الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الإرهابي محمود عزت.. الصيد الثمين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صيد ارهابي ثمين في قبضة رجال الأمن .. لعل هذا أدق تعبير عن الضربة الأمنية القاصمة ضد أحد أخطر قيادات تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي والتي أسفرت عن سقوط القيادي الإرهابي محمود عزت خلال الساعات الأخيرة ، والتي تأتي كأفضل تتويج لجهود أجهزة الأمن المصرية والتي لا تتوقف عن جمع المعلومات وملاحقة العناصر الإرهابية الخطرة .
وتشير المعلومات إلى أن محمود عزت ، القائم بأعمال مرشد الإخوان المسلمين ، لا يختلف كثيرًا عن عبد الرحمن السندي، مسؤول النظام الخاص للإخوان أو ذراعه العسكرية للجماعة، فكل منهما أرسى قواعد العمل المسلح داخل التنظيم.
"عزت" كان من ضمن أحد المتهمين في قضة 1965 وهي القضية التي أتهم فيها سيد قطب وكان يحاول من خلال قلب نظام الحكم، ويظل يعبر عن أفكاره "سيد قطب" داخل التنظيم حتى بعد أن تولى عضوية مكتب الإرشاد ثم منصب أمين سر التنظيم، وهذا يدل على حضور فكرة العنف داخل عقل "عزت".
ولعله أقرب على عبد الرحمن السندي، مسؤول النظام الخاص للإخوان، الذي نصبه المؤسس الأول حسن البنا، قيادة الذراع العسكري للجماعة، فهو من جدد العنف وأصله داخل التنظيم.
محمود عزت هو المهندس الحقيقي لنشأة اللجان النوعية داخل الإخوان المسلمين والتي أنبثق منها الميلشيات المسلحة مثل حركة سواعد مصر.. حسم ولواء الثورة والعقاب الثوري والمقاومة الشعبية وغيرها من التنظيمات المسلحة، وهو ما جرح كفة د. محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد والذي تولى قيادة اللجنة الإدارية العليا وبالتالي وضع مع اللجنة الشرعية أصول التحقيق الشرعي لاستخدام العنف بمسمى "فقه المقاومة الشرعية".
سقوط محمود عزت يعني وضع مرتبك للتنظيم، خاصة وأن لا يوجد ما يخلفه في ظل حالة من الانشقاقات التي يعانيها التنظيم بصورة كبيرة، هذا الوضع المرتبك سوف يؤدي لتراجع التنظيم بصورة كبيرة وربما لانهياره، فلا توجد قياده بديلة يمكن أن تقوم التنظيم بخلاف إبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولي وهو لا يلقى نفس الكاريزما أو القبول، وهو ما سوف يكون بداية لانهيار التنظيم.
إلقاء القبض على محمود عزت لا يقل عن تصفية د. محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد ومسؤول اللجان النوعية والتي قتل أثناء تبادله إطلاق النار على أجهزة الأمن وهو ما أدى لتراجع أعمال العنف بعض الشيء أو تأثر حركات العنف التابعه للإخوان بعد مقتله، وهذا ما نتوقعه بعد إلقاء القبض على محمود عزت.
فما سوف يدلي به محمود عزت سوف يساعد بشكل كبير في إحباط عدد من العمليات التي ينوي الإخوان تنفيذها، فما لديه من معلومات كفيل بفك طلاسم بعض الأعمال التي كان ومازال الإخوان يمارسونها، وبالتالي هذا سوف يُهزز الجهود التي تبذلها أجهزة الأمن المصرية في مواجهة الإرهاب.
ما يمكن أن نقرأه أيضًا من عملية القبض على القائم بأعمال مرشد الإخوان أن مصر تبذل جهودًا حثيثة في مواجهة الإرهاب ليس داخل الحدود المصرية وإنما خارج الحدود أيضًا، فشرور الإخوان وأعمالهم الإرهابية تُهدد أقطار أخرى وليست مصر، وعت كان بمثابة الرجل الأول في تنظيم الإخوان المسلمين، وبالتالي القاء القبض عليه يترجم ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم.
ما يمكن أن نقوله أخيرًا، أن مصر لن تعجز عن مواجهة الإرهاب، فكما نجحت في مواجهته في التسعينيات من القرن الماضي سوف تنجح في مواجهته الأن، وقد حققت عدد من النجاحات سواء في ضرب أمراء الإرهاب أو تفكيك عدد من الخلايا أو العمليات الاستباقية التي نجحت أجهزة الأمن من خلالها إحباط عمليات كثيرة.