رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الموجة الثانية تدق الأبواب.. العالم ينتظر هجمة مرتدة من كورونا.. 49 مليونًا أصيبوا بالفيروس على مستوى العالم.. ومصر ترتيبها الثامن بين الدول العربية والـ49 عالميًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دقت أبواب الموجة الثانية لفيروس كورونا «كوفيد- ١٩» الذى هدد أغلب العواصم الأوروبية، فبدأت في إغلاق عواصمها تحسبا لشراسة الارتداد، فيما طالب الخبراء بالتشديد على تطبيق الإجراءات الاحترازية في مصر، مع التأكيد على جاهزية مستشفيات وزارة الصحة لاسيما «الحميات والصدر» التى تمثل حائط الصد للمواجهة.


وطالب الخبراء بتطبيق الإجراءات الاحترازية مع العمل على تفعيل أليات التباعد الاجتماعي، مع تبنى خطاب إعلامى توعوى يحذر الناس من الموجة الثانية، فيما اكدوا أن العالم أشاد بإدارة مصر للأزمة في الموجة الأولى، مع التشديد على حماية الأطباء وكافة أفراد الكادر الطبى الذى زادت وفياته بنسبة ٦٪ بحسب نقابة الأطباء.
الصحة والموجة الثانية
ويتجه العالم الآن نحو تفعيل الاستعدادات والإجراءات الاحترازية، تحسبا لموجة ثانية من «كوفيد-١٩»، كما أعلنت وزارة الصحة عن جاهزية ٦٠٠ مستشفى على أهبة الاستعداد لاستقبال الحالات المصابة والمُشتبه بها، وبعض تلك المستشفيات جرى تطويرها مؤخرا.
ووفقا لما قالته وزيرة الصحة هالة زايد: فإن تلك الشبكة من المستشفيات تشمل مستشفيات الحميات التى تعد حائط الصد الأول في الحرب ضد الوباء حاليا كما يوجد ٦١ معملا بطاقة ٣٠ ألف عينية يوميا، ومن المستهدف زيادة عدد المعامل إلى ٨١ معملا بطاقة ٥٠ ألف تحليل يومى.
وأشارت الوزيرة أيضا إلى أن نحو ٥٦٪ من حالات الوفاة التى سجلتها مصر بسبب الفيروس، كانت لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة، وقالت إن الأولوية ستكون لذوى الأمراض المزمنة وضعف المناعة وكبار السن والسيدات الحوامل عند بدء توافر اللقاح الخاص بمعالجة الفيروس.
سناريوهات المواجهة.

يقول الدكتور علاء غنام، مدير برنامج الحق في الصحة: لا بد من الاستفادة من الخبرة المتراكمة والمكتسبة من الموجة الأولى، والتى اكسبتنا مناعة الإجراءات والتعامل مع الفيروس، فلا بد أن تكون مستشفيات الصدر والحميات على أعلى درجات الجاهزية ووحدات الرعاية الأساسية التى تستقبل الحالات على أهبة الاستعداد.
ويضيف «غنام»: لا بد من صياغة خطاب إعلامى مركز ومستمر لتوعية المواطنين أن جائحة كورونا لم تنتهى بعد، مع التأكيد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وضرورة تطبيق التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات وأدوات التطهير، وتدعيم الصحة المدرسية مع دخول الدراسة، مع التشديد على إجراءات الفحوصات الأولية بشكل يومى مثل قياس الحرارة لكل طالب حفاظًا على أرواح أولادنا، والعمل على تنفيذ خطة الوزارة بكل قوة وهذا يتم بشكل دورى ويوميًا.
ويتابع «غنام»: علينا الاستفادة من التجربة السابقة التى كان أداء وزارة الصحة جيدا، بشهادة العديد من دول العالم حيث كان هناك توازن من حيث نصف الإغلاق لأن العديد من الدراسات العلمية تُشير أن الإغلاق بكل كامل يؤثر على صحة الناس نفسيًا مع تقليل المناعة لها، حيث حدثت هجمة مرتدة عنيفة من كورونا، عقب الفتح بشكل كامل للدول التى أغلقت بشكل كامل، على عكس مصر، حيث كان هناك نوع ما من إدارة الأزمة بشكل متزن.
