الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

في ذكرى استشهاده.. قصة البطل إبراهيم الرفاعي أسطورة الصاعقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتزامن اليوم التاسع عشر من أكتوبر مع الذكرى الـ٤٧ لإستشهاد البطل إبراهيم الرفاعى ابن قرية الخلاله التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية والملقب بـ "أسد الصاعقة" وقائد المجموعة 39 قتال والتي سمتها الإستخبارات الإسرائيلية وقت الحرب بـ "مجموعة الأشباح" والذى استشهد يوم الجمعة الموافق 19 أكتوبر 1973- 23 رمضان 1393 بعد أن ضرب المثل في الفدائية والشجاعة في القتال.
فقد ولد البطل الشهيد "إبراهيم الرفاعي" في قرية الخلالة التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931 وقد ورث عن جده والد والدته "الأميرالاي" عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فداءً للوطن كما كان لنشأته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه.
والتحق "الرفاعي" بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954 وعقب تخرجه في الكلية الحربية انضم إلى سلاح المشاة وكان ضمن فرقة الصاعقة المصرية في منطقة "أبوعجيلة" وعندما وقع العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد حيث وجد نفسه وجها لوجه أمام الجنود الإسرائيليين ليزيد هذا العدوان من شجاعته وتحوله إلى جمرة من اللهب يعشق المخاطر.
وعندما جاءت حرب اليمن عام 1962 تولى منصب قائد كتيبة الصاعقة وكان يحسن اختيار العناصر التي تقاتل معه حيث أصبحت المجموعة التي يقودها محط أنظار الكثيرين من أبناء القوات المسلحة فقد كان قائد الوحدة 39 التابعة للمخابرات الحربية فرع العمليات الخاصة حيث قام بتنفيذ أكثر من 72 عملية فدائية خلف خطوط العدو في حرب 67 وحرب الاستنزاف وكذلك في حرب أكتوبر وكانت نيران مجموعته أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد نكسة 1967 فقد نسف هو ومجموعته قطارا للجنود والضباط الإسرائيليين عند منطقة "الشيخ زويد" وكانت هي أولى العمليات التي قام بها الرفاعى ومجموعته وفى عام 1968.
كما كان له الفضل ومجموعته في أسر أول ضابط إسرائيلى وهو الملازم الإسرائيلى "دانى شمعون" والعودة به إلى القاهرة دون إصابات وكانت المجموعة "39" قتال التي يقودها الرفاعي معروفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقد أذاقت العدو مرارة الهزيمة المصحوبة بالحسرة في عدة اشتباكات وقد وصفتهم الصحف الإسرائيلية في وقت ما قبل الحرب بـ"الشياطين المصريين" وفى الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات المصريين منادية بالسلام في أغسطس 1970 كان الرفاعى ورجاله يستعدون للحرب وكانوا دائما في انتظار المعركة التي يستعيدون من خلالها أرضهم التي كان يرى الرفاعى أنها لن تعود إلا بالدم والحرب والقتال فكان لا يترك شيئا للمصادفة ولا يسمح بأى مساحة للفشل وعندما عبرت قواتنا القناة في 6 أكتوبر 1973 كان للرفاعي ورفاقه دور مشهود كأحد أبرز رجال العمليات الخاصة.
وفي 18 أكتوبر طلب الرئيس الراحل أنور السادات من البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى أن يعبر القناة حتى يصل لمنطقة " الدفرسوار" التي وقعت فيها الثغرة ليدمر المعبر الذي أقامه العدو ليعبر منه إلى الغرب وإلا فإن قوات العدو يمكن أن تتدفق عبر قناة السويس ولم يخذل الرفاعي الرئيس السادات واستطاع هو ومجموعته بالفعل تفجير المعبر ووقف الزحف الإسرائيلى إلى منطقة الدفرسوار واستطاع الرفاعى أن ينهي المذابح التي ارتكبها الإسرائيليون في هذه المنطقة لدرجة أن "شارون" ادعى الإصابة ليهرب من جحيم الرفاعى بطائرة هليكوبتر مما دفع الجنرال "جونين" قائد الجبهة في ذلك الوقت إلى المطالبة بمحاكمته لفراره من المعركة.
في يوم 19 أكتوبر اكتشف عناصر الاستطلاع مجموعة من دبابات العدو فتقدم الرفاعى ورجاله في اتجاه موقع الصواريخ المضادة وعلى الفور أعاد الرفاعى توزيع قواته لتتمركز في أماكنها وتم الاشتباك مع قوات العدو وتم تدمير دبابتين وظل الرفاعى ورجاله يقاتلون بشراسة وهم يسمعون قرآن أذان الجمعة ومع بداية الآذان سقط البطل إبراهيم الرفاعى بين رجاله خلال الاشتباكات فسارعوا إليه ليكتشفوا أن شظية من قذائف العدو اخترقت صدره وأصابته وسالت الدماء الذكية من جسده  الطاهر.
وكان خبر إصابة البطل الجسور إبراهيم الرفاعي مفاجئا للقيادة المصرية وعندما علم السادات طلب سرعة نقل البطل إلى القاهرة لكن الجسد الملىء بالجراح لم يستجب لأدوية الأطباء ولبى نداء السماء في يوم الجمعة ١٩ أكتوبر الموافق  ٢٧ رمضان حيث أسلم البطل روحه الطاهرة ورغم أن الرفاعي حصل على عديد من الأوسمة والأنواط من الدولة إلا أنه حمل أرقى وأرفع وسام وهو الشهادة.