسي «شلّ حركة أكثر من (600) جهادي في الساحل منذ 2015، نحو (200) تقريبًا عام 2018 »، وفقا لـ«فرانس24».
التصريحات الفرنسية تؤكدها أرقام تراجع العمليات الإرهابية لتنظيم «جماعة ـنصار الإسلام والمسلمين» ففي 2018 فقط نفذت الجماعة الإرهابية 64 هجوما، لكن بحلول منتصف عام 2019، ارتبط اسم «جماعة أنصار الإسلام» بـ 16 عملية فقط.


ماذا يعني مقتل «أغ موسى»؟
بإعلان مقتل «باه أغ موسى»، القائد العسكري لتنظيم القاعدة وصاحب العديد من العمليات الإرهابية التي نظمتها الجماعات المنطوية تحت تنظيم«جماعة نصرى الإسلام والمسلمون» تكون «فرنسا ماكرون» وجهت ضربة قاضية لأبرز العقول العسكرية في تنظيم القاعدة بشمال مالي ومنطقة الساحل والصحراء.
وأشرف «أغ موسى» على العديد من المذابح والعلميات الإرهابية بحق القوات المسلحة المالية، حيث كان العقل المدير والمسئول عن مذبحة ضد جنود الجيش المالي والمعروفة بمذبحة «كيدال» في يناير 2012، حيث تم إعدام العشرات من جنود القوات المسلحة المالية بدون محاكمة على يد رجال «أغ موسى».
كذلك قاد «موسى» الهجوم الذي شُنَّه حركة أنصار الدين في 16 يوليو 2016،على ثكنة نامبالا وأسفر عن مقتل 20 من الجنود الماليين.
وفي مارس 2019، ساعد باه أغ موسى في قيادة عملية إرهابية ضد قاعدة للقوات المسلحة المالية في ديورا أسفرت عن مقتل 21 جنديًا ماليًا على الأقل.
وما بين 30 سبتمبر و1 أكتوبر 2019، قتل 40 جنديا ماليا في هجومين منفصلين بالقرب من الحدود المالية مع بوركينافاسو، وكما قتل 53 جنديا ماليا في هجوم مسلح على مدينة إنديلمان، شمالي مالي، في نوفمبر 2019.
وفي يناير 2020 قتل 20 جنديا ماليا في هجوم يُعتقد أنه لجبهة تحرير ماسينا، التي انضمت لتحالف "النصرة"، على ثكنة في وسط مالي.
يرى مراقبون أن مقتل «أغ موسى» يشكل ضربة ققوية لتنظيم القاعدة عسكريا في منطقة الساحل والصحراء، لعدة اسباب في مقدمتها، انه التنظيم سيفتقد لخبرة «اغ موسى» العسكرية والتي اكتسبها خلال عمله بالجيش المالي.
كذلك يشكل «أغ موسى» حلقة الربط والعقل العسكري للجماعات المنطوية تحت تنظيم «انصار الإسلام والمسلمين»، وهي «أنصار الدين، كتيبة المرابطون، إمارة منطقة الصحراء الكبرى، وكتائب ماسينا»، بقيادة الزعيم الطوارقي والمطولب دوليا « أياد أغ غالي» مؤسس حركة «انصار الدين» المتحالف مع تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأضاف المراقبون أن مقتل «أغ موسى» يشكل خسارة أيضا في قدرة التنظيمات الإرهابية في مالي على التجنيد والتمويل، نظرا لعلاقة القائد العسكري لـ«نصرة الإسلام والمسلمين» بجماعات التهريب وعلاقته بالجماعات المتمردة في الساحل والصحراء وغرب ووسط أفريقيا، والمغرب العربي خاصة في ليبيا، مما يهدد قدرة التنظيمات الإرهابية على التمويل «ماديا وعسكريا وبشريا(المقاتلين)».
وشدد المراقبون على أن مقتل قيادات الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، يشكل نجاح كبير لفرنسا في مواجهة الإرهاب خارج الحدود، وهو ما يؤدي إلى تحجيم الجماعات الإرهابية واضعافها محليا في مالي ودول الساحل والصحراء، ولكن هذه الدول أيضا بحاجة لدعم كبير وتحسين القدرات السياسية والاقتصادية والأمنية من أجل ضمان استقرار هذه الدول وتجفيف منابع الإرهاب، وإنهاء النزاعات العرقية والدينية وتحسين البنية التحية بما يقضي على مصادر التي تبني هذه الجماعات حضورها عبر «البيئة الحاضنة»، وهو ما يشكل من دعم باريس لدول « G 5».