الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كيف تتعامل مع أعداء النجاح؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقال: أنَّ الشجر المثمر يُقذف بالحجارة دونًا عن غيره من أجل ثماره، وما رمي بالحجر إلا لإمتلائه بالثمار النافعة والمفيدة، أما الشجر الخاوي الخالي فلا يقذفه أحد، ولا يهتم به، إن النجاح لا يأتي إلا بعمل وجد واجتهاد؛ فهو أمنية كل إنسان يعمل ويكدح من أجل ذلك، ويأتي محصلة لإجتهادات صغيرة تتراكم يوماً بعد يوم، ولكنه غالباً ما يولّد الأعداء، ومن لا يستطع اللحاق بك لا يملك سوى طعنك من الخلف، لكن الناجح هو من يؤمن دائماً بالمقولة الشهيرة: "إذا جاءتك ضربة من خلفك، فاعلم تماماً أنك في المقدمة"، لذلك لابد لأي انسان ناجح أن يتحلى بأهم مهارات النجاح وهي الصبر وقوة الصمود أمام أي تحديات أو صعوبات، والعمل هو الرد البليغ على أعداء النجاح، ولا أعتقد أن هناك شيئاً يؤلم الفاشلين أكثر من استمرارية نجاح الناجحين، ولكل شخص ناجح مئات الحاسدين الذين يؤلمهم نجاحه، ولا يستخدمون أساليب المنافسة المشروعة، وهذا حال الفاشلين دائماً، لا يسعون إلى تطوير أنفسهم، بل يلجأون إلى أشنع الوسائل لتحطيم المنافس، على اعتبار أن سقوط المنافس نجاح لهم، حتى وهم يعلمون علم اليقين أن المشكلة الرئيسة فيهم لا في منافسهم؛ فلقد أكلت الغيرة قلوبهم، وعشش الحسد فى صدورهم، فسرعان ما يعلنون عليه حربا خسيسة سلاحهم فيها الكلمة الكاذبة والاشاعة المفترية، وكأنهم لم يسمعوا قول النبي صلي الله عليه وسلم "المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده" (متفق عليه). 
إن أفضل طريقة للتعامل مع أعداء النجاح هى تجاهلهم وعدم الإلتفات إليهم تماماً، لأنهم يهدفون إلى تشويشك ولفت انتباهك لقضايا فرعية، مما يؤثر على كفاءتك في العمل الأساسي، وليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للإهانة أو للشكوى لا تتردد بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة، مع مواصلة التميز سواء كان ذلك على المستوى العملي أو العلمي، والمهم أن يكون الانسان واثقاً بالله ثم بنفسه، فلا يهتز ولا يرضخ لأية مخاوف، إضافةً إلى أهمية ألاّ يسقط الإنسان في فخ الغرور، بالنظر إلى غيره بأنهم أقل منه، مما يجعله يحفر قبر نجاحه بيده، وعلينا دائما التأمل في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم في التعامل مع خصومه وأعدائه، فمنهم من تم احتوائه ومنهم من تم تجاهله، ومنهم من تمت مواجهته إذا لزم الأمر لحسم الصراع.
قال الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهما: "إن استطعت فكن عالمًا، فإن لم تستطع فكن مُتعلِّمًا، فإن لم تَستطع فأحبَّهم (العلماء)، فإن لم تستطع فلا تُبغضهم"، ومعنى ذلك أن نوطن أنفسنا على محبة الخير للآخرين ، وأن نحرص على إيصال النفع لهم، وعدم الإضرار بهم؛ فالاسلام لا يعرف إلا الخير والصفاء والنقاء والمحبة والسلام بين أبناء المجتمع.