"احذر عدوك مرة.. وصديقك ألف مرة".. جملة شعبية دارجة، يرددها الآباء والأمهات دائما، لحث أبنائهم على الحذر من رفقاء الشر، إلا أنها تحولت مع مرور الوقت إلى سراب في عقول الأبناء، فسلموا أنفسهم لأصدقاء يرفعون شعار "مفيش صاحب يتصاحب"، لتنتهي حياتهم على أيديهم، في جرائم قتل مروعة عنوانها "الغدر والطمع"، ضاربين بـ"عشرة السنين"، عرض الحائط، وهو ما حدث بالفعل مع الطفل "عبده طارق هنداوي" صاحب الـ 15 ربيعا، (سائق توك توك) والذي عثر علي جثته مقتولًا داخل إحدى قرى مركز سيدي سالم التابعة لمحافظة كفر الشيخ، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت، أذ كشفت التحريات أن صديقه وراء ارتكاب الواقعة، بقصد سرقة التوك توك من المجني عليه، بعدما قام بختقه بيديه حال منعه من تنفيذ خطته الشيطانية، إلا أنه عدالة السماء كانت له بالمرصاد، ليتم ضبطه من قبل رجال المباحث بعد مرور 4 ايام من ارتكاب الجريمة.
أحداث الواقعة كشفها إخطارا ورد اللواء خالد العزب مدير أمن كفرالشيخ، من اللواء إيهاب عطية مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، بورود إشارة من العقيد هشام الزعفراني، مأمور مركز شرطة سيدي سالم، بتلقيه بلاغًا، من أهالي قرية المنشأة الجديدة التابعة لقرية إصلاح شالما، دائرة المركز بعثورهم على جثة لطفل 15 عاما، على حافة ترعة للري بناحية القرية السابق ذكرها.
انتقل مأمور المركز، رفقة، الرائد محمد عبد العزيز رئيس مباحث مركز شرطة الحامول، إلى مكان البلاغ محل الواقعة، وبالمعاينة تبين أن الطفل يرتدي كامل ملابسه، وحول رقبته آثار خنق، وبالفحص، تبين أن الطفل يدعى "عبده طارق هنداوي" 15 عامًا، يقيم بقرية الخوالد التابعة لمركز سيدي سالم.
جرى نقل جثة الطفل إلى مستشفى سيدي سالم المركزي، وبتوقيع الكشف الطبي المبدئي عليه، تبين وجود آثار خنق وكدمات، وسحجات حول الرقبة، وتورم بالعينين، وجرى إيداع الجثة بمشرحة المستشفى، تحت تصرف النيابة.
شكّل اللواء إيهاب عطية مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن كفر الشيخ، فريقًا من البحث الجنائي، ترأسه العميد ياسر عبدالرحيم رئيس مباحث المديرية، ضم الرائد محمد عبدالعزيز رئيس مباحث مركز شرطة سيدي سالم، ومعاونيه لكشف غموض الواقعة، والوصول إلى مرتكبيها.
وتبين من التحريات الأمنية، أن الطفل المقتول وحيدًا على 5 بنات وأن حالة أسرته بسيطة وكان يقوم للإنفاق عليهم من خلال التوك التوك، وأن الجاني قتله وسرق التوك توك إلا أنه فر هاربًا وتركه حينما تعرض لحادث.
وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة وقرر بارتباطه بعلاقة صداقة بالمجني عليه، وأضاف بأنه كان بصحبته في أثناء عودتهما للمنزل وحاول سرقة الـ"توك توك" الخاص به إلا أنه قاومه فخنقه بيده حتى أودى بحياته ثم ألقى الجثة بمكان العثور واستولى على الـ"توك توك" وهاتفه المحمول وهرب.
وأضاف بتوجهه إلى شخصين مُقيمان بدائرة المركز وعرض عليهما بيع "التوك توك" مقابل مبلغ ألف جنيه إلا أنهما رفضا عقب علمهما أنه من متحصلات جريمة قتل فقام بإخفاء "التوك توك" بمكان العثور عليه خشية افتضاح أمره، وبسؤالهما أيدا ما جاء باعترافات المتهم.
وتم بإرشاد المتهم، ضبط الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه، والذي قام بالتصرف به بالبيع لدى محل هواتف محمولة "كائن بمدينة سيدي سالم" مقابل مبلغ مالي.
