الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

ازدهار متوقع للنفط الأمريكي بعد توقف عدد من منصات البترول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعيد منصات التنقيب عن النفط الصخري الأمريكي بعض الإنتاج المفقود بعد ثلاثة أشهر من بداية الانكماش الحالي، لكن معدلات الانخفاض الحادة ستظهر أثارها بشكل متزايد، مما سيقلل الإنتاج الإجمالي الأمريكي من النفط في وقت لاحق من هذا العام، بحسب رؤية تحليلية للكاتب "نيك كانينجهام" عبر موقع "أويل برايس".
ومع اقتراب أسعار النفط من 40 دولارًا للبرميل، تغطي العديد من منصات التنقيب تكاليف التشغيل الفورية.
وتقدر شركة "ريستاد إنيرجي" أن ما يزيد قليلًا عن 300 ألف برميل يوميًا"من إنتاج النفط الأمريكي المتوقف قد عاد للسوق مجددًا.
وكتبت "جي.بي.سي إنيرجي" في مذكرة أن الإغلاق أثر على إجمالي إنتاج 1.15 مليون برميل يوميًا في الشهرين الماضيين، لكن من المتوقع أن يعود هذا الإنتاج تدريجيا خلال الشهرين المقبلين.
لكن هذا لا يعني أن إنتاج النفط الأمريكي سوف ينتعش سريعا على شكل حرف (v).

وقال "سكوت شيفيلد" من شركة "بايونير ناتشورال ريسورسز" لوكالة بلومبرج: " مستوى 40 دولارًا قد يكون رب ضارة نافعة، لا أحد سيضيف منصات، ولا أحد سيضيف أساطيل التنقيب عند هذا السعر للنفط، أحاول إقناع أعضاء أوبك بأن صناعتنا تغيرت، والأمر كله يتعلق بنمو أقل، كل شيء يتعلق بإعادة الأموال إلى المساهمين ".
"تختلف عودة الإنتاج المتوقف عن العودة إلى حفر آبار جديدة، لا أرى أي تغيير عند 40 دولارًا، نحن بحاجة إلى الحصول على ما يصل إلى 45 دولارًا أو 50 دولارًا قبل أن ترى الشركات تبدأ في إضافة المنصات"، بحسب "شيفيلد".
وأضاف "شيفيلد" أن معظم الشركات لديها الكثير من ديون الرافعة المالية، وسوف تستخدم التدفق النقدي لإصلاح الميزانيات العمومية لأن أسواق الأسهم مغلقة، لذلك لن يكون هناك اندفاع إلى إضافة نشاط على الإطلاق.
نظرًا لأن الآبار الصخرية تنخفض بشكل سريع، سيستمر الإنتاج الأمريكي الإجمالي في الانخفاض، على الرغم من الهزة المؤقتة من عودة الآبار المغلقة.
ويرى "شيفيلد" معدلات انخفاض إنتاج النفط الصخري بمتوسط يتراوح بين 35 و40 بالمائة سنويًا بدون استثمار، ستحاول الكثير من الشركات إبقاء الإنتاج ثابتًا هذا العام أو تقليل وتيرة الانخفاض.
ويقدر أن إنتاج النفط الأمريكي سينخفض إلى أقل من 11 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2021 بسبب هذا التراجع.
وقالت "جي. بي. سي": "بحلول سبتمبر، ستتراكم الانخفاضات الطبيعية من الآبار الصخرية إلى ما يقرب من مليوني برميل يوميًا، مما يبقي المعروض الأمريكي من النفط مكبوتًا حتى منتصف عام 2021".
ويقول محللو "جولدمان ساكس" في مذكرة للعملاء إن توقعات سوق النفط في عام 2021 صعودية على نطاق واسع، وذلك بسبب "نظرة أكثر تحفظًا لتزايد الإنتاج من حوض بيرميان".
بعد أن التقى المحللون في البنك الاستثماري بستة من كبار المنتجين في حوض الإنتاج الرئيسي، قال البنك إن أحد أهم ما توصل إليه هو أن المديرين التنفيذيين للشركات للنفط كانوا جادين بشأن إعطاء الأولوية للتدفقات النقدية وتقليل الرافعة المالية وليس العودة إلى نمو الإنتاج بشكل قوي.
وأضاف محللو البنك الأمريكي: "المنتجون وصفوا نمو إنتاج المكون من رقمين على نطاق واسع بأنه احتمال تفاؤلي أكثر منها حالة أساسية".
ويقول "جولدمان" إن المسؤولين التنفيذيين لا يتوقعون أن ترتفع أسعار النفط إلى 50 دولارًا في عام 2021، وبدلًا من ذلك يتوقعون أن يظل النفط عند 40 دولارًا.
كما أن بقاء النفط عالقًا عند40 دولارًا يتوافق مع أهداف "أوبك+"، التي تأمل في الحفاظ على حظر تعافي النفط الصخري.

وقال مصدر روسي مطلع على محادثات "أوبك+" لوكالة "رويترز": "الخطة هي الالتزام بالأسعار التي تتراوح بين 40 و50 دولارا للبرميل لأنه بمجرد أن يرتفع أكثر إلى 70 دولارا للبرميل فإنه يشجع على إنتاج الخام بكميات كبيرة بما في ذلك النفط الصخري".
وأنقذت اتفاقية "أوبك+" والتمديد قصير الآجل لها أسواق النفط، وقد تؤدي حتى إلى عجز في ميزان العرض والطلب في النصف الثاني من عام 2020.
ويقول المحللون في "ريستاد إنيرجي": "طالما بقي تعافي الطلب على حاله، نعتقد أن سوق النفط سيكون لديه عجز أيضًا في أغسطس وما بعده، على الرغم من أن التخفيضات تتناقص بمقدار مليوني برميل إلى المستوى المقرر في الاتفاقية 7.7 مليون برميل يوميًا".
وترى "ريستاد" استجابة أقوى من النفط الصخري فيما يخص العجز، مع ارتفاع الأسعار الذي سيحفز إعادة تنشيط أسرع لإنتاج النفط الأمريكي المتراجع، وفي نهاية المطاف أطقم التنقيب سيقومون بإنهاء وقف العمل في وقت مبكر".
لكن السوق لن تعود إلى ظروف ما قبل الوباء لسنوات، وبالإضافة إلى جبل المخزونات التي تحتاج إلى التخلص منها فإن النفط الصخري الأمريكي لديه جبل من الديون المستحقة، علاوة على ذلك، وفي حين أن الطلب في تصاعد إلا أنه قد يتسطح بعيدًا عن مستويات ما قبل الوباء.
ومن ناحيته، أوضح "شيفيلد" أن انتعاش الطلب السريع إلى نحو 94 و95 مليون برميل يوميًا بعد إعادة فتح الاقتصادات سيفسح المجال للجمود لبضع سنوات حتى يمكن توزيع لقاح فيروس كورونا على نطاق واسع.
وتوقع "شيفيلد" أن الطلب على النفط لن يرتد إلى مستويات ما قبل الوباء عند نحو 100 مليون برميل يوميًا حتى عام 2022 أو 2023.