الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الدراسة في زمن كورونا.. "التعليم" تشدد على إتباع الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس.. وخبراء: ضوابط ممتازة ومتبعة عالميا.. ويؤكدون استعداد الوزارة بخطة بديلة حال انتشار الوباء بين الطلاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تزامنًا مع بدء العام الدراسي الجديد، في 17 أكتوبر الجاري، وينتهي في يوم 5 فبراير 2021، "أي مدة الدراسة الفعلية 93 يومًا"، وتستمر إجازة نصف العام الدراسي لمدة 15 يومًا تنتهي في 18 فبراير 2021، تستعد المدارس الحكومية لاستقبال الطلاب بتفعيل العديد من الإجراءات الاحترازية التي تم وضعها لحماية الطلاب من فيروس "كورونا" المستجد.

قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن تم توزيع خطة على مديرى المديريات بالمحافظات، تتضمن كافة الإجراءات الاحترازية لأكثر من 60 ألف مدرسة، موضحًا أنه سيتم تخفيض كثافات الطلاب بالفصول مع وضع مسافات آمنة، وسيكون هناك لجنة في كل مدرسة مسئولة عن تطبيق هذه الإجراءات لمواجهة عدوى فيروس "كورونا" المستجد، فضلًا عن التعاون الكبير مع وزارة الصحة بعمل حملات توعوية لنشر الوعي بخطورة الفيروس وسبل حماية الطلاب من انتقال العدوى.
وتابع شوقي، أنه لن يزيد عدد الطلاب في الفصل الدراسي الجديد عن 20 طالبًا يتم توزيعهم على فترات أو أيام، مشيرًا إلى أن العام الدراسي الجديد يتطلب عمل وجهد كبير لتوفير متطلبات الوضع الجديد للتعليم في مصر، من خلال توفير وسائل الفهم المطلوبة للطلاب وتدريبهم على الطرق الجديدة في التعلم.
وأوضحت الوزارة، عدة إجراءات لحماية الطلاب من فيروس "كورونا" المستجد أثناء الدراسة، والتي تشمل غسل الأيدي باستمرار، وعدم وضع اليدين على الوجه، وتغطية الوجه عند العطس أو الكحة، وعدم استخدام أداوات الغير، والتواصل مع المعلم في حالة الشعور بأي تعب أو أعراض، فضلًا عن اختيار الأكل الصحي الذي يقدم ما يحتاجونه الأطفال من عناصر غذائية، والتشجيع على ممارسة الرياضة والنظافة لوقايتهم، وعلى أولياء الأمور تجنب إرسالهم للمدرسة إذا ثبت ارتفاع درجة حرارتهم، ومساعدتهم على الاهتمام بصحتهم.

وتابعت، أن المدارس ستحرص على التنظيف جيدًا باستمرار، وتعقيم أدوات الطلاب وتهوية الفصول جيدًا، والحفاظ على مسافات آمنة بين الطلاب، وقياس حرارة جميع الطلاب كل صباح، بجانب تذكرة الطلاب دائمًا بالإرشادات الوقائية، موضحة أنه هناك مجموعة ضوابط غلق المنشآت التعليمية في حالة حدوث إصابات بالفيروس، من بينها غلق الفصول عند حدوث أكثر من حالة مؤكدة في نفس الفصل خلال أسبوعين، يتم الغلق لمدة ٢٨ يومًا وتتخذ القرار كلًا من الإدارة الصحية والتعليمية، وتشمل هذه الضوابط أيضًا غلق المدارس، في حالة غلق أكثر من فصل بالمدرسة خلال أسبوعين، يتم غلق المدرسة لمدة ٢٨ يومًا بواسطة مديريتي الصحة والتعليم.

كما تتضمن هذه الإجراءات، غلق مجمع مدارس، وذلك عند غلق في مجمع مدارس ثم حدوث مؤشر غلق أكثر من فصل بأي من المدارس في ذات المجمع وخلال أسبوعين من غلق المدرسة الأولى يتم غلق مجمع المدارس كاملًا لمدة ٢٨ يومًا بواسطة مديرتي الصحة والتعليم، ويتم غلق مدرسة قرية/ مدينة، بقرار من المحافظة عند فرض الحجر الصحي على أحد القرى أو المدن ويمتد الغلق حتى نهاية فترة الحجر الصحي المقرر، وتبعًا لتوصيات لجنة إدارة الأزمة وتطور الوضع الوبائي قد يتم اتخاذ قرارًا بغلق مدارس أحد المحافظات لمدة لا تقل عن ٢٨ يومًا وقد تمتد وفقًا لما تقرره اللجنة ويتم تطبيق هذا القرار بواسطة ديوان المحافظة.

