الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إنهم يحرِقون أغصان الزيتون!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالرغم من أن "الشرق الأوسط" يعيش أجواءً مُشتعلة وتكاد تعصِف به الأحداث المُتسارعة، و"أوروبا" على صفيح ساخن وفى حيرة من أمرها وفى قلق من انفراط عُقد اتحادها، و"أمريكا" تذوق طعم الفوضى والعنف والدم ويبدو أنها ستهُب عليها نسمات خريف التغيير مُبكرًا، و"أفريقيا" التى تعانى من تسرُب تنظيم القاعدة بين دِولها وانتشاره فى أراضيها، و"آسيا" التى تقف حائرة وسط المد والجزر الاقتصادى الذى يؤثر على أوضاعها السياسية بالرغم من كل هذا فإننا نرى استمرار "المؤامرة" التى تُحاك ضد منطقتنا العربية واستمرار تنفيذ "المُخطط" بطريقة أسرع، لم يوقِف "المؤامرة" تفشى وباء عالمى يُهددنا جميعًا، ولَم يوقِف "المُخطط" الكوارث التى تتعرض لها البشرية، ولَم تشفع الأحوال الاقتصادية المُتردية فى إيقافه.
"المؤامرة" التى يتم تنفيذها بمنطقتنا العربية معروفة ومعلومة منذ سنوات ولَم تعُد خافية على أحد وهى "مُؤامرة ثلاثية الأبعاد" كالآتى:
* تقسيم الدِول لدويلات صغيرة مُتناحِرة أطلقوا عليها "كانتونات" بمعنى "تقسيم المُقسم وتفتيت المُفتت" لإضعاف الدِول ولعدم قُدرتها على مواجهة إسرائيل، والتخلص من عدد من الجيوش العربية، وإضعاف بعضها، وإنهاك البعض الآخر.
* السيطرة على بترول المنطقة العربية والتى تمتلك النصيب الأعظم من إنتاج وتصدير واحتياطى البترول عالميًا، فنجد أن الدِول التى حدثت بها الفوضى إما دِول بترولية أو دِول لديها جيوش قوية أو دِول لديها موقع استراتيجى مهم.
* العمل على ترويج السلاح فى المنطقة لإرضاء كبرى شركات السلاح، فنجد أن السلاح ينتشر بكثرة فى يد الإرهابيين المنتمين لتنظيمات تُدين جميعها بالولاء لجماعة الإخوان الإرهابية وأصبحوا أذرعًا للفوضى بالمنطقة، ولهم دور كبير فى تنفيذ المُوامرة بحذافيرها عن طريق تمهيد الأرض بعنفهم وتطرفهم.
ساعدت "تركيا" على تنفيذ "المؤامرة" لما لها من سطوة على قرار التنظيم الدولى لجماعة الإخوان وبِحُكم المُساندة التى تقدمها للجماعة، ولهذا نجد أنهم روجوا لـ"أسطورة أردوغان" وحملوه على أعناقهم وجعلوه البطل المقدام وهو فى حقيقة الأمر "بطل من ورق" و"أسطورة جوفاء" و"وظاهرة صوتية وشخصية مُهلهلة تُصدر تصريحات فارغة فقط" ويخطُب فى جماهيره كثيرًا دون فائدة ويعيش فى دور الزعيم وهو "جعجاع" وقامت "قطر" بدور "المُمول" للمؤامرة وارتضت لنفسها أن تكون مُجرد "بنك للتنظيمات المتطرفة" وارتضت بأن تكون "ماكينة ATM للإرهابيين" يلجأون إليها للحصول على ملايين الدولارات بعد كل عملية إرهابية أو تفجير أو قتل أو ذبح للأبرياء فى الدول العربية.
وللأسف الشديد يَخْرُج علينا بعض المُتفلسفين ليُنكروا المُؤامرة، رغم أنها مكشوفة للقاصى والدانى، ويلقنوننا دروسًا فى كيفية إنكار المُخطط ويهاجموننا لأننا نُسلط الضوء على ما تتعرض لها منطقتنا العربية من مخاطر وتهديدات، ليس هذا فقط بل أنهم يُمجدون الشعارات الخبيثة التى دشنها حِلِف "أوباما" و"ديك تشينى" و"بول وولف ويتز" و"هيلارى كلينتون" و"جون برينان" و"كونداليزا رايس" ويُطالبوننا بمد أيدينا لـ"تركيا" وفتح حوار مع المارقة "قطر".
كل هؤلاء يسعون لتنفيذ "المؤامرة" للإيقاع بِنا، كل هؤلاء يحرقون أغصان الزيتون التى نرفعها لكى نعيش فى سلام وأمان، كل هؤلاء مُغرضون، مُتحالفون، كاذبون، يريدون خداعنا لكى يُقدِموا لنا قطعة شيكولاتة فى ورقة سوليفان وكُل همهُم أن نأكلها بسرعة دون النظر فيها والتدقيق فيها لنتأكد من أنها شيكولاتة ليست مسمومة وبصراحة: كِدِنا نسقُط فى دوامة الفوضى ونقع فى الفخ فى عام ٢٠١١، وكِدِنا نأكل قطعة الشيكولاتة التى صُنعت خصيصًا لـ"مصر" بالأيدى الأمريكية الإسرائيلية التركية القطرية الإخوانية، وشاءت الأقدار أن يحفظنا الله وفى اللحظات قبل الأخيرة لم نبِتلِع هذه الشيكولاتة ومن يومها ونحن نُغلق فمِنا رافضين هذا النوع من الشيكولاتة وسنظل نرفضها ولن نأكُلها ولن نبِتلِعُها.. واللى مش عاجبه يشرب من البحر!.