واختتم «غنام»: لا يستطيع أحد توقع مدى حدة الموجة الثانية في أى من دول العالم، لكن الأهم هو جاهزية الدول لمواجهة الفيروس أيًا كان حجمه، فمثلًا تم تجهيز مستشفيات ميدانية وقت ذروة الفيروس لم نستخدمها، ولكن الأهم تجهيزها واستخدامها تحسبًا لأى ظروف طارئةن مع ضرورة حماية الفرق الطبية من أهم الأخطاء التى وقعنا فيها في التجربة الأولى، وهنا يتحتم علينا حماية الأطباء بشكل كاف.

خسارة ٢٠٠ طبيب بشرى حتى الآن
وهنا، يقول الدكتور رشوان شعبان، الأمين المساعد لنقابة الأطباء: الكل يعمل في جزر منعزلة حيث لا يوجد تنسيق بين الوزارة ونقابة الأطباء، وكل ما نريده ندونه في مخاطبات مكتوبة أو غيرها ونحاول ايصالها للقائمين على المسئولية بالوزارة، ولا توجد خلية عمل مشتركة بين النقابة والوزارة التى تستأثر بالملف.
وأضاف «شعبان»: نقابة الأطباء تطالب بتوفير المستلزمات الطبية للوقاية من العدوى بالنسبة للأطقم الطبية ولا سيما الأطباء، وتوفير مناخ عمل مناسب للعمل بحيث لا يحدث إجهاد للأطباء والكادر الطبى بسبب كثرة الحالات.
وتابع «شعبان» وصلنا لما يقرب لوفاة نحو ٢٠٠ طبيب بشرى، بالإضافة إلى أطباء الأسنان والصيدلة والتمريض والفنيين، وفيما يخص عدم تدريب الأطباء، فقد كان ذلك جزءا من أسباب نشر العدوى، وتسبب الطبيب مع الضغط الكبير في نقل العدوى لنفسة إلى جانب عدم كفاءة لمستلزمات الطبية بشكل واضح.
وفى السياق ذاته ذكر الدكتور أسامة عبدالحى، أمين عام نقابة الأطباء، أن نسبة الوفيات بين الأطباء بلغت ٦٪، وهى الأعلى عالميًا التى تترواح بين ٣ إلى ٤٪.
وعول «عبدالحى» على توفير وزارة الصحة المستلزمات الطبية مع تدريب الأطباء بشكل جيد وأنه يتم تقديم كافة الخدمات للأسر الأطباء المصابة بفيروس «كورونا» كما يتم التنسيق مع أسر الشهداء من مصابى كورونا وتوفير الدعم لأسرهم عن طريق التعليم في كل مراحله.
وبحسب بيان صادر عن نقابة الأطباء، فقد تم صرف ١١٩ مليون و٥٠٠ ألف جنيه لمصابى كورونا، حيث أعلن اتحاد نقابات المهن الطبية، عن انتهاء إجراءات صرف إعانة الإصابة بفيروس كورونا لعدد ٥٩٧٥ من الأطباء الذين تقدموا بطلب لصرف الإعانة، بقيمة ٢٠ ألف جنيه لكل عضو مُصاب، منذ بداية الصرف وحتى الآن، وجاء توزيع الحالات على النحو التالى: ٤ آلاف و٣٣٢ طبيب بشرى و١١٦٩ صيدليا و٢٩٩ طبيبا للأسنان و١٧٥ طبيبا بيطريا.


تعزيز المناعة
ويقول الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، لا شك أننا لدينا تجربة جيدة في المرحلة الأولى، لكننا يجب أن نعلم بأن فيروس كورونا جديد وغامض وذكى وسريع الانتشار، وأخطر من الأنفلونزا عشر مرات، ولا بد من عدم الاستهانة بالفيروس والاستهتار بالتدابير الوقائية، وتجنب التزاحم في الأسواق والمحلات، وأن غياب التباعد الاجتماعي في المقاهى والمصايف،و غياب الكمامة حال التواجد في الشارع خطر جسيم يسبب عودة الفيروس بشكل قوى ويهدد حياة الأسر.
