بعد ١٥١ عامًا من الحفل المهيب لافتتاح قناة السويس القديمة، الذي شهدته حديقة فريـال بمحافظة بورسعيد في عام ١٨٦٩، تعود الحديقة للحياة من جديد بعد سنوات طويلة من الإهمال تحولت الحديقة خلالها إلى تجمع للخارجين عن القانون والأعمال المنافية للآداب، وذلك من خلال عملية تطوير شاملة حولت الحديقة إلى مكان عالمي ينتظر افتتاحه رسميا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ليكون نقطة جذب للحركة السياحية بالمحافظة.
وتضمنت عملية تطوير الحديقة ٣ منصات للاحتفال تمثل ٣ منصات خضراء جرى إنشاؤها لحفل افتتاح القناة خصصت الكبرى وقتها للملوك والأمراء، والثانية لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفى العروسي والشيخ إبراهيم السقا، وخصصت الثالثة لرجال الدين المسيحي، وجلس الخديوي إسماعيل، وفيرناند ديلسبس، والإمبراطورة أوجيني، إمبراطورة فرنسا، وفرنسوا جوزيف، إمبراطور النمسا، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، والأمير هنري، شقيق ملك هولندا، وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة، والأمير محمد توفيق ولي العهد، والأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا، وشريف باشا، ونوبار باشا، والأمير عبد القادر الجزائرى، بالمنصة الكبرى.
كما تضمنت أعمال التطوير مساحات خضراء وزهور ونباتات وأشجار بأشكال جمالية، وطاحونة حمراء تكون مركزًا لكاميرات المراقبة، فضلا عن كوبري خشبي وعدد من الجداريات التي تحكي مقتطفات من تاريخ بورسعيد، بالإضافة إلى مسرح، ومسجد على الطراز الأندلسي، وأماكن جلوس خاصة لكبار السن، وأعمدة ديكورية.
وأشار محمد سامي، مؤرخ بورسعيدي، إلى أن الخديوي إسماعيل أرسل إلى مديري الأقاليم ليرسل كل منهم جماعة من الأهالي بنسائهم وأطفالهم وأدواتهم البيتية وركوبهم، فانتشروا على طول القناة، أعراب، وسودانيين وفلاحين، وصعايدة تعبيرًا عن كافة طوائف الشعب المصري، فيما سافر الخديوي مع حاشيته ووزيريه نوبار باشا وشريف باشا إلى الإسكندرية حيث استقل يخته المحروسة وأبحر إلى بورسعيد، ورأى الخديوي السفن قادمة من جميع أطراف العالم تحمل ضيوفه الحاضرين على نفقته الخاصة، ليستقروا جميعا داخل حديقة فريـال في بورسعيد.
وقال اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، إن أعمال التطوير ورفع الكفاءة التى جرت بحديقة فريـال سيجرى افتتاحها قريبا من خلال حدث يليق بتاريخ وعراقة الحديقة، ويتناسب مع التطورات التي شهدتها المنطقة مؤخرا، في إطار خطة المحافظة للارتقاء بالحدائق العامة والمتنزهات من أجل توفر أفضل أماكن ترفيهية عامة للمواطنين ومزيد من التنشيط للحركة السياحية بالمحافظة.
وأوضح محافظ بورسعيد أن أعمال التطوير بالحديقة شملت رفع كفاءة المنطقة المحيطة بالحديقة وطلاء واجهة العمارات، كذلك تواجد نظام مراقبة كاميرات متكامل بالحديقة وشركات متخصصة في النظافة والأمن، لافتا أن المحافظة تسير بالتوازي في تطوير والارتقاء بكافة المجالات التي توفر راحة المواطنين وتحقق التنمية والشكل الجمالي والحضاري لبورسعيد.
