أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، اليوم الأحد، أن رؤية السياسة الخارجية التركية المتزايدة التي اتبعها أردوغان على مدى السنوات الأخيرة أثارت قلق الحلفاء التقليديين لتركيا وأثارت مخاوف خصومها الإقليميين، لا سيما بشأن المطالبات المتنافسة على حقوق حفر الغاز في شرق البحر المتوسط.
وقالت الصحيفة، إن أنقرة تبنت نهجًا عدوانيًا بشكل متزايد تجاه شمال قبرص لاستغلال موارد الهيدروكربونات في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وحسبما ذكرت الصحيفة، فإن قبرص تقول إن حفرها على الهيدروكربونات في المياه المحيطة بالجزيرة يدعمه القانون الدولي، مستشهدة بمنطقتها الاقتصادية الخالصة، لكن أنقرة تدعي أن قبرص تمس بالجرف القاري لتركيا وتنتهك حقوق الجانب الشمالي من الجزيرة.
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن ما بدأ كنزاع بين تركيا وقبرص يغذي لعبة قوة إقليمية ويسبب قلقا عميقا في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتعتبر أحدث نقطة اشتعال هي الصراع الليبي، حيث تدخلت تركيا عسكريًا لدعم حكومة ما تسمى الوفاق بعد توقيع اتفاق يهدف إلى تغيير الحدود البحرية لتمكين أنقرة من التنقيب عن النفط والغاز قبالة الساحل الليبي.
وقالت دوروثي شميد، الخبيرة في شئون تركيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، لصحيفة فاينانشال تايمز: "إن الكثيرين في أوروبا ينظرون إلى تركيا على أنها "لاعب عدواني للغاية يشن حربًا في أجزاء عديدة من المنطقة ويتصرف بقوة شديدة ضد الاتحاد الأوروبي".
وقال أوزليم كايجوزوز، الأستاذ المساعد للعلاقات الدولية في جامعة أنقرة، إن أردوغان وحكومته يعتقدون أنهم يعيدون قوة تركيا ومكانتها على المسرح الدولي.
وأضاف أنتوني سكينر، مدير أبحاث الشرق الأوسط في شركة الاستشارات Verisk Maplecroft، إن تركيا ربما ترغب في التوصل إلى اتفاق تفاوضي مع قبرص، لكنه قال إن المحادثات قد تكون على بعد سنوات".
في سياق متصل، وجه وزير الخارجية اليونانى، نيكوس دندياس، اتهامات إلى تركيا بانتهاك سيادة جمهورية قبرص.
وحذر دندياس أنقرة من استمرار سياستها، حيث قال إن الدفاع عن السيادة اليونانية ضد استفزازات تركيا غير قابل للتفاوض، مضيفًا أن تركيا تنتهك قانون البحار الدولي في المتوسط.