وتابع «بدران»: ١٤دولة أوروبية وأكثر من ٤٠ مدينة فرنسية ضربتها الموجة الثانية لكورونا، زادت من حدتها حدوث طفرة جينية في الفيروس، تجعل الفيروس يتغلب على المناعة البشرية أو يخدعها فلا تتعرف عليه، حيث حدث ذلك في جائحة الإنفلونزا الإسبانية سنة ١٩١٨.
ويطالب «بدران»: بالعمل على تعزيز المناعة من خلال تناول وجبات متوازنة في الكم والنوع، طازجة، غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية، ومضادات الأكسدة، مع الوقاية تعتمد على التباعد الاجتماع وتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسى الحادة وغسل الأيدى بالماء والصابون كثيرًا، وممارسة آداب السعال وهى الحفاظ على مسافة مترين من الآخرين عند العطس أو الكحة.
وحذر من أن انخفاض درجة حرارة الجو والرطوبة يزيدان من معدلات انتشار فيروس كورونا كوفيد -١٩، وتبين حديثًا أن انخفاض الرطوبة داخل البيوت في الشتاء سيزيد من دوران فيروس الكورونا داخل البيوت في نطاق الأسر، وبقاء الفيروس حيا على الأسطح ساعات أكثر. لهذا سنؤكد على التباعد الاجتماعي.
التجارب السريرية
أما رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا حسام حسنى، فقال إن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح «كوفيد-١٩» في مصر تستمر لمدة شهرين، وستشارك مصر بنحو ٦ آلاف مبحوثا في التجارب التى تجرى بالتعاون مع الحكومة الصينية وشركة G٤٢ الإماراتية للرعاية الصحية.
وبحسب «حسني»: إن الإنتاج سيبدأ بمجرد انتهاء التجارب وثبوت فعالية وأمان اللقاح، في حين تستمر فترة المتابعة لمدة عام بعد التجارب.

العقار الروسي
تعتزم روسيا توريد ٢٥ مليون جرعة من لقاح «سبوتنيك» بالتنسيق مع وزارة الصحة عن طريق شركة فاركو، حيث أعلن صندوق الاستثمار المباشر الروسى، عن تصدير ٢٥ مليون جرعة من لقاح «سبوتنيك -V» ضد الفيروس التاجى إلى مصر.
ووفق للمعلومات فقد «اتفق صندوق الاستثمار المباشر الروسى وشركة فاركو للأدوية على تصدير ٢٥ مليون جرعة من لقاح سبوتنيك -V إلى مصر»، و»بفضل الاتفاقية، سيتمكن ٢٥٪ من المصريين من الحصول على لقاح سبوتنيك -V». مع وجود خطط في المستقبل لتوزيع اللقاح في الدول المجاورة لمصر.
جدير بالذكر، أن وزارة الصحة الروسية قد سجلت أول لقاح في العالم للوقاية من «كوفيد-١٩»، تم تطويره على يد خبراء مركز «غامالي» لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة وتم إنتاجه بالتعاون مع صندوق الاستثمار المباشر الروسى.
كما أشار مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسى كيريل دميترييف: أن مصر في وضع قوى لتصبح مركزا لإمداد القارة الأفريقية بلقاح «سبوتنيك في» المضاد لـ «كوفيد-١٩»، وذكر إن مصر أحد أهم شركاء روسيا الرئيسين في المنطقة، وهى في وضع قوى لتصبح مركزا هاما لإمداد القارة الأفريقية باللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد- ١٩)، وأن مصر تمتلك قطاعا قويا للأدوية يستخدم على نطاق واسع لعلاج الحالات الخطيرة من فيروس كورونا في المستشفيات المصرية.
وأشار المسئول الروسى إلى أن المجلة الطبية الرائدة «لانسيت» أعلنت عن سلامة وفعالية اللقاح الروسى، موضحا أن التجارب ما قبل السريرية على الحيوانات مثل الهامستر والفئران المعدلة وراثيا أظهرت فعالية ووقائية اللقاح بنسبة ١٠٠ ٪، مؤكدا أن التجارب السريرية للقاح أظهرت عدم وجود تأثيرات سلبية خطيرة.