ومن ناحيته، يوضح الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، أن اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية من وزارة التربية والتعليم لحماية الطلاب من فيروس "كورونا" المستجد في العام الدراسي الجديد المقرر ابتدائه 17 أكتوبر الجاري ممتازة جدًا، تم اتخاذها على مستوى دول العالم، وفي دولة الصين التي ظهر بها الفيروس لأول مرة عادت المدارس كما كانت مع اتخاذ هذه الإجراءات، لافتًا إلى أن النظام الدراسي الجديد في مصر سلاح ذو حدين يمتلك مميزات من بينها بحث الطلاب عن المعلومات على الإنترنت والاعتماد عليه، ولكن من ضمن عيوبه هو تقليل حضور الطلاب إلى المدارس لمدة ما بين يومان أو 3 أيام.

ويؤكد عبد الحميد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن التعليم ليس عبارة عن مجموعة من المعلومات يتم وضعها في كتاب أو على المنصة الإلكترونية "أونلاين"، ولكن التعليم يعتمد على مدى استيعاب الطلاب للمعلومات والتواصل مع المعلمين من أجل فهمها وليس الحفظ، مضيفًا أن التعليم في الدول الأوروبية يختلف كثيرًا عن التعليم المصري، فلا بد من تحقيق التعليم الحقيقي للطالب المصري من خلال تنمية المهارات والقيم والاتجاهات والعمل على تكوين مواطن صالح، يمتلك الآراء الثقافية والاجتماعية والسياسية والتفكير الجيد وليس مجرد متلقي للمعلومات التي تساهم في بعد انتهاء مراحلهم الدراسية أن يكونوا عاطلين عن العمل ويجلسون على المقاهي و"النواصي"، وعرضه لبث الأفكار المغلوطة لأذهانهم، مشددًا على ضرورة دراسة ومراجعة آليات "التعليم عن بعد" جيدًا قبل تطبيقه.

ويستكمل، أن الحضور إلى المدارس ضروري جدًا مع الالتزام بتحقيق التباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد، والذي من الممكن تحقيقه بأساليب عديدة جدًا، موضحًا أن الدعوة للاعتماد على الإنترنت في البحث عن المعلومات مطلب موجود منذ فترات طويلة، ولكن دون الاكتفاء به في التعليم، والبعد عن المدارس، فلا بد من تحقيق التواصل المباشر والحرص على ممارسة الأنشطة المختلفة والذهاب إلى الأماكن التثقيفية لتنمية المهارات وتحقيق المعرفة، فإن البعد عن المدارس والتعليم الحقيقي لن يكون عقلية وشخصية الطلاب فكريًا واجتماعيًا ونفسيًا ومجتمعيًا، وهذا وظيفة التعليم من الأساس، ولن يؤهلهم للبحث عن فرص عمل تتناسب مع مهاراتهم.

ويضيف الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي والتعليمي، أن إجراءات وزارتي التربية والتعليم والصحة التي تم الإعلان عنها لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد، غير مسبوقة من قبل على مستوى المراحل الدراسية المختلفة، والتي بدأت في تطبيقها منذ الفصل الدراسي الثاني الماضي يوم 15 مارس 2020" وحتى انتهائه تمامًا بإجراء الامتحانات ونظام الأبحاث التعليمية في المراحل المختلفة، مشيرًا إلى أنه مع بداية العام الدراسي الجديد 2020\ 2021، هناك تخوف يزداد بين اولياء الأمور على صحة أولادهم، خاصةً مع زيادة نسب الإصابة بالفيروس على مستوى العالم.

ويؤكد حمزة، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الإجراءات التي اتخاذها وزارة التربية والتعليم حددت عدد معين من الأيام يذهب إليها الطلاب، وقللت من كثافة الفصول ونشرت بوابات التعقيم في معظم مدارس مصر قامت بالحفاظ على تحقيق التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات بين الطلاب والمعلمين أيضًا، ومن سيخالف هذه الإجراءات سيقع تحت طائلة القانون، متابعًا أن الوزارة قادرة على وضع أسس ومعايير التي تضمن سلامة الطلاب، وفي حالة انتشار الفيروس سيكون هناك إجراءات أخرى أكثر حماية لهم، حيث يتم تقسيم الإجراءات الاحترازية إلى مراحل مختلفة يتم اتخاذها وفقًا للأحداث الجارية، وذلك بعد الأخذ برأي الجهات المعنية المسئولة عن العملية التعليمية في كل محافظة.

كما يرى الدكتور مجدي بدران، أستاذ عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنه قبل بداية العام الدراسي الجديد تعمل الحكومة على حماية الطلاب من تداعيات فيروس "كورونا" المستجد، في ضوء خطة التعايش التي طبقتها دول العالم لاستمرار العمل الإنتاج والعملية التعليمية مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية المختلفة للحد من انتشار الفيروس، مضيفًا أن الفيروس يشكل خطورة على من يعانون من انخفاض الجهاز المناعي وهم أصحاب الأمراض المزمنة سواء من الأطفال أو كبار السن، حيث إن الفيروس ما زال أقل خطورة على الأطفال على مستوى العالم.