الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشعر يجمعنا.. "قصيدة الحب سكرة الزمان" لمحمد الجيار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقيم مركز إبداع الست وسيلة، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، مجموعة من الأمسيات الشعرية الأسبوعية بمقر المركز، ولكن الظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد منعت إقامتها، لذلك قرر المركز نقل هذه الأمسيات الشعرية أون لاين عبر الصفحة الرسمية لقطاع صندوق التنمية الثقافية تحت شعار "الشعر يجمعنا" حيث ينشر خلالها عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان"قصيدة الحب سكرة الزمان" للشاعر محمد الجيار:
عرفتُها في عامها الواحد والعشرين
وكنتُ قبل الأربعين
كانت تقول إن خيطَ الشيبِ
في الفَودينِ هالةٌ للتجربهْ
والحب عند الأربعين قدرةٌ وموهبهْ
كانت وديعةً كأنها براءتي التي فقدتُها
خطيئتي التي أحببتها
كانت جريئةً ذكية العينين والجسد
كأنها باريسُ ليلةَ الأحدْ
ترقص ليل الصيف وهْي عاريهْ
وترتمي ولوعة النهود شاكيه
وكل عِرْقٍ من عروقها عودٌ لهِيبِيٌّ
لعازفٍ قد جُنَّ وارتعدْ
تستر صدرها العريانَ عندما
تميل في دلالها ضفيرتان
ضفيرتان؟ لا خميلتان نامتا على حدائقِ التفاحْ
والوجنتان فيهما غمّازتان
تُشبهان قبلتين عاشتا من ألفِ ليلٍ
في بكارة الخطيئةْ
كانت طويلةً نحيلةً دفيئة
شهواءَ أفعى في بساطة الطفولة الوضيئة
أعضاؤها تكونت من شهوتي لها
والحبُّ خلفها يسير مثل ظلّها
والرغبة العذراء في العينين
تسلبان اللبَّ تصهران القلب
تجعلان الحبَّ طائرًا مرتعدا
مجرَّحًا على فراش النار يرغب
الفِرار يضرب الجناحَ بالجناح
يزرعُ المنقار في المنقار يرتمي
على رعافهِ المنْزوفِ
بين السقف والجدار
والأرضيةُ التي ينام فوقها الثوبُ القصير مجهدًا
من انتظارِه الـمُثار
وصدرُها الوائدُ مَدَّ بالنهدين للردى يدا يدا
عشقتُها والعشق سكرةُ الزمان في خيالنا
وصحوةٌ بلا عيون
وربما لأنه يحوي السنين لا يحسُّ بالسنين
ومرت الأعوام بعد أن تفرقَتْ أنفاسنا
وذات ليلةٍ قابلتها على شواطئ المصادفات
كانت جميلةً كأنها طفولتي التي طهَّرتها بأدمعٍ للذكريات
مددتُ راحتي
توقفتْ عن المسار مُهجتي
فأنكرتْ يدي التي كم خاصَرَت
حياتها برقصةِ اللهيب
تساءلت في دهشة العصفور
من تكونُ يا أبي؟
بالله من تكونُ أيها الغريب؟