وأضاف “أن الباحثين الروس ركزوا منذ بداية وباء ( كوفيد-١٩) على استخراج الجين المشفر من فيروس كورونا المستجد وزرعه في ناقل فيروس غذى مألوف لتسليمه إلى خلية بشرية واقترحوا نوعين مختفلين من نواقل الفيروسات الغذية للتطعيم الأول والثانى لتعزيز تأثير اللقاح”، واللقاح يعتمد على منصة نواقل الفيروسات الغذية البشرية، ويعد هذا أكثر آلية آمنة لإدخال الشفرة الوراثية للفيروس في جسم الإنسان وقد تمت دراسته ليس فقط في روسيا ولكن على المستوى الدولى.
كما تواصلنا مع الدكتور ياسر فايد من شركة فاركو الذى تحفظ عن الإدلاء بأى معلومات وذكر أن التنسيق مع وزارة الصحة صاحبة القرار في الاستيراد، خاصة أن لم يتم اعتماد الفاكسينات على مستوى العالم وأن المعلومات المتاحة مصدرها وزارة الصحة.

وهنا يقول الدكتور أحمد رستم- نائب رئيس غرفة صناعة الدواء: لا توجد معلومات بشكل واضح عن الفاكسين الروسى وحتى الآن لم يتم اعتماده دوليًا ولم توصى منظمة الصحة العالمية بفاكسين معين لأن أغلبها في طور التجارب السريرية والنهائية «على البشر» وحتى الأن لم تظهر نتائج تجعلنا نعتمد العقار.
وأضاف « رستم»: لا توجد توصيات من منظمة الصحة العالمية أو حتى الـ F D A هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية التى توصى بذلك وهناك توقعات أن هذا سيحث في نهاية السنة الحالية أو بداية السنة الجديدة.
التشخيص المبكر
وهنا يقول الدكتور محمد عز العرب المستشار الطبى لمركز الحق في الدواء، إن فيروس كورونا يصيب الإنسان ويسبب له ٣ درجات، الأولى الخفيفة الذى يعتمد على العزل المنزلى وبعض العلاجات الخفيفة، والثانى «الوسط» وله رعاية خاصة، ثم الحالات الحرجة التى دخل من ٣ إلى ٤٪ للعناية المركزة، وعن العقار الذى عولج الرئيس الأمريكى به وهو «ريمديسفير»، ف يستخدم في مصر منذ فترة لعلاج الحالات الصعبة من مصابى كورونا، والعقار ليس جديدا، ولكن له شروط في الاستخدام وهى أول ١٠ أيام للإصابة ويتم استخدامه في الحالات الشديدة لكورونا.
وشدد «عز العرب»: أن الموجة الثانية من كورونا تستلزم الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق التباعد الاجتماعي مع ضرورة التشديد على الاختبارات الأولية التى تتم على أبواب المدارس والبنوك وغيرها.
ويأمل «عز العرب» في الانتهاء من المراحل الأخيرة لعقارات علاج كورونا، خاصة أنها في طورها الأخير وهى التجربة على البشر، ثم يتم طرحها للشركات لإنتاج كميات تغطى أكبر قدر من المرضى.
وتواصلنا مع الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، والذى قال: بدأت شركة «ايفا» إنتاج عقار «ريمدسفير» والتى لاقى قبول من هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية وهو العقار التى تم علاج ترامب بها، وحاليا يتم إنتاجه في مصر ويتم تزويد مستشفيات العزل به، أما المصل الروسى «سبوتنك» فتحت التجربة ولا كلام عن استخدامه قبل ٦ شهور بعد الانتهاء من التجارب السريرية عليه.
وفى نفس السياق يقول الدكتور جمال عليوة المسئول «شركة ايفا»، إن عقار «ريمديسيفير» يتم إنتاجه في مصر وموجود في السوق من شهر مايو الماضى، خاصة أنه أثبت فاعليته كما أجازته منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية.
وأضاف ان الكورس العلاجى يترواح سعره من ٥ إلى ١١ ألف جنيه، بحسب الكورس، وتم التعاقد مع مستشفيات عزل تابعة لوزارة الصحة وبعض المستشفيات الخاصة ولدينا طاقة إنتاجية بقوة نصف مليون عبوة شهريًا وبدأنا في التصدير.