الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب متى المسكين في سطور

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد أبونا متى المسكين عام ١٩١٩ بمدينة بنها بمحافظة القليوبية وكان من عائلة غنية، تخرج في كلية الصيدلة عام 1943. اشتغل في المهنة حتى سنة 1948. كان يمتلك صيدلية في دمنهور لكنه سمع صوت الإنجيل وأطاعه وباع كل ما يملك ووزعه على الفقراء ولم يحتفظ إلا بثمن التذكرة ذهاب. وتوجه إلى الرهبنة بدير الأنبا صموئيل العامر بجبل القلمون.
ترهبن في دير الأنبا صموئيل المعترف (القلموني) في الصعيد يوم 10 أغسطس 1948، واختار هذا الدير لأنه كان أفقر دير وأبعد دير عن العمران وأكثرها عزلة.
كان يطوى الليالى في قراءة الكتاب المقدس بتعمق شديد وفى الصلاة والتسبيح حتى الصباح. وهناك بدأ يخط أولى صفحات أهم وأول كتبه وهو كتاب: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“ الذى صدر عام 1952، ونُقِّح وزيد عام 1968، وترجم ونُشر بالفرنسية عام 1977، وبالإيطالية عام 1998، ثم بالإنجليزية ونُشر بواسطة دار نشر SVS التابعة لمعهد سانت فلاديمير اللاهوتى بنيويورك عام 2002
انتقل إلى دير السريان بوادى النطرون سنة 1951، وهناك تقبل نعمة الكهنوت رغمًا عنه. عاش متوحدًا في مغارة وسط الصخور بعيدًا عن الدير، وبعد سنتين، كلف أن يصير أبًا روحيًا لرهبان الدير وعلى الأخص للشباب المتقدم للرهبنة حديثًا. وهكذا صار رائدًا للنهضة الرهبانية في الكنيسة القبطية في هذا الجيل.
أرجع الرهبنة إلى حياتها الأولى وأحيا من جديد روح الآباء النساك الأوائل بحياته الروحية والنسكية على أعلى مستوى، بالإضافة إلى روح أبوة وتلمذة وتدبير لأول مرة في برية الأسقيط منذ عصر الآباء الأوائل، مما جمع الشباب المسيحى حوله. ومن هنا بدأت أول جماعة رهبانية في العصر الحديث متتلمذة على أب روحى واحد كما كانت الرهبنة في بدء تكوينها.
ذهب إلى صحراء وادى الريان 11 أغسطس 1960، والتى تبعد 50 كيلو عن أقرب قرية مأهولة بالسكان في محافظة الفيوم، وعاش هناك الرهبان في كهوف محفورة في الجبال، حفروها بأيديهم، بحياة مشابهة تمامًا وفى كل شيء لحياة آباء الرهبنة الأوائل أنطونيوس ومقاريوس. واستمروا هكذا 9 سنين. ازدادت جماعتهم الرهبانية بالرغم من انقطاع كل صلة بينهم وبين العالم. في هذه الفترة، ألَف كتبًا روحية كثيرة ما زال يقرأها حتى الآن الشباب المسيحى في مصر والشرق الأوسط ويتأثرون بها.
في سنة 1969 دعاه البابا كيرلس السادس مع جماعته الرهبانية، 12 راهبًا، للانتقال إلى دير أنبا مقار، منتصف المسافة من القاهرة والإسكندرية، بوادى النطرون، من القرن الرابع، والذى كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه بمهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية من جديد.
ولم يكن فيه أكثر من خمسة رهبان مسنين ومرضى، ومبانى الدير توشك أن تتساقط. من هذا التاريخ بدأت النهضة العمرانية والنهضة الرهبانية الجديدة الملازمة لها.
وأصبح في الدير في عام 2006 نحو 130 راهبًا. واتسعت مساحة الدير ستة أضعاف المساحة الأصلية بحيث تتسع لمائة وخمسين راهبًا. وأصبح الدير محجا للزائرين ليس من مصر وحدها بل ومن كل العالم.
ظل حتى وهو على فراش المرض في سن السابعة والثمانين يكتب ويؤلف، وقد أصدر 4 أجزاء وهو على سرير المرض باسم ”مع المسيح“ في هيئة مقالات تأملية في الإنجيل لتعليم وتعزية الشعب المسيحى في مصر والعالم.
تنيح الأب القديس متى المسكين يوم الخميس الثامن من يونيو عام 2006.